«أم كرم».. تبيع جرجير منذ 25 عاما ورفضت الزواج من أجل أبنائها (صور)

وسط سوق الخضار بمدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، تجلس سيدة في العقد الخمسين من عمرها، وأمامها "فرشة" تضع عليها الخضروات والجرجير، وعندما تقترب منها تظهر علامات الألم على ملامح وجهها، لكنها اعتادت عليه منذ نعومة أظافرها.

«أم كرم» تخفى دمعتها عند الحديث عن ظروفها ومشكلاتها، لكن ذلك لم يثنيها عن تحقيق غايتها وتربية أبنائها، صانت عهد زوجها بعد وفاته، ورغم أنها تجاهلت الكثير من احتياجاتها، إلا أن ابتسامة الرضا لا تفارق وجهها.

اعتادت القدوم يوميا إلى سوق الخميس بمدينة الخارجة لتبيع الخضروات في نفس المكان، طوال 25 عاما، وبالرغم من اعتراض أهلها على بيع الجرجير، إلا أنها أصرت على أن تكافح وتبذل قصارى جهدها في تربية أبناءها، وعانت الكثير من أجل مستقبلهم حتى وصلوا لبر الأمان.

تمتلك «أم كرم»، شخصية جدية وسط سوق الخضار، وفي ذات الوقت يحبها كل من يعرفها ويعتبروها أختهم الكبرى، لديها 5 من الأبناء 3 أولاد وبنتين، مات والدهم وهم صغار في السن، وتحملت عناء ومشقة الحياة إلى أن تزوجوا.

تقول «أم كرم» إن كونها أم كان الدافع وراء إصرارها على تعليم أولادها الخمسة، رغم غلاء المعيشة ودخلها المحدود، ليحصلوا جميعهم على مؤهلات عليا، دون أن يلجأوا لأحد.

وتضيف: «جاءتني فكرت بيع الخضرة والجرجير من أحد أصدقاء أختي من بنها، وساعدتني فى بداية الأمر بوضع فرشة داخل السوق، وبدأت عملية البيع والشراء، لكن رفض أهلي الذين يسكنون بالصعيد نزولي للعمل وحاولوا منعي، لكن إصراري على تعليم أولادي جعلنى أقف أمام أي شخص يحاول تدمير حياة أبنائي».