هجوم لاس فيجاس أحبط خطتها لمكافحة الإرهاب

شرطة لاس فيجاس أخفقت في التعامل المبكر مع منفذ الهجوم

قضت مدينة لاس فيجاس سنوات تخطط للأسوأ من خلال اعتمادها برنامج مكافحة الإرهاب عام 2009 لمواجهة عمليات إطلاق النار بشكل عشوائي والهجمات الكيماوية والتفجيرات الانتحارية واقتحام الطائرات للمباني. 

لكنه حين وقع هجوم ليل الأحد الماضي، الذي راح ضحيته 58 قتيلا ونحو 500 مصاب في حفل موسيقي بالهواء الطلق في المدينة، وجدت الشرطة أنه ليس لديها سوى خيارات محدودة لوقف منفذه سريعا.

وأطلق المسلح ستيفن بادوك النار من الطابق 32 بفندق ماندالاي باي من مسافة 500 متر، وبترسانة أسلحة نصف آلية معدلة تطلق الرصاص بسرعة، ذلك دون مقاومة لمدة نحو 10 دقائق حاسمة.

وقال جوزيف لومباردو، قائد شرطة مقاطعة كلارك، إن "الزوايا والمسافات ووجود آلاف الناس جعلت التصدي له مستحيلا". وأضاف أن الضباط "كانوا يعلمون أن عليهم أن يُطبقوا عليه وهذا ما فعلوه".

من جانبه، قال روبرت تشمبرلين عضو قوة مكافحة الإرهاب بشرطة لاس فيجاس، "أنت تطلق النار على ارتفاع 32 طابقا من مسافة 500 متر. مسار طلقاتنا.. حتى لو صوبنا بدقة ستصعد إلى السقف ثم إلى الطابق التالي".

وفي عام 2009 اعتمدت شرطة لاس فيجاس خطة جديدة ذات طابع عسكري للتدريب ومكافحة الإرهاب أطلقت عليها برنامج "قدرات الهجوم المتعدد لمكافحة الإرهاب" أو ما يطلق عليه اختصارا "ماكتاك"، بهدف مساعدتها في التعامل مع الهجمات.

وقال مسؤولون إن الشرطة وضعت الخطة بعد هجوم مومباي عام 2008 الذي قتل خلاله إرهابيون تربطهم صلات بتنظيم القاعدة 166 شخصا في سلسلة عمليات إطلاق رصاص وتفجيرات منسقة على مدار 4 أيام.

وقال أعضاء في فريق (ماكتاك) إن البرنامج أتاح لرجال الأمن من إدارات مختلفة الاندماج سريعا للتصدي للهجمات، وتكوين وحدات صغيرة وتوجيه الرصاص إلى موقع المسلح من زوايا مختلفة في حالة الهجمات بالأعيرة النارية.

وبالنسبة لهجوم الأحد، عقب وجود بادوك على ارتفاع في فندق مزدحم اتخذ الضباط الإجراءات التي تدربوا عليها جيدا، أولا لأنه كان من الصعب تحديد موقعه، وثانيا بسبب الخطر الذي كان سيتعرض له المارة إذا ردت الشرطة بإطلاق النار.

وأشاد عضوا مجلس المدينة ريكي بارلو وستيف سيروكا بتعامل الشرطة مع هجوم الأحد، لكنهما اعترفا بأن المسلح كان خصما صعبا، وبأن الاستعداد لكل أنواع الهجمات ليس سهلا. 

وقال بارلو: "شخص يطلق الرصاص من ارتفاع على حشد تحته. بالطبع درسنا ذلك. لكن السؤال يصبح: كيف يمكن الوقاية من ذلك؟".

وعبر سيروكا، عن أسفه لطول المدة التي أطلق فيها بادوك النار على الحشد وقال: "9 دقائق تصبح دهرا حين تتعرض لإطلاق الرصاص". ومضى قائلا: "هناك مقولة قديمة: لا يمكن أن تتوقع كل احتمال".