المحتوى الرئيسى

النقيب شريف حبيب شارك فى تحرير المر.. ونجله خالد خدم فى نفس الموقع | المصري اليوم

10/04 22:32

الاستيلاء على جبل المر، كانت واحدة من أهم المعارك التى خاضها الجيش الثالث فى حرب أكتوبر، قادها اللواء محمد الفاتح كريم، قائد اللواء الثانى مشاة ميكانيكى بالفرقة 19، ووسط زوجته ونجله خالد، سرد النقيب احتياط شريف حبيب، أحد أبطال المعركة تفاصيل تحرير الجبل ذى الموقع الاستراتيجى، لـ«المصرى اليوم».

بدأ «حبيب» حديثه عن تجنيده كضابط احتياط: «درست فى كلية الضباط الاحتياط، ثم تم توزيعى على كتيبة فى الفرقة 19، وفى يوم 3 أكتوبر 1973، انتقلت إلى متقدم الكتيبة، بعدها أرسلوا لى خطة عمليات وطلبوا منى حل الخطة، قمت بحلها وكأنها تدريب عادى».

يواصل الرجل حديثه: «فى يوم 5 أكتوبر كان هناك تشديد على التمام، ضابط يتصل من قيادة اللواء، ثم رتبة أعلى من قيادة الفرقة وهكذا، والجميع كان يؤكد على حل الخطة، استمر هذا الوضع حتى الواحدة من ظهر 6 أكتوبر، وفى الثانية فوجئنا بالطيران يعبر الجبهة الشرقية، لم نر هذا المنظر منذ 5 سنوات على الجبهة، فتأكدنا أن الحرب اندلعت».

«ما إن بدأ الطيران فى العودة حتى صدرت لنا الأوامر بالقصف»، ويضيف النقيب شريف حبيب، «الجبهة اشتعلت من السويس إلى الإسماعيلية، آلاف المدافع كانت تقصف الضفة الشرقية، وفى حوالى الساعة 5، جاءت الأوامر بالتوجه إلى القناة، كان محددا لكل جندى موقعه وتسليحه وموعد عبوره فى إطار خطة الحرب».

يتابع حبيب: «عندما رأيت العلم المصرى يرفرف أمامى على الضفة الشرقية، لم أكن قادرا على الانتظار حتى يأتى دورى فى العبور، لم أشعر بنفسى إلا وأنا فى مياه القناة، فعادت إحدى المركبات البرمائية، لتنقلنى معها».

يواصل الرجل سرد شهادته: «تحركنا حوالى كيلومتر فى عمق سيناء، وتوقفنا انتظارا للمدافع والمدرعات، ثم وصل قائد الفرقة يوسف العميد يوسف عفيفى فى عربة جيب، ووقف إلى جوارنا ووجه نداءه إلى قائد اللواء محمد الفاتح كريم قائلًا: يا فاتح اتكل على الله وطور الهجوم».

ويضيف: «مشينا حتى وصلنا إلى جبل المر، واحد من أهم النقاط الحصينة التى تتركز فيها قوات العدو، والذى تحيط به كثبان من الرمل الناعم، لا تستطيع المركبات التحرك عليه. الإسرائيليون كانوا يضعون عليه مدفع 155 ودبابة ومن حوله مدفعان اثنان، بحيث يتم قصف أى هدف يتحرك فى محيطه، وكان معنا نقيب احتياط ومعه سلاح مضاد للدبابات، قال: (دول هيوقفونا كده، أنا هتعامل معهم لكن على المدفعية أن تشغلهم عنى)، وبالفعل بدأنا فى قصف متبادل، أما هو فتسلل وتسلق الجبل، وأطلق صاروخا سقط بين دبابة ومدفع، فاعتقد العدو أن القوات المصرية سيطرت على الجبل، ففرت قواته هاربة وأخلت الموقع، وحين رأتهم نقطة المدافع فى عيون موسى، انسحبوا هم أيضًا، وحررنا جبل المر، وبقينا عليه حتى انتهاء الحرب».

ويتابع «رأينا الأهوال فى هذه الحرب، وكذلك فى حرب الاستنزاف، التى كانت أمر من أكتوبر حيث سقط منا العديد من الشهداء، وكنا أصدرنا تعليمات للعساكر بأن أى شخص يرى شهيد يعرفه أو يتعرف عليه من خلال اسمه على المعدن الموجود على زيه العسكرى، يقوم بدفنه، وكتابة اسمه على ورقة، ووضعها فى زجاجة مياه غازية إسرائيلية فارغة، ودفنها معه».

يلتقط الابن خالد أطراف الحديث، قائلًا: «تربيت على حكايات الانتصار التى يقصها على والدى منذ طفولتى، لكن الأمر اختلف كثيرا، عندما التحقت بالخدمة العسكرية، وخدمت فى نفس الموقع الذى خدم فيه والدى، ورأيت بعينى كل الأماكن التى كان يحكى لى عنها، وكأننى أرى المعارك فيها مرة أخرى».

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل