المحتوى الرئيسى

"فاورق" أحد أبطال أكتوبر: الأبطال الحقيقيين محدش يعرف عنهم حاجة | أسايطة

10/06 10:54

الرئيسيه » اخر الأخبار » “فاورق” أحد أبطال أكتوبر: الأبطال الحقيقيين محدش يعرف عنهم حاجة

يسرد فاروق علي حسن، 70عامًا، من قرية كوم سعيد الغربي مركز صدفا جنوبي أسيوط، مشاركته فى الحرب، وما عانوه هو وزملائه، ويقول: بعد العبور “الجنود كانت بتمص الظلط علشان تقدر تعيش، لأن المون خلصت والميه كانت مالحة، وكان هدفنا النصر والكرامة”، ويضيف لم تردعنا مواسير النار ولقنا إسرائيل درسًا قاسيا جدًا، كما طلب قائد جيش قصف السكنات الإسرائيلية بالطيران وموت المصريين من أهل السويس، ولكن السادات رفض”.

يوضح حسن أنه من أهم التحديات التى كانت تواجه الجيش المصرى قبل حرب أكتوبر خط بارليف، وهو عبارة عن ساتر ترابى له ارتفاع كبير قدرّ بإنه من 20 إلى 22 مترًا، وانحدار بزاوية 45 درجة على الجانب المواجه للقناة، ويتميز بوجود 20 نقطة حصينة تسمى «دشم»، على مسافات تتراوح من 10 إلى 12 كم، وفى كل نقطة حوالى 15 جنديًا تنحصر مسؤوليتهم فى الإبلاغ عن أية محاولة لعبور القناة وتوجيه المدفعية إلى مكان القوات التى تحاول العبور، وكانت عليه مصاطب ثابتة للدبابات، بحيث تكون لها نقاط ثابتة للقصف فى حالة استدعائها فى حالات الطوارئ، وكان فى قاعدته أنابيب تصب فى قناة السويس لإشعال سطح القناة بالنابالم فى حالة محاولة القوات المصرية العبور، والتى قامت القوات المصرية الخاصة بسدها تمهيدا للعبور فى واحدة من أعظم العمليات.

يضيف حسن، قمنا بوضع طلمبات علي زوارق تقوم بسحب المياه من القناة وتضخها علي الساتر الترابي المعروف بخط بارليف، فأخذت المياه تندفع بشكل كبير وتنزل إلي قاع القناة، وكنا نحرص إلا تؤثر علي الكباري، وخلال الساعة السادسة صباحًا فتحت أول ثغرة، وتم فتح ثلاثة أرباع الثغرات أى حوالى 60 ثغرة أسقطت 90 ألف متر مكعب من الساتر الترابى الذى وصل ارتفاعه إلى 20 مترًا فى القناة فى الساعة العاشرة مساءً، واستطعنا العبور من معبر القرش فى الإسماعيلية تقريبًا فى الساعة 8.30 مساءً، وقام المهندسون بعد فتح الثغرات بحمل السلالم، وكان كل سلم علي الساتر الترابي يتم بضبط السلم بأداة حديدية حتي لا تسقط مرة أخري.

ويتابع: كان أصعب ما تم مواجهته وجود قواعد ثابتة للدبابات، بمثابة نقاط للقصف عند استدعائها في حالات الطوارئ، كما كان في قاعدته أنابيب تصب في قناة السويس لإشعال سطح القناة بالنابالم في حالة محاولة القوات المصرية العبور، وكنا نسمع دائمًا من الجانب الإسرائيلي أنهم من خلال هذه الأنابيب تستطيع إبادة الجيش المصري إذا ما حاول عبور قناة السويس، وقد تم تحصين مبانيها بالأسمنت المسلح والكتل الخرسانية وقضبان السكك الحديدية، المسروق من سيناء للوقاية ضد أعمال القصف.

يستعيد المحارب ذكرياته: كانت كل نقطة على القناة تضم 26 دشمة للرشاشات و24 ملجأ للأفراد، بالإضافة إلي مجموعة من الدشم الخاصة بالأسلحة المضادة للدبابات ومرابض للدبابات والهاونات و15 نطاقًا من الأسلاك الشائكة ومناطق الألغام، وكل نقطة حصينة عبارة عن منشأة هندسية معقدة تتكون من عدة طوابق وتغوص في باطن الأرض ومساحتها تبلغ 4000 متر مربع، وزودت كل نقطة بعدد من الملاجئ والدشم التي تتحمل القصف الجوي وضرب المدفعية الثقيلة، وكل دشمة لها عدة فتحات لأسلحة المدفعية والدبابات، ولكن قام المهندسون بسدها تمامًا، وبعد العبور وجدنا ملاجئ، كان يعيش بها جنود الاحتلال أبوابها ضيقة، وعندما قمنا بدخولها وجدنها عالم أخر غرف مكيفة، وليس سكنات لقوات جيش.

نعم الجيش المصري استطاع الانتصار خلال 6 ساعات، والعمليات مستمرة لتطهير باقي الأرض من قوات الاحتلال وبقينا 60 يومًا، وفي أيام لم نجد أي طعام أو شراب، وكان الجنود يقومون بوضع الحجارة في فمهم”كانوا بيمصوه”، لأن المون انتهت وكان يصعب وصول أي غذاء لنا، والجنود كانوا متعطشين للنصر والحمد لله قد حققناه، وبجانب النصر العظيم في السادس من أكتوبر، فقد ولدت أول ابنه لي في نفس اليوم جاءت إلى الدنيا بالسعادة علي كل مصر.

يكمل حسن: أتذكر جيدًا عنما طلب عبدالغني القمصي، وهو قائد في الجيش المصري آنذاك، أن تدخل الطائرات ويقتل كل الإسرائيليين المتواجدين هناك حتي المدنيين، ولكن السادات رفض قتل المدنين من أهل السويس، وأمر الفدائييين من الجيش الشعبي القيام بالمهمة وبالفعل نجحوا في ذلك “والله شوفنا الويل والمر”، ولكن بعد ذلك لم يقوم أي رئيس بتكريم ولو معنوي لنا كمحاربيين في الجيش، وقمنا بحرب لن ينساها أحد “بس بيستضيفوا في قنوات التلفزيون مستشارين ميعرفوش حاجه عن الحرب والأبطال الحقيقيين محدش يعرف عنهم حاجه”.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل