المحتوى الرئيسى

العميد صبحى عدلى.. «الشهيد الحى» فى صفوف قوات الدفاع الجوى

10/06 10:59

- بطل الدفاع الجوى: أصبت إصابة خطيرة بعد تعرض موقعى للقصف ووضعونى بين جثث الشهداء حتى اكتشفوا أننى مازلت على قيد الحياة.

- شاهدت مولودى الأول فى المستشفى بعد إنقاذى.. وجيهان السادات زارتنى وحضرت سبوع ابنى.

سطر رجال الدفاع الجوى واحدة من أروع قصص البطولة والفداء خلال حربى الاستنزاف وأكتوبر، حيث كان حائط الصواريخ الذى تم بناؤه أثناء حرب الاستنزاف بعرق ودماء الرجال، كلمة السر فى كسر ذراع إسرائيل الطويلة التى مثلتها قواتها الجوية، وحمى السماء المصرية من هجمات الطيران الإسرائيلى بعد الضربة الجوية المصرية الأولى فى بداية حرب أكتوبر المجيدة.

ومن بين أبطال سلاح الدفاع الجوى خلال الحرب، العميد صبحى عدلى السيد، والذى أصيب بحروق فى أماكن متفرقة من جسده، وانفجار فى الأذنين، علاوة على جروح شديدة فى الرأس، مما استدعى مكوثه فى المستشفى لخمس سنوات، ولقبه زملاؤه بـ«الشهيد الحى»، بعد أن سطر ملحمة تاريخية فى القتال تحت مظلة سلاح الدفاع الجوى، بعد أن دفن حيا فى المعركة التى فقد فيها أغلب رجال الكتيبة التى كان يقودها، وظن من أنقذه أنه فى عداد الشهداء حتى لاحظوا أنه مازال على قيد الحياة.

يقول العميد عدلى إنه كان يخوض حرب السادس من أكتوبر عام 1973، برتبة نقيب، بعد تخرجه فى الكلية الحربية عام 1969، ليتم تأهيله وتدريبه هو وزملاؤه بشكل جدى من خلال دورات تدريبية فى الداخل والخارج على أسلحة ومعدات الدفاع الجوى على أعلى وأرقى مستوى.

ويضيف العميد عدلى أن الأسلحة والمعدات أصبحت أقرب لعبة فى يد المقاتل المصرى بفضل مستويات التدريب الراقية، فكان الجنود متمرسين على استخدام الصواريخ والمدافع والرادارات وكل المعدات الحديثة التى وفرتها لهم القيادة حينها، بالإضافة إلى أن التعامل بين الضباط والجنود، كان عبارة عن أسرة واحدة، و«أنا كنت على علم بجميع مشكلات الجنود»، حتى أنه ذات مرة جاء إلى عسكرى يشكو همه قائلا إنه يريد أن يلتحق بالثانوية العامة لأن خطيبته لا تريده بالدبلوم، فأعطيته إجازة وسفرته ليقدم أوراقه فى المدرسة ويبدأ رحلة تعليمه من جديد.

ويرى بطل الدفاع الجوى أن من أساسيات النصر فى حرب السادس من أكتوبر، تمكن الجنود من التعامل مع تلك المعدات الحديثة، لأن أغلبهم كانوا من ذوى المؤهلات العليا، فكانت مهمة الضباط سهلة فى تعليم وتدريب الجنود على المعدات الحديثة بفضل المستوى التعليمى العالى للجنود والروح العالية والاستعداد لبذل الجهد والدم من أجل النصر واستعادة الأرض والكرامة.

ويقول العميد عدلى إن عقيدة كل فرد فى القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر كانت «النصر أو الشهادة»، وهذه هى العقيدة القتالية للجيش المصرى التى لا مثيل لها، وكنا جميعا قبل وفى أثناء الحرب على قلب رجل واحد من أصغر مجند إلى أكبر قيادة، وكان ميثاق الشرف بيننا هو حب الوطن والثأر لشهدائنا الأبرار الذين صعدوا إلى الرفيق الأعلى منذ الخامس من يونيو سنة 1967، وخلال حرب الاستنزاف التى أعادت توازن الجيش المصرى وأهلته للنصر فى 1973، بالتخطيط الحكيم وتضافر الجهود من أجل هدف واحد وهو «النصر»، وقوة العزيمة بشكل لا يضاهى.

ويسترجع عدلى ذكرياته فيقول، كنت متزوجا وكانت زوجتى تحمل فى رحمها طفلا لم أعرف وقتها تفاصيل حالتها بسبب الانشغال بالحرب والاستعداد لها، ولأننى أيضا كنت مسئولا عن كتيبة من الجنود، وقد رزقنى الله بطفل فى يوم 17 أكتوبر، أى بعد اندلاع المعركة بـ11 يوما، ولم أعلم بالولادة وقتها لأننى كنت مصابا، بعد تعرض موقع كتيبتى لقصف القوات المعادية لكن «السبوع جالى فى المستشفى»، وحملت جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات ابنى وقتها على ذراعيها ووضعته بجانبى على سرير المستشفى، وهو الآن بفضل الله أصبح عقيدا فى الجيش، فإصراره على التضحية من أجل الوطن واقتداؤه بى جعلاه يلتحق بالكلية الحربية ويتميز فيها، مشيرا إلى أن أسر الضباط والجنود لهم دور كبير فى تأهيلهم وشحنهم المعنوى، ويجعلهم يصرون على الالتحاق بصفوف القوات المسلحة، ولا يبخلون على الوطن بأبنائهم.

ويروى عدلى عن دوره فى حرب أكتوبر فيقول: دورى فى الحرب كان قيادة كتيبة دفاع جوى تتصدى للطائرات المعادية، حيث تعرض موقعى لهجوم شامل من جانب طيران العدو فأصيب الموقع إصابات مباشرة أدت إلى استشهاد كل أفراد الموقع وأصبت أنا بإصابات خطيرة، حيث وجدت نفسى مدفونا تحت الرمال مغشيا على، ولكن بعض العساكر حفروا وأخرجونى، وكانوا يظنون أننى قد قتلت، فوضعونى مع جثث الشهداء على أحد القوارب التى عبرت بى إلى الضفة الثانية، والتى اكتشفوا فيها أننى حى أرزق أثناء قيامهم بعد جثث الشهداء ليجدونى أتنفس، ليذهبوا بى فورا إلى المستشفى، لتبدأ رحلة العلاج التى استغرقت خمس سنوات داخل أروقة المستشفى.

وتعقيبا على الحرب الحالية ضد الإرهاب فى سيناء، يقول فى حرب أكتوبر كنا أمام عدو نعرفه وندرسه، وفى ساحة القتال كان أمامنا جيش بزيه ومعداته وطائراته ودباباته وأسلحته، لكن الحرب على الإرهاب أصعب من حرب أكتوبر فقوات الجيش تجد أنفسها أمام عدو خفى يخرج من الجحور، ويفخخ السيارات ويقنص من فوق البيوت السكنية بمنتهى الخسة والوضاعة، ويتخفى بطرق مخادعة، ويتجنب المواجهات المباشرة التى يتميز بها الجيش المصرى عن سائر جيوش العالم، لكن جيشنا القوى الأمين يحقق النجاحات والتقدم وسينجح فى القضاء تماما على أوكار الجماعات الإرهابية الجبانة بمساندة الشعب المصرى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل