«المواصلات» تلتهم ميزانية الشهر.. «حتى الأوتوبيس مش قادرين عليه»

المواصلات العامة هى وسيلتهم للتنقل، يجيدون التعامل مع زحام الأوتوبيس، وأحياناً الوقوف على أبوابه بسبب عدم وجود مكان بالداخل، يعرفون أجرة الميكروباص جيداً، أما المترو فلا يتوهون بين محطاته، وفى أصعب الأحوال، وفى أوقات الضرورة، يضطرون إلى ركوب التاكسى، لتبدأ أزمتهم مع العداد، فيحمل المواطن البسيط هم الأموال التى تخرج من راتبه بسبب التنقّل من مكان إلى آخر، كل مواصلة لها سعر يُشكل ميزانية خاصة فى حياة البعض.

يقطع «محمد عبدالوهاب» مسافة طويلة يومياً من مركز الواسطى ببنى سويف، وصولاً إلى الدقى، ليزاول عمله فى محله الخاص: «أنا ترزى بقالى أكتر من 30 سنة باشتغل، والمواصلات عمرها ما بقت تخلص على مرتبى زى اليومين دول». 54 جنيهاً هى قيمة مصاريف المواصلات التى يتنقل بها «عم محمد» خلال اليوم فى طريقى الذهاب والعودة: «باركب من الواسطى لموقف المنيب بـ25 جنيه وتذكرة المترو بـ2 جنيه»، لم تتوقف معاناة «عم محمد» مع المواصلات عند هذا الحد، فذهاب أبنائه الثلاثة يومياً للمدرسة زاد من حجم الميزانية المخصّصة للمواصلات: «مصاريف المواصلات فى الشهر بتكلفنى أكتر من 1500 جنيه»، وبنبرة حزينة يكمل: «لولا إنى شاطر وطورت فى شغلانتى كان زمانى مش قادر أتحرك».

أما عزت محمد، 40 سنة، فيعمل فى التجارة بمنطقة المنوفية، ومهنته تحتم عليه كثرة استخدام المواصلات، وهو ما جعله يعد ميزانية خاصة شهرياً لها: «أسعار المواصلات أثرت عليا جداً لأنى تاجر متنقل وباسافر كتير جداً».

«عزت»: كل سواق بيعلّى الأسعار على مزاجه.. و«نادر»: عندى 3 أولاد ومواصلاتهم غالية

أسرته مكونة من 7 أفراد: «أنا عندى 5 أطفال كلهم بيروحوا مدارس وبيستخدموا توك توك بـ10 جنيه فى اليوم الواحد، يعنى فى الشهر بـ300 جنيه مواصلات»، وأكثر ما يزعجه هو عدم التزام السائقين بسعر الأجرة الموحّدة: «كل واحد بيعلى الأسعار على مزاجه ومفيش رقابة». 925 جنيهاً هى قيمة مصاريف المواصلات التى ينفقها «عزت» بشكل شهرى: «باشيل من الدخل ألف جنيه للمواصلات».