المحتوى الرئيسى

أحد أبطال أكتوبر: «فخور بالجيش ومستعد أحارب تاني عشان مصر»

10/05 12:32

كريم: حاربت 9 سنوات.. و«النصر أو الشهادة» كان شعارنا

أخفيت عن أهلي أنني سأشارك في حرب الاستنزاف

في منزل يفتقر لسبل الراحة مشيد بالطوب الأبيض وبداخله طلمبة مياه حبشية بنجع الشوش في مركز سوهاج، يقطن بطل أفنى مقبل عمره في الدفاع عن الوطن، وخاض في سبيل ذلك 3 حروب أولاها حرب اليمن والاستنزاف وانتهاءً بحرب أكتوبر العظيمة ضد الكيان الإسرائيلي، التي تركت له علامة في جسده عبارة عن دفعة رشاش أسفل البطن، ورغم ذلك لم يترك سلاحه وظل يقاتل العدو حتى النصر.

التقت «التحرير» المقاتل السابق عبد الرؤوف جمعة كُريم في لقاء حكى خلاله العديد من المواقف التي واجهته خلال سنين الحرب.

عبر كُريم في بداية حديثه عن فخره بالدفاع عن تراب الوطن لمدة 9 سنوات والمشاركة في انتصار حرب أكتوبر، التي التحق بعدها للعمل عاملا في مدرسة، وتمكن من تكوين أسرة صغيرة، وعاش أبناؤه الأربعة مرفوعي الرأس في حرية وكرامة.

وتطرق البطل المصري، صاحب الـ73 عاما، إلى بداية التحاقه بالقوات المسلحة، قائلًا: "التحقت بالجيش المصري في عام 1965، وشاركت في 3 حروب أولاها حرب اليمن في مدينة صنعاء ومدينة تعز، ثم حدثت «نكسة 67» وعدت إلى مصر من أجل إعادة ترتيب وتأهيل الجيش مرّة أخرى".

أضاف: «التحقت بعد عودتي بالجيش الثاني الميداني لمدة 4 سنوات قضيتها في حرب الاستنزاف دفاعا عن الأرض من جنوب الإسماعيلية حتى بورسعيد وبورفؤاد، وهي حرب لا تقل شيئا عن نصر 73، لكنها كانت أقوى فالنيران متواصلة ليلا ونهارا، وكانت كتيبتي (ك 83 صاعقة) المكلفة بالتدخل في أي اختراق للعدو والمواجهة المستمرة خلف خطوط العدو».

وعن مهامه خلال حرب الاستنزاف، أوضح عبد الرؤوف: تخصصنا في زرع الألغام وشن الغارات، إذ قمنا بمهاجمة موقع البلاح وكان من نصيبنا يوم السبت الحزين في إسرائيل، وقمنا بقطع الإمداد عن رأس العش، ودمرنا عدد 2 دبابة حربية و3 عربات نقل جنود وسلاح تحت قيادة اللواء عبد الحميد خليفة واللواء التميمي.

وتابع كُريم: «أخفيت عن أهلي أنني أشارك في حرب الاستنزاف حتى لا يشعروا بالخوف، فقديما من كان يذهب إلى الجيش خلال الحرب كان أهله يعتقدون أنه لن يعود مرة أخرى».

«العسكري المصري في الحرب كان يختلف كليا عن العسكري الحالي».. قالها المقاتل السابق ثم توقف ليغوص في ذاكرته نابشا فيها عن المواقف الصعبة التى واجهته خلال الحرب، ثم عاد ليوضح: «في الحقيقة لا يعلم أحد حجم المعاناة التي عاشها العسكري المصري في حرب الاستنزاف، فأنا قضيت 9 سنوات في الجيش، وخضت خلالها 7 حروب، ولم أتغيب عن مهامي يوما، إذ كنت أحصل على إجازتي وأعود في ميعادي بالدقيقة، وظللت ما يقرب من شهرين دون استحمام حتى الأكل كان يأتينا بمراكب صيد ليلا بسبب تدمير طريق بورسعيد وخط السكك الحديدية، كنا لا نسمع إلا صوت النيران وبسبب كثافتها تم تهجير سكان قناة السويس خوفا على حياتهم، فالطيران الإسرائيلي قصف المنطقة التي كنا نحارب فيها من جزيرة البلاح حتى كوبري بورسعيد بـ15 طنًا من الصواريخ، ردا على هجومنا على موقع البلاح وقتلنا لهم».

واستكمل البطل المصري: «الموقع الذي كنا نحارب فيه كان عبارة عن حفر أسفل الطريق الدولي الذي يطل على قناة السويس، ولم يكن الأعداء يعلمون بموقعنا، وكان رجال الضفادع البشرية معنا».

الخوف من الموت لم يكن ضمن مشاعر كُريم؛ إذ ظل رافعًا شعار «النصر أو الشهادة» خلال 9 سنوات أفناها في الدفاع عن تراب الوطن، وعن ذلك أوضح: «الحياة في الحرب لحظة يمكن أن تفقدها في أي وقت بسبب كثافة النيران، ولكن توفيق الله جعلنا نعيش لكي نرى الأجيال الحالية تعيش في حرية، وكنا نحارب من أجل الشهادة أو الانتصار فقط، إذ كنا في غاية السعادة لأننا ندافع عن كرامتنا ونحن نقول أهلا بالموت في سبيل الله، ونعلم أننا لن نعود مرة أخرى لبلادنا بسبب الحرب». 

واستطرد البطل المصري: «كنّا بنقول يا قاتل يا مقتول لا يوجد خيار آخر، أنا قضيت شهرين بشرب مياه ترعة بورسعيد التي قصفها الطيران»، ثم سكت برهة وطرح سؤالا: هل أحد من شباب اليوم يستطيع تحمل ما عشناه؟ ويحاول الإجابة: لكننا كنا ندافع عن قضية وطن.

ورغم مرور السنين فإن حرب النصر عام 1973 تحتل ذاكرة كُريم، إذ تذكّر البطل المقاتل خلال حديثه لـ"التحرير" بعضا منها وقال: «حاربت في منقطة أبو رديس في جنوب سيناء ضد الجيش الإسرائيلي المتمركز هناك، وعبرنا البحر الأحمر بـ7 طائرات هليكوبتر، واشتبكنا مع قوات الجيش الإسرائيلي في حرب على مدار 7 أيام، حتى نفدت ذخيرتنا ولا يوجد إمداد ساعتها بسبب النيران».

وعن سبب توقف إمداد السلاح لهم، أوضح المقاتل السابق: «أي طائرة كانت ستعبر سيتم تفجيرها»، واستكمل: فقدنا شبابا كثيرا في حرب الاستنزاف وحرب 1973 بسبب الدفاع عن أرضه وعرضه وكرامته، وكانوا يقولون قبل استشهادهم نموت نحن وتعيش مصر، تركوا أولادهم وزوجاتهم من أجل مصر، وأصبت بدفعة رشاش بحوض المياه، وعالجني عرب سيناء، وأحمد الله على ذلك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل