المحتوى الرئيسى

195 عاما على فك رموز «الهيروغليفية».. وطالب: دراستها تحتاج لجهد كبير

09/26 23:25

يمر اليوم 195 عاما على نجاح العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون في فك طلاسم ورموز اللغة الهيروغليفية الفرعونية القديمة، والتي كانت اللغة الدينية المقدسة المتداولة في المعابد الفرعونية في ذلك الوقت مقابل اللغة الديموطيقية التي كانت لغة الكتابة الشعبية «العامية المصرية».

ففي مثل هذا اليوم من عام 1822، أزيح الستار عن مفردات هذه اللغة التي حملتها نقوش الحضارة المصرية القديمة التي ظلت لقرون عديدة لغزًا محيرًا للعلماء والمتابعين والمهتمين بقدر ما حملته الحضارة المصرية القديمة من قدرة على إثارة وإعجاب ودهشة وخيال المهتمين بتاريخ العالم وتراثه وحضارته والمهوسين بها حتى يومنا هذا في مختلف دول العالم.

وكان حجر رشيد مفتاحا لفك رموز لغز اللغة المصرية القديمة، ويعود تاريخه إلى عام 196 قبل الميلاد فيما كان اكتشافه في عام 1799 على يد جنود الحملة الفرنسية ثم نقل من رشيد إلى القاهرة بناء على أمر نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية، الذي أمر أيضا بإعداد عدة نسخ منه لتكون في متناول المهتمين بالحضارة المصرية في أوروبا بوجه عام وفي فرنسا بوجه خاص، ثم حصل عليه الإنجليز من فرنسا بموجب معاهدة الإسكندرية، بعد عامين وصل إلى بريطانيا في عام 1802 بمقتضى اتفاقية العريش التي أبرمت بين بريطانيا بقيادة القائد نيلسون وفرنسا بقيادة القائد مينو، وتسلمت إنجلترا بمقتضاها الحجر، وهو موجود حاليا في المتحف البريطاني.

«خلي بالك اللغة دي مش سهلة، إنت هيرو؟ الله يحنن عليك، إنت مختار هيروغليفي مش هتتخرج»، رغم التحذيرات المتكررة للطالب محمود علي السعيد، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الآداب قسم التاريخ، من بعض الذين سبقوه وتخرجوا في قسم التاريخ إلا أنه صمم على خوض التجربة المثيرة للاهتمام وتعلم اللغة الهيروغليفية. 

«سألت نفسي هل هذه اللغة أنا أول شخص سوف يقوم بدراستها وكانت الإجابة لا فقولت ليه أخاف من المجهول»، قام محمود بإعداد نفسه وتهيئتها لتعلم اللغة عن طريق الرجوع للمراجع وصوتيات للغة تساعده على التعلم، وبعد كل هذا اختار تعلم اللغة الهيروغليفية بجانب دراسته للتاريخ.

وأشار «محمود» إلى أن الهيروغليفية ما هي إلا لغة مثل اليونانية والعربية والإنجليزية والفرنسية وغيرها من اللغات، ولكن استعملت الهيرغليفية كنمط كتابة رسمي في عصر الدولة القديمة لتسجيل الأحداث على المعالم والنصوص الدينية على جدران المعابد والمقابر وأسطح التماثيل والألواح الحجرية المنقوشة والألواح الخشبية الملونة وبسبب طبيعتها كانت تعد منذ القدم نظامًا للكتابة وفنًا زخرفيًا جميلاً في آن واحد مثلها في ذلك مثل الخط العربي الآن، وكُتبت اللغة المصرية القديمة في خطها الهيروغليفي أفقيًّا ورأسيًّا من اليمين إلى اليسار فيما عدا الحالات التي تحتم تغيير اتجاه الكتابة لتتواءم مع اتجاه منظر معين أو نص معين على عنصر معماري ذي طبيعة خاصة.

وأضاف قائلا إن اللغة لها قواعد مثلها مثل أي لغة فمثلاً حرف الألف في الهيروغليفية يُمثل طائر العقاب، ونقول (بر) بمعني «بيت»، ونقول (ست) بمعني «سيدة»، كما لفت محمود إلى أن اللغة المصرية القديمة في خطها الهيروغليفي ما هي إلا مجموعة رموز مستمدة من حياة المصري القديم اليومية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل