المحتوى الرئيسى

مأساة نعمات.. ستينية تنام بالشارع بعدما أكل النمل الأبيض بيتها (صور)

09/26 23:09

تعيش أسرة فقيرة مكونة من 5 أفراد، معاناة كبرى وسط جدران منزل آيل للسقوط، ولا يصلح للعيش الآدمي بإحدى قرى مركز الطود جنوبي شرق الأقصر.

وتنام السيدة نعمات إبراهيم الليل أسفل "عربة كارو"، خوفًا من سقوط السقف، ومصرعها تحت الأنقاض، وتحكي لـ"التحرير"، معاناتها مع الفقر، قائلة إنها كانت تعيش في منزل تبلغ مساحته نحو 240 مترا مربعا، وبعد وفاة زوجها منذ 12 عامًا تبدل الحال، حيث قام 3 من أبناءها بالمطالبة بالميراث، ليقيم كل منهم على حدة مع زوجته وأبنائه، وتبقى معها اثنان يقطنان في جزء منه 48 مترا مربعا.

وتابعت السيدة، التي تبلغ من العمر 61 عامًا، أن الأبناء الثلاثة كرمهم الله تمكنوا من بناء قطعة الأرض التي ورثوها بالطوب الأحمر والأسمنت، وظلت ونجلاها الآخران وزوجة أحدهما وطفله، في تلك المساحة الضيقة التي مزقت حوائطها الأمطار في 2013، بالإضافة إلى النمل الأبيض الذي جعل الأسقف تتداعى، وجعلهم يعيشون في معاناة كبرى، خشية سقوطه عليهم.

وأوضحت السيدة المسنة، أنها تفترش الشارع ليلا وتنام أسفل عربة كارو بحلول الظلام، بجوار شقيقها الأصغر، الذي ينام على كنبة أمام باب المنزل، خوفًا من سقوط السقف عليهما، وعند آذان الفجر، تهم بالدخول لكي لا يرى مأساتها أحد من الأشخاص حين ذهابهم إلى الصلاة، أما نجلها الآخر فيقيم مع زوجته وطفله داخل غرفة أخرى آيلة للسقوط أيضًا.

كما أشارت السيدة إلى أن حال المنزل يرثى له، حيث أن الملابس متناثرة بمدخله، لعدم وجود دولاب تضعه بها، ومطبخها الصغير في إحدى الطرقات، أما عن الأسقف فلا حول لها ولا قوة، ولا تتمنى دخول دخول موسم الشتاء الذي يجعل الأمطار تتسرب إلى داخل المنزل.

وأكدت أنها ذهبت لمجلس مدينة الطود، والعديد من الجمعيات الأهلية، الذين قاموا بإرسال لجان لمعاينة البيت المتهالك، ولكنهم رفضوا مساعدتها بحجة أن لديها أبناء يمتلكون منازل مبنية بالطوب الأحمر.

وأوضحت نعمات أنها ترفض العيش مع أبنائها وتفضل العيش والموت تحت الأنقاض، بدلًا من ذلك، تخوفًا من حدوث مشاكل أسرية مع زوجات أبنائها في ظل معاناتهم من غلاء الأسعار، وعدم وجود مصدر رزق يكفل لهم معيشة آدمية.

وذكرت السيدة أنها تتقاضى معاشا شهريا يبلغ نحو 800 جنيه، بعد الزيادة الأخيرة، تسدد منهم 700 جنيه شهريًا، لقيامها بصرف قرض منذ مدة والذي يتبقى منه حوالي 10 آلاف جنيه، بالإضافة إلى 4 آلاف ديون أخرى، لزواج نجلها الذي يعاني من آلام في ظهره نتيجة تعرضه لسقوط من الطابق الثالث فى أثناء عمله «نجار مسلح»، وعدم استطاعته على العمل كما كان سابقًا، ليزيد الحال سوءًا، وخاصة بعد غلاء الأسعار، لافتة إلى أنه يتقاضى 210 جنيهات معاشا من مديرية التضامن الاجتماعي لا تكفي لإطعام طفله، على حد قولها.

واختتمت نعمات حديثها عن معاناتها قائلة: "أنا ببكي كل يوم على حالي، وحزينة على عمري اللي راح، كل اللي نفسي فيه أوضتين يستروني، لأني خايفة أموت قتيلة تحت الأنقاض، ومجلس المدينة رفض يسلمني شقة علشان ماليش حد، ولكن عشمي في ربنا وولاد الحلال كبير".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل