المحتوى الرئيسى

صناعة الرخام المصرية بنكهة عالمية في «فيرونا»

10/03 21:04

«70» نوع رخام وجرانيت محلى لا نستفيد منها الاستفادة القصوى

الصُناع يرتكبون مأساة اسمها «حرق الأسعار»  ويهدرون أموالاً طائلة على الدولة

الصناعة المصرية قادرة علي الوصول للأسواق العالمية والصُناع المصريون قادرون علي المنافسة بمنتجاتهم في أعتي الأسواق الأوروبية وأشرسها، ذلك هو ملخص ما شاهدته بعيني خلال مرافقتي للشركات المصرية المنتجة للرخام والجرانيت في معرض «مارمو مارك» والذي أقيم بمدينة «فيرونا» الإيطالية في الفترة من 27 إلي 30 سبتمبر، وهو المعرض العملاق الذي يشارك فيه نحو 1650 شركة من كل بقاع الأرض «56 دولة». والملاحظة الجديرة بالذكر هنا أن معرض الرخام والجرانيت ومواد البناء من آلات ومعدات كان يواكبه في نفس الوقت معرض آخر لا يقل عنه أهمية، وتشارك فيه عدة شركات مصرية وهو معرض «بولونيا» الدولي للسيراميك ولكن يبقي «مارمو مارك» والذي يحظي بالأهمية البالغة نظراً لضخامته، وعدد الشركات المصرية الكبير المشاركة فيه وتصل لأكثر من 26 شركة. وعن المشاركة المصرية في «مارمو مارك» نستطيع أن نرصد بعض الملاحظات الدقيقة بعيداً عن المجاملات، لأن الهدف الأسمي هو تلافي السلبيات لأقصي درجة باعتبار ان المسلمة المنطقية الكونية تقول وتؤكد علي أن الكمال لله وحده وتلافي السلبيات يؤدي في النهاية إلي الارتقاء بجودة منتجاتنا أولاً التي يتم تصنيعها للسوق المحلي، وثانياً التي يتم تصديرها لأن التصدير في اعتقادي يبدأ من السوق المحلي، الأمر الآخر أن اسم مصر وصناعة مصر هي الأهم بعيداً عن الأشخاص ومناصبهم أو رجال الأعمال وأسمائهم وشركاتهم.

الملاحظة الأولي والتي أراها بالغة الأهمية أن عدد الشركات التي شاركت في المعرض تحت مظلة وزارة التجارة والصناعة ممثلة في هيئة المعارض لا يتعدي 14 شركة، ولكن الحقيقة أن العدد الفعلي للشركات المصرية المشاركة كان يصل إلي 26 شركة منها 12 شركة كانت مشاركة بعيداً عن مظلة وزارة التجارة، بشكل فردي ومع أن كثرة عدد الشركات المشاركة شيء يدعو للفخر والثناء إلا انني أري أن المشاركة بعيداً عن مظلة وزارة التجارة شيء يدعو للحزن، لأن تجميع الشركات كلها تحت علم واحد واسم واحد ورمز واحد وهو مصر سيكون أشد وأقوي تأثيراً أمام العالم والشركات المنافسة، وعلي وزارة التجارة والمهندس طارق قابيل أن يجلس مع هذه الشركات التي شاركت بشكل فردي، ويتعرف علي الدوافع التي تدفعهم لذلك، ويفتح حواراً معهم ويتعرف منهم علي المعوقات والمشاكل التي يواجهونها، ويتخذ إجراءات حاسمة ورادعة دون النظر إلي قوانين عرجاء مصابة بالكساح من عشرات السنين قدر الإمكان، فمن الأجمل والأقوي تأثيراً معالي وزير التجارة أن يكون عدد الشركات المصرية المشاركة في الدورة القادمة لمعرض «مارمو مارك»40 و50 شركة ولما لا يكون 60 شركة علي أن تشارك جميعها تحت علم واحد واسم واحد ورمز واحد، وهو مصر كما تفعل كل الدول المحترمة والقوية في الصناعة.

الملاحظة الثانية المؤسفة هي «حرق الأسعار» والتي أكدتها لي شخصياً جيان باولا بدرتي وهي سيدة معروفة جداً في وسط رجال الأعمال العاملين في قطاع الصناعة خاصة الرخام والجرانيت ومواد البناء، وتشغل منصب مدير العلاقات الدولية بمعارض «فيرونا» وقصة حرق الأسعار باختصار شديد أن الشركات المصرية «تضرب» في بعضها البعض للأسف الشديد، وهو ما يؤدي في النهاية إلي إلحاق خسائر فادحة بالصناعة والدخل القومي والناتج المحلي الإجمالي تهبط الشركات المصرية بأسعارها مع أن منتجاتهم قد تتفوق كثيراً علي الشركات التركية، ولا أنسي كلمات «جيان باولا بدرتي» خلال حواري معها عندما أكدت لي في كلمات حاسمة وجامعة ومانعة دون مجاملة أن القطاع الصناعي في مصر من أقوي الصناعات في الشمال الإفريقي وأن إيطاليا تنظر دائماً إلي مصر علي انها دولة محورية وتعد بوابة رئيسية لها للوصول للأسواق الإفريقية.

الملاحظة الثالثة باختصار أن صادرات مصر من الرخام يتم تسويقها وبيعها في الأسواق العالمية، وينقصها إدخال القيمة المضافة ونقول للمرة الواحدة بعد المليون إن الدولة عليها أن تجلس علي مائدة الحوار مع صُناع الرخام، لإقناعهم بإدخال القيمة المضافة علي صادراتهم وعدم تصدير الرخام في شكل بلوكات.

الملاحظة الرابعة اننا بلد لا نستفيد الاستفادة القصوي لما ننتجه فلا يعقل أن نمتلك 70 نوعا من الرخام والجرانيت ويصنفنا العالم ضمن أكبر الدول، وأهم الدول التي تتمتع منتجاتها بجودة عالية من الرخام والجرانيت ويكون انتاجنا هزيلا لا يتناسب مع ما نمتلكه من امكانيات وخامات ومحاجر، الأمر الآخر أن كل صُناع الرخام والجرانيت تقريباً يشكون مر الشكوي من قانون التعدين الأعرج ولائحته التنفيذية والجميع يصب غضبه علي القانون، وأذكر أن أحد الصُناع قال لي إن القانون به أخطاء دستورية ومالية ولم يتم أخذ رأي أصحاب الشأن عند وضعه وهنا تكمن قمة المأساة، لأن الحكومة عليها أن تستشير أصحاب الصناعة لأن أهل مكة هم الأعلم والأدري بدروبها.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل