المحتوى الرئيسى

تعلّم الغزل من أجل اندماج سلس!

10/05 18:11

"الحياة في ألمانيا بالنسبة للشباب اليافع من الوافدين الجدد بدون شابات كانت ستصبح أكثر صعوبة مما عليه الحال لدى الكثيرين منهم"، هكذا شرع المدرس الألماني الخمسيني شتيفان مولر بالحديث حول الدروس التي يقدمها للشباب والشابات اللذين يزورون حصته التربوية التي أطلق عليها اسم " الغزل للاجئين". ويضيف مولر أنه أقتبس الفكرة من  هورست فنزل الذي  وقدم مثل هذه الدروس. أما اليوم ونظرا لنجاح مبادرته يواصل المعلم تقديم دروسه في إحدى المدارس بحي نويكولن البرليني.

المدرس مولر: تعلم الغزل يساعد على اندماج أفضل

أريد من خلال تقديم دروس في الغزل وطرقه اللطيفة التي تلقى إعجابا لدى الشابات الألمانيات أو العكس فتح باب الاندماج على مصراعيه" يقول مولر مضيفا بأن الاندماج ليس فقط تعلم اللغة والحصول على تأهيل للدخول في سوق العمل، بل أيضا التمتع بالحياة مع الشابات كوجه آخر لنجاح الاندماج في ألمانيا. ومما لاحظه مولر في حديثه مع مجموعة من الشباب المراهق في مدرسته بحي نويكولن أن موضوع التعرف على الشابات الألمانيات يحتل صدارة المواضيع، كما لاحظ أيضا أن طريقة الغزل التي يتوخاها رواد درسه لم تثمر ويتابع: " لا شك أن هؤلاء قدموا من حضارة أخرى والهوة بين الشاب والشابة شاسعة، لاسيما بالنسبة للذين أتوا  من المناطق الريفية ".

وبخصوص أساليب الغزل التي يستعملها الشباب من الوافدين وترفضها الفتيات يقول مولر أن أبرزها "التصفير والمناداة بصوت مرتفع أو ملاحقة شابة بطريقة عنترية من أجل الفوز بها". هنا يتوقف مولر للضحك تارة والابتسام تارة أخرى وهو يتذكر طرق غزل اتبعها طلابه مع شابات سواء هنا في المدرسة أو خارجها. أما الطرق التي يؤكد عليها في حصصه فتتمثل في "التأكيد على إبراز قوة الشخصية الممزوجة باللطافة والوداعة مع شيئا ما من الفذلكة"، مضيفا: " أوصي طلابي أيضا بتصويب نظرهم في نحو أعين الشخص المقابل بشيء من الدعابة."

طلاب في سن المراهقة يتعلمون الغزل للوصول إلى قلوب الفتيات

السيد مولر يتحدث مع طلابه حول الحب والجنس ومواضيع أخرى تحظى بالاهتمام وحولها اختلاف في وجهات النظر.  دروس الغزل هذه كما يقول المربي لا تخلو من الضحك والقهقهات العالية كلما تعمق في الحديث في مغازلة الشابات.

يزور حصة المعلم التربوية الحالية 9 شبان بينهم شابتان سوريتان. هما أيضا فضوليتان وتريدان التعرف على جانب من العقلية الألمانية في الغزل والمداعبة على حد قول الشابة بسمة (اسم مستعار): "المغزى من هذه الحصة هو التعرف على طرق المغازلة في الساحة الشبابية الألمانية ومقارنتها بطرقنا نحن في المجتمع العربي".  

المجاملة عبارات رقيقة وقصيرة ذات تأثير سحري على الطرف الآخر، لكنها تحتاج لحرص شديد في اختيار العبارات ويجب أن تأتي في التوقيت والمكان المناسبين، فمتى تنقلب المجاملة لعكسها؟ وما هي عبارات المجاملة التي يجب تجنبها تماما؟ (07.03.2016)

يتنهد العشاق ويرسلون زفرات الهوى مرددين حكايا الغرام وعبارتهم المفضلة في ذلك "ومن الحب ما قتل"، لكن دراسة نُشرت مؤخراً، أثبتت أنّ العشاق أوفر صحة من غيرهم كما أنّ الحب مفيد للأبدان. (09.02.2015)

كانت الشابة بسمة البالغة 19 ربيعا تتكلم إلينا  مبتسمة، وقد أخذ محياها يحمر شيئا فشيئا من الخجل كلما طال الحديث بيننا، وحول نصائح أستاذهم مولر تقول:" أرى أن طرق الغزل الألمانية مقبولة لأنها لطيفة وتتسم بالدعابة  ويغلب عليها الطابع المرح على عكس طرق شبابنا الذي كثيرا ما تكون فاضحة وتتسم بالمجون المفرط مثل المبالغة في الشعور العاطفي والعنتريات."

سامر (اسم مستعار) شاب دمشقي عشريني يزور هو الآخر نفس الحصة. يقول سامر حول الطريقة التي يقدمها لهم الاستاذ مولر: " أرى الطرق التي ذكرها لنا الأستاذ لطيفة، لكني اعتبرها أنثوية، فحينما أريد التغزل مع شابة لا ينبغي علي اظهار الجانب الرجولي". وحول تجاربه في الغزل مع الشابات الألمانيات في المدرسة أو خارجها يقول سامر:" باءت كل تقنيات الغزل التي وظفتها في مغازلة الشابات بالفشل.

ومن خلال الدروس التي يقدمها لنا الأستاذ في وقت فراغه أدركت سبب الخيبات".  كان سامر يتحدث ضاحكا وهو يرمي بنظره إلى رفاقه في الفصل. ثم حدق في أحدهم بجانبه قائلا:" لا تضحك هكذا.. أنت الآخر لم تفلح في الحصول على نتيجة بالطريقة الريفية الخشنة.. الشابات هنا يعشقن رهافة الحس والنظرات الناعمة".  ما انتهى سامر من كلامه حتى أخذ الجميع يضحكون بأصوات عالية ما جعل السيد مولر هو الآخر يضحك رغم عدم فهم محتوى الكلام الذي قيل بالعربية.

طلال مهاجرون يتعلمون ثقافة الألمان في الغزل

أشرف (اسم مستعار) هو الآخر من زوار حصة الغزل التي ينظمها مولر مرة في الأسبوع. يقول أشرف حول الغاية من زيارة الحصة:" أريد أن أتعرف على شابة ألمانية شقراء، أرى الطرق والحيل والنصائح التي يعطيها لنا الأستاذ في قالب مرح  هامة حتى لا تفكر الشابات بأننا عنيفون". ويرى أشرف أن فن المغازلة في ألمانيا يختلف جذريا عن الطرق المألوفة لديه. وعلى عكس سامر يرى أشرف بأن الطريقة التي يقدمها السيد مولر ليست أنثوية بقدر ما هي حضارية، ويضيف:" على المر ء ان يظهر جانبه الإيجابي حتى يطمئن الطرف المقابل."

في حديث DW عربية مع السيد مولر علمنا أن كثيرا من الطلاب العرب في المدرسة، لاسيما الشابات يردن  زيارة هذا الفصل إلا أن الأولياء يرفضون ذلك رفضا باتا مثل أبو أسعد الحلبي الذي التقيناه أمام مبنى المدرسة وقال لنا: " أنا على دراية بالحصة، إذ سبق في أحد اجتماعات أولياء الطلاب أن تم التعريف بها وبمنافعها على أساس أنها أحد أوجه اندماج الشباب والشابات في المجتمع الألماني"، غير أن الحلبي يرفض مشاركة ابنه في الحصة لأن دروسها "ليست تربوية ولا تتناسب مع عمر الشباب في سن المراهقة" حسب رأيه مضيفا: "قد يكون ذلك سببا في  فشلهم الدراسي إذا ما شرعوا يطبقون طرق الغزل هنا وهنا".

الكثير من اللاجئين يعول على المستشارة الألمانية في إيواء أكبر عدد ممكن ممن فروا من أعمال الحرب وظروف العيش القاهرة للاستقرار في ألمانيا. لكن أعمال التحرش الجنسي التي قام بها مؤخرا لاجئون في كولونيا جلبت للمستشارة ميركل سيلا من الانتقادات وحملت سياستها مسؤولية ما حدث.

زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ هورست زيهوفر وجد في اعتداءات الأجانب في كولونيا على نساء ألمانيات ليلة رأس السنة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا.

بعد أحداث كولونيا هبت كثير من الأحزاب للمطالبة بتعديل القوانين لتسهيل ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جنايات، غير أن زعيم حزب الخضر تشيم أوزدمير اعتبر أن القوانين السائدة كافية لمعاقبة من يخل بالقانون. في المقابل طالب حزب الخضر بدعم الشرطة والعدالة بالموظفين والتجهيزات.

يوليا كلوكنير زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية رينانيا بلاتينا اعتبرت أن نسبة لا يستهان بها من الرجال المنحدرين من دول عربية لا تحترم المرأة. وتطالب كلوكنير باعتماد وثيقة تفاهم مع كل لاجئ تضبط الحقوق والواجبات لخدمة الاندماج.

الرئيس يواخيم غاوك الذي سبق له أن زار مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن حث المواطنين على ضبط النفس وحذر من الترويج لصورة عدائية للإسلام.

أعمال التحرش التي مارسها لاجئون في كولونيا قوت جناح المبادرات الشعبية المناهضة للأجانب مثل حركة بغيدا التي تظاهر أنصارها لوقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل