المحتوى الرئيسى

توماس فريدمان: ماذا لو كان منفذ مجزرة لاس فيجاس مسلما؟

10/04 16:21

ماذا لو كان ستيفن بادوك مسلما؟

ذلك سؤال طرحه الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في مقاله المنشور الثلاثاء في صحيفة نيويورك تايمز، تبعه: "ماذا لو صرخ "الله أكبر" قبل أن يفتح النار على كل من كان في الحفل في لاس فيجاس... لو أنه فقط كان عضوا في تنظيم داعش.... لو أن له صورة وهو يمسك بالقرآن في يد وبندقيته في الأخرى...."

وستيفن بادوك هو المشتبه في إطلاقه النار على حفل موسيقي في الهواء الطلق في لاس فيجاس والذي قتل فيه نحو 60 شخصا وأصيب مئات، بعد أن فتح النار من أسلحة رشاشة من أعلى على رواد الحفل.

أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن المذبحة وزعم أن بادوك أسلم قبل عدة أشهر، دون أن يقدم أي دليل عن أنه وراء أسواء إطلاق نار في التاريخ الأمريكي الحديث.

يقول فريدمان إن بادوك لو كان كذلك، "لكنا عقدنا جلسات عاجلة في الكونجرس حول أسوأ إرهاب داخلي منذ هجمات 11 سبتمبر لكان دونالد ترامب غرد كل ساعة "قلت لكم ذلك" كما يفعل كل دقيقة بعد كل هجوم إرهابي في أوروبا، حيث يسارع على الفور إلى تسيس الهجمات. ثم لكانت هناك مطالبات فورية بلجنة تحقيق لنرى أية قوانين جديدة نحتاجها لنتأكد من عدم وقوع ذلك مرة أخرى. ثم لكنا "درسنا كل الخيارات" ضد البلد الأم.

"لكن ماذا يحدث عندما نكون نحن البلد الأم؟ ماذا يحدث عندما يكون القاتل مجرد أمريكي مضطرب مدجج بأسلحة شبيه بأسلحة الجيش، اشتراها أو حاز عليها بشكل قانوني بسببنا وبسبب قوانين حيازة الأسلحة المتراخية؟"

وقال فريدمان إن ما يحدث بعد ذلك هو أن الرئيس والحزب الجمهورية يسارعون الخطى للتأكيد على أن شيئا لم يحدث، ثم يصرون – على عكس أي هجوم إرهابي مرتبط بداعش – بأن الحادث لا يجب "تسيسه" بسؤال أي شخص، خاصة أنفسهم بالنظر إلى المرآة وإعادة التفكير في معارضتهم لقوانين أسلحة سليمة.

وأشار إلى أن الحادث لو كان من ارتكبه من داعش أو مسلما، لكانت الولايات المتحدة أقامت العالمظ لتعقب مقاتل داعش في سوريا – ونشر مقاتلات بي-52، والصواريخ الكروز ومقاتلات إف-15 وإف-22 وإف-35 ويو-2، فضلا عن "أننا سنطلب من أفضل رجالنا ونسائنا التضحية لقتل أو القبض على كل إرهابي."

وتساءل الكاتب عن عدد الأمريكيين الذين قتلهم تنظيم داعش في الشرق الأوسط. وقال: "نسيت؟ هل هم 15 أو 20؟ رئيسنا لا يكف عن إبلاغنا بأن الأمر عندما يأت إلى داعش، الهزيمة ليست خيارا، والرحمة ليس فق قاموسنا، وأنه صعب المراس، حتى أن لديه وزير دفاع كنيته "الكلب المجنون".

وقال "لكن عندما نقاتل الجمعية الوطنية للبنادق، التي كانت أكثر من أي جماعة أخرى تمنع فرض قوانين سليمة ومنطقية للسيطرة على الأسلحة، فإن النصر ليس خيارا، والاعتدال ليس في قاموسنا والرئيس والحزب الجمهوري ليس لديهما كلابا مجنونة، لديهم قططا صغيرة فقط."

وأضاف أن الرئيس والحزب الجمهوري لن يخاطروا بخسارة مقاعدهم في الكونجرس للوقوف وراء تشريع ربما يجعل من الصعوبة بمكان على أي أمريكي مثل بادوك حيازة تلك الترسانة من الأسلحة، والتي ضمت 42 مسدسا وبعض البنادق الهجومية – 23 في غرفته في الفندق و19 في منزله – فضلا عن آلاف من خزائن الذخيرة وبعض "الأجهزة الإلكترونية."

وذكر توماس فريدمان أن الرئيس الأمريكي وحزبه منغمسون في القضاء على داعش، مشيرا إلى أن الجمعية الوطنية للبنادق تعارض بشدة أي اعتدال بسيط. وقال إنه بغض النظر عن كم عدد الضحايا الأبرياء الذين قتلوا بالرصاص – وبغض النظر عن أو واحد من أعضاء الكونجرس الجمهوريين أصيب إصابة بالغة خلال لعب البيسبول، لم تناقش ولو مرة واحدة إجراءات مشددة لتخفيف عنف البنادق، بحسب تعبيره.

ولفت أيضا إلى أن رئيس وكالة الحماية البيئية، سكوت بريت، لم يأخذ قضية التغير المناخي على محمل الجد حتى في خضم الأعاصير غير المسبوقة التي ضربت هيوستن وبورت ريكو، حيث تحدث فقط عن مساعدة الضحايا وقال إن ذلك ليس وقت بحث "أسباب وتأثيرات" هذه الأعاصير وكيفية التخفيف من آثارها.

وقال إن "عدم القيام بشيء لتخفيف التهديدات الحقيقة الأخرى في ساحاتنا ومسارحنا ومدننا الساحلية هو الجنون بعينه."

وقال إن "الأمر أيضا فاسد. لأن وراءه الأموال والجشع – من قبل مصنعي الأسلحة وبائعيها وشركات النفط والفحم وجميع المشرعين والمنظمين الذين اشتروا أو دفعوا من أجل التزام الصمت. إنهم يعلمون تمام العلم أن معظم الأمريكيين لا يريدون انتزاع حقوق الناس في الدفاع عن أنفسهم. كل ما نريده أن ننتزع حق حيازة أي شخص لترسانة عسكرية في منزله وفي غرفته في الفندق واستخدامها ضد أمريكيين أبرياء عندما يتأجج الغضب بداخله."

يقول توماس فريدمان "دعك من إقناع هؤلاء المشرعين. فهم ليسوا حيارى أو تصلهم المعلومات الخطأ. فهم إما تم شرائهم أو تم تخويفهم. لأنه ليس هناك مشرع أمريكي شريف وصادق يمكنه النظر إلى لا فيجاس وبورتو ريكو اليوم ويقول "أعتقد أن الأمر الكثر ذكاء وحصافة بالنسبة لأطفالنا هو عدم القيام بشيء."

وقال إن الأمر الوحيد للشفاء من ذلك هو امتلاك السلطة، مشيرا إلى ضرورة التصويت أو الترشح أو التبرع لشخص محل هؤلاء المشرعين أصحاب الأغلبية في الكونجرس من أن سن تشريعات معقولة للسلاح. وقال "إن الفرصة الأولى أمام الأمريكيين ليغيروا توازن القوى في الانتخابات النصفية في 2018..... قبلها لن يكون هناك شيء."

تأتي مقالة فريدمان في وقت احتدم فيه الجدل في الولايات المتحدة حول قوانين الأسلحة، وتعهد الرئيس دونالد ترامب بمناقشة قوانين السلاح. وقال ترامب للصحفيين الثلاثاء: "سنتحدث عن قوانين السلاح مع مرور الوقت".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل