المحتوى الرئيسى

«أمينة».. حفيدة الملكة نازلي تتحدث عن آخر أسرة مالكة حكمت مصر (صور) | المصري اليوم

10/06 15:23

«أجلس في مكان عملي، محاطة بصور لعدة نساء أجلس وسطهم طفلة تعقد شعرها بربطة جميلة، تتناثر ذكرياتي وأفكاري وأنا أنظر إلى أفراد عائلتي، الأبطال الذين طالما أردت أن أجتمع بهم. يعوضني عن ذلك قليلا محاولاتي الدائمة للبحث والتفتيش عن أي معلومات أو مقتنيات تخصهم لأشاركها مع العالم. طالما رغبت أن أقول لهم إنني حفيدتكم أمينة، حفيدة نازلي ملكة مصر وحفيدة الأميرة فائق، أصبحت فنانة ومصممة أزياء».

كلمات بدأت بها الفنانة أمينة الدمرداش، الحفيدة الكبرى لنازلي ملكة مصر، حديثها عن العائلة المالكة الأخيرة لمصر، لمجلة «فوج أرابيا» الأمريكية.

تقول «أمينة»: «أتذكر جيدا ذلك اليوم، في أواخر فترة مراهقتي، عندما جلس والدي معسي أنا وأشقائي ليخبرنا عن النظام الملكي الذي حكم مصر». وتضيف: «كانت جدتي الكبرى، نازلي صبري (1894-1978)، زوجة الملك فؤاد الثانية والملكة الأولى في مصر، حتى وفاة الملك فؤاد عام 1936. وقد امتدت سلطتهما معا على مصر والسودان والنوبة وكردفان ودارفور.

وتتابع: كان لديهما 5 أطفال، الأمير فاروق (الذي أصبح ملكا)، والأميرة فوزية (التي أصبحت ملكة إيران وكانت أول زوجة لشاه إيران، محمد رضا بهلوي)، والأميرة فايزة، والأميرة فائقة (جدتي)، والأميرة فتحية.

الأميرة الشابة تستكمل حديثها: أتذكر أن الأمر تطلب مني بعض الوقت لفهم واقع العلاقة بيني وبين الأسرة التي كانت موجودة في العديد من الصور المنتشرة في جميع أنحاء منزلنا، رغم أنني كنت أستيقظ يوميا على صور الملكة نازلي تحيط بها أطفالها، وأنا لم أعطهم الكثير من التفكير، حتى بدأ أصدقائي يستفسرون عن الأمر.

تتحدث «أمينة» عن حياتها وظروف نشأتها، قائلة: «لقد ترعرعت في منزل يقدر التعليم ويرفض الاعتماد على أسماء العائلة وعلاقاتها. ولدت بعد سنوات من وفاة جدتي وعقود بعد رحيل جدي، ولم أعرف سوى القليل جدا عن عائلتي والنساء الذين سيطروا على الصفحات الأولى من صحف العالم». وتضيف: «كانت دائما التفاصيل والمعلومات عن جداتي وحياتهم قبل الخمسينات لغزا بالنسبو لي وللكثيريين أيضا».

مصممة الأزياء تقول أنها كفنانة، بدأت تخصيص ساعات للبحث عن اللوحات والمنحوتات المتعلقة بهم، مشيرة إلى أن «كان الفن هو طريقتي الغريزية للقاء عائلتي، وتعلم تفضيلاتهم، وحتى استرجاع لحظة تاريخية معهم».

تسترجع الأميرة الشابة ما حدث لعائلتها بعد 23 يوليو 1952، قائلة: «بدءا من هذا اليوم، نفيت عائلتي وتفرقت في العديد من البلدان». وتضيف: «لكن خالتي الكبرى فوزية وجدتي فائقة رفضتا مغادرة مصر. وقد سمح للأخوات بأن يحتفظن كل منهن بمنزل واحد وتستخدمن ممتلكاته خلال حياتهن، وبعد وفاتهما، ثم حصل كل منهما على عقارين من قبل الحكومة».

تشعر «أمينة» حاليا أنها باتت أقرب إلى عائلتها بعد زيارتها لمنزل جدتيها بالإسكندرية، وتقول: «الآن، خلال رحلاتي اليومية على (الفيسبا) بين معرض الفن الخاص بي وبين الورشة، أستطيع أن أسمع تقريبا صوت فوزية، الناعمة والرقيقة، وهي تروي لي قصص عالمها قبل الخمسينات». وتضيف: «وعندما ذهبت لزيارة منزلها في الإسكندرية، شعرت بأنفاسها في كل أركانه وسعدت كثيرا بذلك، خاصة أن جدتي توفيت في سن الـ54 عاما، دون أن تتاح لي الفرصة للتحدث معها ولو مرة واحدة.

وبعد سنوات من التحدث مع صورها، قررت الذهاب لزيارة ما كان يوما منزلها. وتتابع: «رفضت والدتي التجول في الشقة بدون والدتها، وهكذا قادني والدي من خلال الغرف، وحكى لي أنها كانت مدرسة للباليه والفن، والأمر المبهر أن والدي كان لا يزال يحتفظ بكل التفاصيل في ذهنه.

ومع ابتسامة واسعة، أشار إلى مكان في الشقة وقال لي إنه يحمل ذكريات له مع والدتي في بداية زواجهما.

تقول «أمينة» إنها تحتفظ بمقتنيات عدة تعود لجدتها، مثل معطف فرو بني مزين بتطريزة سرية خاصة بالأسرة المالكة، وقبعة من الفرو، وسوارها وخاتمها الألماس وبعض المجوهرات الأخرى، وعدة صور ورسائل وجوازات سفر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل