المحتوى الرئيسى

ألوان الوطن| قبر الجندي المجهول.. تقليد فرنسي الأصل لتكريم الشهداء

10/06 11:04

الجندي المجهول، كلمة تكرر على مسامعنا كثيرا، وخاصة في المحافل الخاصة بالتضحية وبذل الكثير من الجهد دون انتظار المقابل، وفي ذكرى المناسبات الوطنية والانتصارات والثورات العظيمة، تأتي زيارة قبر الجندي المجهول على رأس أولويات القادة، ابتداء من رئيس الجمهورية، والوزراء والمحافظين والشخصيات العامة، ورغم انتشار هذه الكلمة وتقديس الرموز السياسية والوطنية لها، إلا أنها تظل محل تساؤل الكثيرين.

و"الجندى المجهول"، أي أن جنديا استشهد في الحرب ولم يتم الاستدلال على شخصيته أو هويته، فلا يتم دفنه في المدافن العسكرية، ولكن يتم إقامة مكان خاص يطلق عليه النصب التذكاري أو قبر الجندي المجهول، لدفن هؤلاء الجنود، الذين لم يتم التعرف على هوياتهم نتيجة التشوهات، أو فقدان بياناتهم الشخصية.

وفي الغالب، يقام النصب التذكاري في مكان متسع ويصممه فنانون عالميون، وهو تقليد متعارف عليه في أغلب دول العالم، خاصة التي شهدت ويلات الحرب، كما يزور هذا النصب القادة والشخصيات العامة في احتفالات النصر والأعياد القومية، ويضعون على قبورهم أكاليل الزهور تكريما لذكراهم العطرة.

ظهر مفهوم الجندي المجهول لأول مرة بفرنسا في الحرب العالمية الأولى، للدلالة على جندي فرنسا مجهول الهوية الذي استشهد في ساحة الشرف خلال الحرب العالمية الأولى، ونُقل جثمانه إلى قوس النصر في الـ11 من نوفمبر عام 1920م، وكان يرمز إلى التضحية التي قدمها 1,390 مليون عسكري فرنسي قتلوا في الحرب، ونُقش على الضريح عبارة "هنا يرقد جندي فرنسي توفى في سبيل الوطن"، كما أقيمت شعلة فوق الضريح تبقى مشتعلة ومضاءة.

وتحول ما فعلته فرنسا، إلى تقليد عالمي، تحرص الدول من خلاله على تكريم شهدائها العسكرين، الذين استشهدوا في ساحات القتال، وكان في العادة يدفن جميع الشهداء العسكريين في مقابر عسكرية، أما بعد هذا التقليد التي ابتدعته فرنسا، لجأت الكثير من الدول إلى إقامة النصب التذكاري للجندي المجهول، وتختار كل دولة مكان النصب في منطقة واسعة ولها مواصفات معينة يمكن من خلالها إقامة الاحتفالات واستقبال الزيارات الرسمية، وغير الرسمية لمن يأتي لزيارة هذا النصب.

ففي مصر أُقيم النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر، في الشارع المعروف باسم "طريق النصر"، وشُيد بأمر من الرئيس الراحل أنور السادات، تخليدا لذكرى شهداء الجيش المصري الذين فقدوا أرواحهم في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، وتم افتتاحه في أكتوبر 1975، ودُفن الرئيس السادات بجوار قبر الجندي المجهول بعد حادث اغتياله أثناء العرض العسكري المقام بمناسبة احتفالات السادس من أكتوبر عام 1981.

النصب التذكاري، وهو مبنى من الخرسانة على هيئة هرم مجوَّف من الداخل، يبلغ ارتفاعه 33.64 متر، وحوائطه مسجَّل عليها 71 اسمًا رمزيًا، من تصميم الفنان سامي رافع، الذي اختار شكل الهرم الذي يرمز لفكرة الخلود في حضارة المصريين القدماء.

وخلال عام 1996، تم تطوير الساحة بإقامة ستارة على الجانب الأيمن للنصب، تحوي الآية الكريمة التي تشير إلى خلود الشهداء "ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون"، بالإضافة إلى لوحة من الفسيفساء، والتي تمثل اقتحام الجندي المصري لخط بارليف، ورفع العلم المصري في 6 أكتوبر 1973.

ويوجد نصب تذكارية أخرى للجندي المجهول في الإسماعلية والإسكندرية وغيرها من محافظات مصر، حيث يقع النصب التذكاري في منطقة المنشية على البحر المتوسط الذي شهد أمجاد وبطولات قواتنا البحرية المصرية عبر التاريخ، الذي أقامته الجالية الإيطالية لتكريم الخديوي إسماعيل.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل