المحتوى الرئيسى

يوم الكرامة| كيف كانت "المظلات" كلمة السر في نصر 6 أكتوبر ؟

10/06 11:03

تعتبر حرب أكتوبر 1973 من أقوى الحروب التي خاضتها مصر في العصر الحديث، حيث استطاع الجيش المصري كسر مقولة العدو الصهيوني "الجيش الذي لا يقهر"، وتحررت سيناء بفضل الحرب التي ضحى فيها جنود بأرواحهم، لإزالة آثار هزيمة 1967.

ويستعرض "دوت مصر" في الذكرى الـ 44، للحرب، دور سلاح المظلات في حرب أكتوبر التي تعد علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، فلقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاح لنصر مبين.

أثناء الفترة التحضيرية لمعركة العبور التي خاضتها الوحدات المقاتلة في 6 أكتوبر عام 1973، كان ثمة تخطيط علمي دقيق لاستخدام وحدات الإبرار الجوى "المظلات" في العملية الهجومية الاستراتيجية لتحرير سيناء، بالإضافة إلى الاستعداد للقيام بتأمين الأهداف الحيوية أثناء التمركز ضمن قوات المنطقة المركزية العسكرية، مع تواجد وحدة لها في مطار شرق القاهرة، للعمل كاحتياطي لتنفيذ أية مهام بالإسقاط، إلى جانب قيام إحدى الوحدات بالإبرار في المنطقة الحتمية للهجوم وتدمير العدو ومنعه من التقدم.

فكان لوحدات المظلات دوراً هاماً في خطة الخداع الاستراتيجي للعدو الإسرائيلي والإعداد لعملية العبور، كما كانت هناك العديد من التحركات للوحدات المنفذة لتأكيد هذا الخداع، هذا بالإضافة إلى مهام التأمين ضد أية ردود فعل عدائية أثناء عبور قواتنا من سيناء، بالتزامن مع تواجد كتيبة هاون وأخرى فهد في القنطرة غرب وفي منطقة الفردان، بما يعكس أن القيادة العامة للقوات المسلحة ارتأت أهمية تأمين كل الجبهات والمناطق الحدودية قبل وأثناء سير المعركة.

كما تولت وحدات مظلية أخرى عمليات الهجوم وتدمير قوات العدو في مضيقي متلا والجدي، والاستيلاء عليهما وتأمينهما لتسهيل تقدم قواتنا ومنع تقدم العدو من خلالهما.

واحتلت الوحدات الفرعية الصغرى المصاطب الموجودة غرب القناة، ودأبت على معاونة الوحدات المدعومة عليها في الاستيلاء على النقط القوية وتأمين رؤوس الكباري ضد هجمات العدو المضادة، واستمرت في تنفيذ مهامها القتالية لصالح تشكيلات ووحدات شرق القناة، لتأمين الموجات الأولى للعبور، ثم عبرت وفتحت خطًا للنيران على الضفة الشرقية للقناة وقامت بعدة دوريات ناجحة ونصبت كمائن للدبابات المعادية، بالإضافة إلى معاونة التشكيلات والوحدات في تحقيق مهامها واحتلال رؤوس الكباري، ووزعت أطقم المظلات على قواعد الصواريخ التي كانت مهددة بهجوم دبابات العدو، وكذا على منطقة تفيشة، وكان هذا التوزيع هدفه السعي وراء حصار الثغرة ومنع انتشار دبابات العدو في اتجاه العاصمة ومدينة الإسماعيلية.

ولعبت عناصر المقذوفات لوحدات المظلات دورًا محوريًا في صد الهجمات المضادة المعادية بعد عبور القوات ممن عبروا ضمن الموجات الأولى بنطاق الجيشين الثاني والثالث الميدانيين، وحتى الثامن عشر من أكتوبر، فقد تولت وحدات المقذوفات، صد وتدمير ما يزيد على 118 دبابة للعدو الإسرائيلي، حيث كان من ضمن تلك القوات فردين مقاتلين ممن عرفوا بصائدي الدبابات، حيث دمر كلاً منهما أكثر من 30 دبابة معادية.

واستمرت ملاحم البطولات لرجال وحدات المظلات، حتى بعد أن أحدث العدو الثغرة غرب القناة، حيث استطاعت عناصر المظلات والقوات المتواجدة غرب القناة من حصر العدو ومنعه من تطوير الهجوم غربًا، وكان لها أدوار بطولية في معارك ضارية ومتتالية في أبو سلطان ومطار الدفرسوار – سرابيوم وغيرها من مناطق العمل المؤثرة في أعمال القتال.

كما لعبت دوراً بارزاً في أعمال الاحتواء والحصر للقوات المعادية غرب القناة بمنطقة عتاقة، واستمرت في تنفيذ مهامها بالدفاع الإيجابي النشط مع استمرار استطلاع أوضاع العدو ومنعه من تحصين دفاعاته غرب القناة، ونجحت وحدات المظلات في إرهاق واستنزاف العدو في مواجهتها وكبدته خسائر كبيرة في العدد والعتاد، كما لم تمكنه من تثبيت أوضاعه وتحسن مواقعه الدفاعية غرب القناه، حتى تمكنت مفاوضات الكيلو 101 من تنفيذ إجراءات الفصل بين القوات.

في صباح السادس من أكتوبر 1973 كانت إحدى كتائب الفهد ملحق على الجيش الثاني الميداني وموزعة في منطقة الفردان وقطاع بورسعيد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل