المحتوى الرئيسى

دعوات بإقالة وزير الخارجية البريطاني بعد تصريحات حول ضحايا حرب ليبيا

10/04 10:01

أثار وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عاصفة من الانتقادات لقوله ان بإمكان ليبيا ان تصبح جاذبة للمستثمرين والسياح اذا ما تمكنت من "التخلص من الجثث". وجونسون الذي زار ليبيا في آب / اغسطس اكد ان هناك شركات بريطانية ترغب في الاستثمار في سرت، المدينة الساحلية الواقعة في غرب البلد الغارق في الحرب والفوضى منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011.

 وقال أمام المؤتمر العام لحزب المحافظين في مانشستر إن الشركات البريطانية "لديها رؤية رائعة لتحويل سرت إلى دبي أخرى"، مشيرا إلى المميزات العديدة للمدينة الليبية الساحلية من "الرمال البيضاء والبحر الجميل" و"الشباب الرائع". واضاف "الشيء الوحيد الذي يتعين عليهم القيام به هو التخلص من الجثث".

وأثار هذا التصريح عاصفة من ردود الفعل الغاضبة في بريطانيا حيث وصل الأمر ببعض منتقدي الوزير المثير للجدل إلى مطالبة رئيسة الوزراء تيريزا ماي بإقالته.  وقالت ايميلي ثورنبيري وزيرة الخارجية في حكومة الظل إن "حديث بوريس جونسون عن هؤلاء الموتى كمزحة - كمجرد مصدر إزعاج قبل أن يتمكن رجال الأعمال في المملكة المتحدة من تحويل المدينة إلى منتجع شاطئي - هو أمر فظ وعديم الشفقة وقاس بشكل لا يصدق".

 أما جو سويتسون النائبة عن الحزب الليبرالي الديموقراطي فذهبت في انتقادها لجونسون أبعد من العمالية ثورنبيري، وقالت إن "هذا التعليق الفظ بشكل لا يصدق (..) هو دليل اضافي على أن بوريس ليس أهلا لهذا المنصب"، مؤكدة انه يجب على رئيسة الوزراء "أن تقيله".

 ولكن جونسون الذي اشتهر بتصريحاته المثيرة للجدل وشخصيته الخلافية سارع إلى الرد على منتقديه، مؤكدا انه قصد بحديثه عن الجثث في سرت جثث عناصر تنظيم الدولة الاسلامية.

 وقال في سلسلة تغريدات على تويتر "عار على الذين ليست لديهم معرفة أو فهم لليبيا ويريدون أن يلعبوا سياسيا مع الواقع الخطير للغاية في سرت"، مؤكدا ان عملية "تنظيف (سرت) من جثث مقاتلي داعش عقّدتها كثيرا العبوات الناسفة والأفخاخ المتفجرة، ولهذا السبب تلعب بريطانيا دورا رئيسيا في إعادة الإعمار ولهذا السبب قمت بزيارة ليبيا مرتين هذا العام دعما لها".

بدأ هجوم القوات الحكومية لاسترجاع مدينة سرت من مقاتلي تنظيم داعش في 12 مايو/أيار الماضي، وهي المدينة التي تحولت إلى معقل للتنظيم الإرهابي في ليبيا. عملية "البنيان المرصوص" تشنها حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة بدعم من الضربات الجوية الأمريكية.

بعد سيطرة القوات الليبية على مواقع محيطة بالمدينة الساحلية، تحولت الاشتباكات مع التنظيم إلى حرب شوارع. مقاتلو داعش محاصرون حاليا في منطقتين وسط سرت، تُستهدفان أيضا من قبل البحرية الليبية. ونفى مسؤولون هناك أن يكون بين المقاتلين أجانب. "الليبيون فقط يقاتلون على الأرض". يقول محمد الغسري ل DW، وهو متحث باسم الجيش.

في الوقت الذي تلعب فيه الضربات الجوية الأمريكية دورا رئيسيا في الهجوم ضد داعش، تحولت هذه الدبابات الروسية الصنع إلى سلاح لا غنى عنه في استهداف مواقع القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.

يقول المقاتلون الليبيون إنه من المستحيل اعتقال مقاتلي داعش، لأن الكثير منهم يرتدي أحزمة ناسفة ويفضلون الموت خلال القتال على أن يتم إلقاء القبض عليهم أحياء. وقتل أكثر من 400 مقاتل ليبي منذ بدء عملية "البنيان المرصوص" في شهر مايو/أيار الماضي، بينما لم يعلن داعش عن خسائره.

رغم أن معظم القوات الليبية المنتشرة في سرت تنحدر من مصراتة، إلا أن هناك مقاتلين من مناطق ليبية أخرى. تنامي نفوذ داعش يثير المخاوف في بلد تحكمه ثلاث حكومات: واحدة في الشرق وأخرى في الغرب، بالإضافة إلى السلطة التنفيذية المدعومة من الأمم المتحدة. وكل طرف من هؤلاء له قوات مسلحة على الأرض.

الأطباء في سرت يعملون كمتطوعين في دوامات مرهقة من أجل استيعاب التدفق الكبير من المقاتلين الجرحى. سيارات الإسعاف والمشافي الميدانية، كهذا المشفى الظاهر في الصورة تستهدف أيضا من تنظيم داعش.

يقول الأطباء الذين يشتغلون على أرض المعارك إنهم عاينوا حالات لمقاتلين أصيبوا في الحنجرة أو الصدر أو حتى الرأس، فعلى ما يبدو يستهدف قناصة داعش هذه الأعضاء حتى يصاب المقاتلون بالشلل الرباعي إن بقوا على قيد الحياة، وبالتالي لن يكونوا قادرين على القتال مجددا. كما يقول الدكتور مصطفى شرفو من المستشفى الرئيسي في سرت لـDW.

معظم الحالات الحرجة يتم نقلها بشكل يومي عبر الجو إلى مصراتة. وقال مسؤولون رفيعو المستوى لDW إن معظم المعارك في سرت تم تعليقها هذا الأسبوع بسبب العدد الكبير من الجرحى الذين يتلقون العلاج في مستشفى مصراتة. وتتسبب الألغام التي يزرعها تنظيم داعش، في المناطق الخاضعة له، في خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين الليبيين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل