المحتوى الرئيسى

خالد العيسوي يكتب : أبراج غزة .. والعشر العجاف

10/05 15:33

علي مدار 24 ساعة كان العالم يترقب إعلان استلام حكومة الوفاق الفلسطينية مقاليد الإدارة في قطاع غزة... ومن هو المسئول المصري رفيع المستوي الذي سيحضر مراسم هذا الاستلام...إلي أن جاء اليوم المشهود...الثلاثاء الموافق 3 أكتوبر... ليظهر أمام العالم.

من هي مصر وما هي القضية الفلسطينية بالنسبة لها... ليرسل الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة القائد والأخ والصديق والأب والجار الحليف الذي تؤكد كلماته حرصه وحرص مصر حكومة وشعبا علي أمن واستقرار فلسطين أرض الأديان والمحبة...

ورغم محاولات "وأد فكرة المصالحة في مهدها" ...والعمل علي نسف المجهودات المصرية لإنهاء الانقسام وتحقيق الوئام الفلسطيني ..فقد تحدثت دراسات إسرائيلية أن هذه المصالحة لن تتم ولن تتحقق إحلام الفتي محمد الدرة الذي اغتالته آلة الحرب الإسرائيلية بحثا عن إنهاء للاحتلال وإتمام المصالحة وتحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة.

وحينما وصل الأمر إلي إعلان اتفاق ...إذ بآلة الإعلام الصهيوني تشكك في القدرة علي تنفيذ المصالحة وبسط سيطرة حكومة الوفاق علي مقاليد الأمور في قطاع غزة المحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وبدأت هذه الآلة ومن يساعدها من آلات الإعلام العربي للاسف "الجزيرة وأعوانها"..في رسم خريطة الفشل ووضع المصالحة رهن الإشارات من هنا وهناك...وحينما وجود الإعلام الصهيوني نفسه أمام مشهد وصول رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إلي قطاع غزة .

رأي نفسه يدافع عن أهل غزة ويتحدث عن معاناتهم والتي هو "الاحتلال وأعوانه" أهم وأبرز أسبابها...إلي أن جاء "ثلاثاء العظماء"...ووصل ممثل القائد المصري الرئيس السيسي إلي رام الله لمقابلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتوصيل الرسالة ...أنه اللواء خالد فوزي رئيس المخابرات المصرية....الذي وضع النقاط علي الحروف في القاهرة وذهب إلي رام وغزة ليكتب تاريخ جديد وفخر جديد لمصر وشعبها... ويسطر سطرا جديدا في قصة كفاح مصر مع القضية الفلسطينية.

فلم تجد آلة الحرب الإعلامية إلا الحديث عن المصالحة وعملت علي التحريض ضدها بشكل واضح عبر الإعلان أن هذه المصالحة تصب في مصلحة إسرائيل واستقرارها....وهنا الدرس الذي يجب أن نظر إليه ونهتم به ونعمل علي الاستفادة منه.

إن الاحتلال يرغب في استمرار حالة الانقسام والتشرذم الفلسطيني ليظهر أمام العالم أنه يرغب في السلام ولكن أين الشريك....وعليه فأن السؤال ...ماهي المصالحة الحقيقة وكيف يمكن الحفاظ عليها؟؟....كلمة المصالحة تذهب في وعي الإنسان الى معان أخلاقية وإيجابية..ولكن في عالم السياسة هي توحيد الصف والثبات علي موقف واحد ...حتي تصبح مصالحة وطنية حقيقية يمكن الاستفادة منها وبها....وهي المعني الحقيقي للمصالحة الفلسطينية.. فلابد من توحيد الصف وإنهاء حالة الجدل لنتوجه نحو بناء وطن حقيقي قائم علي الوئام والحب وتحقيق الهدف.

ولا اعتقد أن هناك اسمي من هدف إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية كما ينتظرها العالم العربي والإسلامي...لنوحد أنفسنا ونعلن لإسرائيل والعالم أن الشريك قائم وجاهزة للسلام ومفاوضاته..فهل أنتم جاهزون؟

ولعل الظروف الراهنة أصبح من الإمكان التعرف علي طريق تحقيق الحلم ...هو ما جاء في كلمة الرئيس السيسي أمام أعضاء حكومة الوفاق الفلسطينية وتأكيده علي أن الفرصة سانحة...ويجب علينا جميعا ....فلسطين وغيرها من العالم العربي أن نستغل هذه الفرصة...بدلا من أن تضيع القضية الفلسطينية وتتحلل في ظل الأزمات العربية الراهنة وهو ما رأت حماس كما قال اسماعيل هنية في تصريحاته أمس.

ولعل الأجواء كلها تدعو إلي التفاؤل لتحقيق حلم كان يستيقظ عليه الفلسطينيون يوما هو تحقيق المصالحة وإنهاء الإنقسام ..ويبدو أننا ماضون في ذلك...لإنهاء السنوات العشر العجاف التي مرت علي قطاع غزة ما بين حرب وحصار وتجويع وقضاء علي حلم الدولة...لتعود غزة مرة أخري إلي حضن الوطن ..فلسطين..وتبدأ أبراجها مرة أخري في التزين لوفودها ...ويسقط العلم التركي والقطري الذي رفع بالأموال وليس بتقديم الجديد إلي أهل غزة..ويبني أمير قطر السابق منازل للمواطنين الفلسطينيين ليضع صورته عليها دون أن يقدم لهم الأمن والأمان في هذه البيوت ولا حتي الطعام ...وترسم تركيا أحلاما غير حقيقية للشعب في غزة عن إمكانية إقامة ميناء علي شواطىء غزة وهي تعلم جيدا أن إسرائيل لن توافق علي ذلك ولكنها أرادت أن تبيع الوهم لشعب عاش في ظلام لفترة طويلة ...لتأتي صاحبة التاريخ الطويل مع القضية الفلسطينية وتحقق الإنجاز الذي عجزت عنه الرباعية وغيرها....هو تحقيق المصالحة بين الأطراف الفلسطينية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل