المحتوى الرئيسى

مصر وقبرص واليونان.. تحديات اقتصادية وتعاون من أجل استقرار المنطقة

09/26 00:50

على مدار سنوات عديدة كانت لمصر علاقات طيبة ببلدان شرق البحر الأبيض المتوسط وعلى رأسهم قبرص واليونان، اللتين تربطهما بمصر علاقات اقتصادية بالإضافة إلى التشارك في رؤية متقاربة تجاه أزمات بلدان الشرق الأوسط.

وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اجتمع وزراء خارجية مصر وقبرص واليونان، الجمعة الماضية، بهدف مواصلة التشاور حول سبل تعزيز آليات التعاون فيما بينهم، وسبل تحقيق الأمن والاستقرار في ظل الأزمات المتفاقمة التي تشهدها المنطقة.

واتفق الوزراء على أهمية تعزيز التعاون فى المجالين الاقتصادي والتجاري، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز آليات الحوار مع الاتحاد الأوروبي.

وخلال ورشة عمل بين أكادميين وسياسيين من البلدان الثلاثة عُقدت اليوم الاثنين، برعاية الجامعة الأمريكية في القاهرة، تناولوا فيها سُبل التعاون والشراكة التي يمكن أن تُحقق الفترة القادمة في المجالات الاقتصادية والسياسية.

وقال نيكولاس بابادوبولوس رئيس الحزب الديمقراطي في قبرص والمرشح الرئاسي لانتخابات عام 2018، خلال الورشة، إن قبرص تربطها علاقات تاريخية بمصر، حتى أن مئات القبرصيين شاركوا في حفر قناة السويس.

وأضاف أن الشعب القبرصي تأثر كثيرًا بنضال الشعب المصري ضد الاحتلال الإنجليزي، كما أن مصر تعتبر من قلائل الدول التي دعمت استقلال الشعب القبرصي أيضًا.

السياسي القبرصي أشار إلى أن مصر هي الدولة الأولى التي وقعت اتفاقية المنطقة الاقتصادية مع قبرص، والتي تبعتها صفقات عديدة ومزيد من التعاون والتحصين الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط.

وأشاد بابادوبولوس بمجهودات الرئيس عبدالفتاح السيسي معتبرًا أنه يعد "نموذج إيجابي في الشرق الأوسط استطاع إعادة مكانة مصر ووضعها على الطريق الصحيح في المجال الاقتصادي".

"بابادوبولوس" أكد أن أول قرار تجاري سيتخذه حال فوزه في انتخابات الرائاسة 2018، هو التعاون مع مصر في مجال الغاز الطبيعي، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة لابد أن تحقق الدولتين تقدمًا في هذا المجال الذي توقف التقدم فيه منذ عام 2011.

دعا "بابادوبولوس" إلى التوجه لمزيد من حقول الغاز، ولاستغلال المرافق الموجودة في دمياط لتصدير الغاز إلى الرافدين، حيث الكثير من فرص النجاح لمثل هذه المشاريع.

وتحدث الأكاديميون المناقشون لورشة العمل، عن أهمية مشروعات التعاون في مجال الطاقة بين البلدان الثلاثة، وفي هذا السياق قال عمرو سراج الدين، أستاذ قسم البترول وهندسة الطاقة بالجامعة الأمريكية، إن تخزين الطاقة المادية "مكلف"، وهو ما يشير إلى أهمية ربط الطاقة المتجددة بشبكة كبيرة.

أشاد سراج الدين بمشروع ربط الطاقة الكهربائية بين الدول الثلاث، والذي تُجرى حاليًا عددًا من الدراسات لتدشينه باستراتيجية عالمية، موضحًا أن الربط مع اليونان يتيح لمصر إمكانية الربط مع قبرص، ومنها لدول أوروبا.

كما تحدث عن مشروع ربط كهربائي بين أوروبا وآسيا، ما يتيح لمصر ربط الطاقة بينها وبين القارتين وذلك بحلول عام 2022، بحسب قوله.

فيما انتقد ماركوس كبريانو وزير الخارجية القبرصي السابق، سياسات الاتحاد الأوروبي في التعامل مع بلدان الشرق الأوسط ، والتي وصفها بأنها "تفتقد للأهداف الاستراتيجية والفعالة".

وقال "كبريانو" إن الاتحاد الأوروبي كان يبالغ في العلاقات الثنائية متجاوزًا لعض الأطراف الاخرى، مؤكدًا أن تلك السياسة لا تتسم بالإنتاجية.

وزير الخارجية القبرصي السابق، طالب الاتحاد الأوروبي بالبحث عن شركاء له من دول جنوب البحر المتوسط، وأن يتوسع التعاون ليشمل عدة مجالات على رأسها الأمن.

"كبريانو" لفت إلى أن منطقة البحر المتوسط متنوعة جغرافيًا وسياسيًا، مؤكدًا أن هذا التنوع جيد ويمكن من خلاله تحقيق المصالح المشتركة.

فيما تعمق السفير محمد أنيس سالم، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في التحديات السياسية والأمنية التي تواجه بلدان الشرق الاوسط وبلدان المتوسط، مؤكدًا أنها تحدث تغييرات عميقة في المنطقة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل