المحتوى الرئيسى

الحصار الحرام..الديكتاتور العثمانى..يفرض على كردستان ما يرفضه فى قطر

10/06 01:26

في الوقت الذي تروج فيه تركيا للشعارات التي ترددها قناة "الجزيرة" القطرية، حول حصار قطر، منذ بداية الأزمة التي تعانيها الإمارة من جراء مقاطعة الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب لها، اتجهت هي نفسها نحو اتخاذ منحى مشابه تجاه إقليم كردستان، وهو الأمر الذي يعكس إزدواجية المعايير لدى النظام الحاكم في تركيا

إنه "أبو الغضب" العثمانى، رجب طيب أردوغان، الذى قام على الفور بإرسال قوات عسكرية ودعم اقتصادى لقطر بعد قطع الدول العربية علاقتها براعية الإرهاب، فيما يتخذ موقفا متناقضا لرفض استقلال كردستان، و يمارس الحصار الذى يرفضه فى قطر.

أجرى إقليم كردستان شمال العراق استفتاءا للإنفصال عن العراق يوم الإثنين 25 سبتمبر الماضى، وقد أيد أكثر من 92 % الإنفصال عن العراق، ومنذ ذلك التاريخ اتخذت تركيا خطوات فعلية لرفض نتائج الاستفتاء، والذي ينظر إليه النظام التركي باعتباره تهديدا للأمن القومي، كان من أهمها إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رسميا اليوم الخميس، أن بلاده ستغلق الحدود مع شمال العراق وستغلق المجال الجوي قريبا ردا على استفتاء الأكراد على الاستقلال.

وقال أردوغان خلال خطاب في العاصمة أنقرة، جرى تعليق الرحلات الجوية إلى شمال العراق كما سيتم إغلاق الحدود والمجال الجوي قريبا، وأن قرار إجراء الاستفتاء أظهر "الجحود التام" من جانب حكومة إقليم كردستان، التي طورت علاقات تجارية وسياسية وثيقة مع تركيا.

وتخشى تركيا من امتداد النزعة الانفصالية إلى الأكراد على أراضيهما خاصة مع وجودة نسبة كبيرة من الأكراد فيهما، إذ يتوزع الأكراد أساسا بين دول أربع هي تركيا والعراق وإيران وسوريا، كما تخشى تركيا أيضًا قيام دولة لوحدات حماية الشعب الكردية والتي تعدها أنقرة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، فى تصريحات صحفية، إن بلاده لن تتسامح مطلقا مع أي تغيير في الوضع أو أي تشكيلات جديدة على حدودها الجنوبية، وحكومة كردستان العراق ستكون المسئولة الأولى عن التطورات المحتملة بعد هذا الاستفتاء.

الإجراءات التي أعلنها أردوغان لا تختلف كثيرا عن تلك الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب تجاه قطر في يونيو الماضي، بينما يبقى الأمن القومي دافعا مشتركا وراء تلك الإجراءات.

المصالح التركية ترى من حقها معارضة نتائج استفتاء كردستان وتفرض حصارا بريا وجويا عليها عقابا لها، بينما ترفض ما الإجراءات العربية على قطر، في تناقض غريب وإزدواجية صارخة.

ينطلق أردوغان من موقف تركى واضح بالنسبة له على الأقل يشمل عدة اعتبارات أهمها، أن قطر الحليف الأساسي والأهم لتركيا في المنطقة العربية، حيث تتبنى الدولتان سياسات متطابقة تجاه قضايا المنطقة، خصوصاً في سورية والعراق وليبيا، وتقدمان دعماً لتيارات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وتعتمدان عليها كأداة للنفوذ ولتنفيذ سياساتهما بالمنطقة.

وقد تزايدت أهمية قطر بالنسبة لتركيا، كحليف استراتيجى، عقب سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر، وتراجع تأثيراتها في الأزمة السورية، عقب الهزائم المتتالية التي تعرضت لها جماعات المعارضة السورية التي تدعمها.

وأيضا تتخوف تركيا من أن يؤدى قطع العلاقات العربية مع قطر لتدهور الاقتصاد القطري، وبالتبعية تراجع الاستثمارات القطرية في تركيا، التي تبلغ نحو 20 مليار دولار، بل وتستغل هذه الأزمة للسماح للمنتجات الغذائية التركية بالنفاذ للأسواق القطرية، التي تأثرت سلباً جرَّاء العقوبات الاقتصادية الروسية التي كانت مفروضة على تركيا.

وتخشى إيران وتركيا من امتداد النزعة الانفصالية إلى الأكراد على أراضيهما خاصة مع وجودة نسبة كبيرة من الأكراد فيهما، إذ يتوزع الأكراد أساسا بين دول أربع هي تركيا والعراق وإيران وسوريا، كما تخشى تركيا أيضًا قيام دولة لوحدات حماية الشعب الكردية والتي تعدها أنقرة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل