المحتوى الرئيسى

أحد نسور الجو المصريين: السادات استقبل استشهاد أخيه بابتسامة

10/05 21:31

أحد نسور الجو المصريين، الذين انتزعوا النصر من العدو، ومنحه الإسرائيليون لقب «الطيار المجنون»، لمناوراته البارعة التى قام بها أثناء المعارك الجوية، وحصل بسببها على وسام نجمة سيناء، ونوط الجمهورية من الدرجة الأولى، ووسام الشجاعة، ونوط الواجب، وميدالية جرحى الحرب، وغيرها من التكريمات التى لا تتسع السطور لسردها، رغم كونها لا تفيه حقه، وحق زملائه من أبطال الوطن. هو اللواء طيار أحمد كمال المنصورى، الذى التقته «الدستور» ليروى ذكرياته عن النصر، وشهادته عن المشهد المصرى بعد نكسة ١٩٦٧، ومشاهد من معارك حرب الاستنزاف الباسلة، التى أضاءت الطريق أمام الجيش المصرى، ليسجل ملحمته الأسطورية فى أكتوبر ١٩٧٣.

■ كطيار مقاتل.. ما النقطة التى تريد أن تبدأ بها سرد ذكرياتك عن حرب أكتوبر؟

- من حرب ٦٧، لأننا انكسرنا فيها، لكننا لم نستسلم، بل استعادت القوات المسلحة المصرية عافيتها بشكل سريع، ونجحت فى إعادة ترتيب أولوياتها، وإعادة التسلح فى وقت قياسى، وبمجرد وصول المعدات والأسلحة الجديدة هب الجيش مرة أخرى، ووجهنا فى القوات الجوية ضربات مفاجئة للعدو، ونحن نردد «باسم الله.. الله أكبر»، وبعدها توالت الاشتباكات والمعارك.

■ فى هذه اللحظة الحرجة.. ألم تكن هناك مخاوف من الخسائر الفادحة فى ظل تفوق سلاح الجو الإسرائيلى؟

- على العكس، فى كل مرة كنا نشتبك كانت تتكون وحدات جديدة، وأسراب جديدة، بل زاد عدد الطيارين مع الوقت ليصل إلى ٤٠٠ طيار، بعد تولى حسنى مبارك قيادة القوات الجوية، رغم توالى الغارات الإسرائيلية على مصر، لأن العدو كان يقوم بشن غارات يومية، بمعدلات تتراوح بين ٢٠ و١٥٠ غارة، وكانت تلقى علينا قنابل تساوى ملايين، لكننا أيضا كنا نقوم ببناء محطات الصواريخ، وكانت الروح والولاء والانتماء أقوى من أى شىء آخر.

■ ما أبرز مواقف تلك الفترة التى لا يمكنك نسيانها؟

- بعد الانتهاء من الضربة الأولى يوم ٦ أكتوبر، عدنا بالطائرات إلى الدشم التى أقيمت بين الحقول والمزارع، وفوجئنا عند خروجنا بالفلاحين وهم يحيطون بنا ويقدمون إلينا القشدة والكريمة والعسل والسمن البلدى، تقديرا لما فعلناه، كما أتذكر أنه قبل الحرب بـ١٠ شهور، كان مسموحا لنا باصطحاب أبنائنا إلى المطارات فى بعض الأوقات، وكنت فى طائرتى ومعى أحد أبنائى، وصدر لى الأمر بالطيران والاشتباك فورا مع إحدى طائرات العدو، ولم يكن أمامى إلا أن أقذف ابنى خارج الطائرة ليتلقفه زميل لى، حتى أبدأ المعركة، فوقع «وانكسرت رجله»، وظل يذكرنى دائمًا بهذا الموقف وأقول له «أنا رميتك عشان مصر».

■ هل انزعجت من وصف الإسرائيليين لك بـ«الطيار المجنون»؟

- لا مُطلقًا، بل على العكس، أنا فخور به، وأعتبره بمثابة تكريم لى من «أوغاد» الجيش الإسرائيلى، وسبب تسميتى يرجع إلى معركة الموت، كما أطلقنا عليها وقتها، وقامت فيها قواتنا المكونة من ٨ طائرات فقط بمواجهة ٤٠ طائرة إسرائيلية، وبفضل من الله استطعنا خلالها قطع يد إسرائيل الطولى.

■ ألم تشعر بالغضب بعد انتهاء الحرب وزيارة الرئيس السادات لإسرائيل؟

- الرئيس الملهم الشهيد العظيم محمد أنور السادات، هو الوحيد الذى استطاع أن يخدع اليهود، واستقبل نبأ وفاة أخيه راضيا مبتسما، وذهب إلى عقر دارهم على قدمين ثابتتين، وذهب بقوة لا بضعف، وهو استطاع خداعهم بهذه الاتفاقية، وانتصر فى الحرب والسلام وأعطاهم ورقة.

تفقد اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، اليوم، استعدادات مؤتمر الشباب العالمي الذي سيقام بمدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 4 إلى 9 نوفمبر المقبل. واستعرض فودة مع مستشاريه أعمال التطوير والتشجير ...

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل