المحتوى الرئيسى

أوراق ضغط تركيا وإيران ضد كردستان: النفط والمياه والاقتصاد

09/25 23:26

أغلقت لجان التصويت في الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان عن العراق، رغم المعارضة الإقليمية والدولية. وقد بلغت نسبة الإقبال حوال 76% من بين أكثر من 5 مليون كردي يحق لهمالتصويت داخل أراضي الإقليم أو في المناطق المتنازع عليها مع الحكومة المركزية في بغداد.

ومع التحدي الكردي لتركيا وإيران، تفكر أنقرة وطهران في أوراق ضغط يمكن أن تستخدمها لمواجهة حكومة الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي ويريد أن يتحول إلى دولة مستقلة غير خاضعة بأي شكلللحكومة المركزية في بغداد.

وتخشى القوتان الإقليميتان المجاورتان للعراق من أن يكون الاستفتاء بمثابة عدوى انفصالية تنتقل إلى الجالية الحرية الكبيرة في تركيا وإيران.

وطالبت الحكومة العراقية أربيل، الأحد، بتسليم كل المواقع الحدودية الدولية والمطارات بعد إعلان عدم التراجع عن الاستفتاء، وأكد حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، على أن المنافذ التابعةللحكومة الاتحادية (بكردستان) والنفط هو "ثروة لكل الشعب العراقي حسب الدستور".

كما طالب الدول الأجنبية بوقف تجارة النفط مع إقليم كردستان والتعامل مع الحكومة المركزية، وأكد العبادي أن الدعوة للاستفتاء الكردي حملت تعبئة تقوم على "مفاهيم عنصرية واتهامات وإثارةالنعرات السلبية أو اتهام الآخرين بما هو خلاف الواقع".

يرى الباحث السياسي التركي بمعهد العلاقات الدولية والإستراتيجية، كريك باكزاد، إن أولوية كردستان وزعيمها مسعود بارزاني هي إعادة التفاوض.

ويضيف بحسب موقع دويتشه فيله الألماني، أن قيادات الإقليم تريد البدء في التفاوض مجددًا لكن من موقع قوة، ورفع نصيب كردستان من موازنة الحكومة العراقية التي قلصتها بسبب تصديرالإقليم لنفطه بعيدًا عن بغداد.

وبدأت حكومة الإقليم في يوليو 2015 بيع النفط بعيدًا عن موازنة الحكومة العراقية ودون الرجوع إليها، وهو ما اعتبره رئيس لجنة النفط والغاز في البرلمان العراقي، عزيز عبد الله، أنه بدايةلتقسيم العراق.

ولعبت قوات البيشمركة الكردية دورًا كبيرًا في الحرب بجانب القوات العراقية ضد تنظيم داعش، فقد ساهمت بشكل كبير في تحرير مدينة الموصل التي اتخذها التنظيم الإرهابي موظئ قدم رئيسيفي سوريا، كما حررت مدينة سنجار بمحافظة نينوى بالكامل من يد داعش.

ولكن إقليم كردستان قرر إجراء الاستفتاء في المناطق التي حررتها البيشمركة من داعش، ومنها مناطق متنازع عليها تعتبرها بغداد لا تنتمي للإقليم الذي يحظى بحكم ذاتي، في الوقت الذي ترىحكومة مسعود بارزاني أنها جز من الدولة التاريخية للأكراد.

هذه المناطق هي سهل نينوى وسنجار وكركوك وخانقين في محافظة ديالى، وتتسم بثرواتها النفطية الكبيرة.

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، أن أنقرة ستغلق قريبًا حدودها البرية مع إقليم كردستان العراقي، وهدد أيضًا في خطاب بمنتدى إسطنبول بوقف صادرات الإقليم النفطية عبرتركيا.

وأضاف أردوغان إن هذا الأسبوع سوف يتم اتخاذ إجراءات، مشيرًا إلى أن صادرات نفط كردستان "ستتوقف حين تقوم تركيا بإغلاق الأنبوب"، وقال "نمتلك الصنبور"، في إشارة إلى إمكانية منعالتدفق النفطي من كردستان عبر ميناء جيهان.

وتعد تركيا هي المنفذ الرئيسي الذي يتدفق من خلاله نفط كردستان إلى أوروبا، حيث ينتج الإقليم 600 ألف برميل يوميًا ينتقل منها 550 عبر الأنبوب المار بالأراضي التركية إلى ميناء جيهان.وتمثل عائدات النفط المورد الرئيسي لموارد كردستان في وقت تشير في الحكومة بالإقليم إنها تسعى لتنويع مصادر الدخل.

وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية اليوم، قالت ربى الحصري، الخبيرة في مجال النفط، إن السؤال يكمن فيما إذا كانت تركيا تريد بالفعل الذهاب إلى هذا الحد من أجل منع إقامة دولة كردية أم لا.

وتتعاون أنقرة مع أربيل بشكل مكثف في عمليات عسكرية تركية على حدود الإقليم ضد قوات حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية.

ويصل نحو 90% من المواد الغذائية في إقليم كردستان عبر تركيا، بجانب أن شركات المقاولات التركية هي المسؤولة بشكل كبير عن أغلب مشروعات البنى التحتية، وتعمل حوالي 1300 شركةتركية في كردستان العراق بجانب أن 30 ألف مواطن تركي يعملون في الإقليم، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين أنقرة وأربيل حوالي 12 مليار دولار.

وبالرغم من ذلك يرى المحلل التركي، يلماظ أوكتاي، أن بلاده ربما تستخدم كل أوراق الضغط بما فيها الاقتصادية. وأضاف لموقع "الخليج الجديد" هذا الشهر إن الأتراك يشاركون بحوالي 70%من اقتصاد الإقليم ولو سحبت تركيا استثماراتها أو أغلقت حدودها وأوقفت تدفق النفط عبر ميناء جيهان فإن اقتصاد الإقليم سينهار. 

رفضت طهران بشكل حاسم انفصال كردستان عن العراق وإجراء الاستفتاء في هذا التوقيت أو في وقت أخر، وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية الأحد أن إيران أغلقت حدودها البرية والجويةمع الإقليم بعد إعلان مسعود بارزاني الاستمرار في الاستفتاء وعزمهم على الانفصال.

ونقلت الوكالة عن كيوان خسوري، المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أنه بناء على طلب من الحكومة العراقية المركزية تم إيقاف جميع الرحلات الجوية الإيرانية إلى مطاراتأربيل والسليمانية وجميع الرحلات المنطلقة من كردستان العراق والتي تعبر أجواء إيران.

لكن هذه الأنباء تم نفيها الاثنين على لسان المتحدث باسم خارجية طهران، بهرام قاسمي، الذي وأكد أن الأخبار حول إعلان طهران إغلاق حدودها البرية والجوية مع إقليم كردستان غير صحيح،بحسب وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية.

لكن طالما اتهم إقليم كردستان الحكومة في طهران بالضغط عليهم بورقة أخرى وهي المياه المتدفقة عبر نهر الزاب الصغير.

في يوليو الماضي، قال وزير المياه في حكومة إقليم كردستان، عبدالستار مجيد، إن الحكومة الإيرانية تضغط على الإقليم لإثنائه عن الاستفتاء والسعي نحو الانفصال عن العراق.

وأضاف أن إقليم كردستان سيكون مضطرا مع تراجع نسبة المياه إلى قطعها أيضًا عن العراق. ويؤثر قطع المياه عن إيران على منسوب المياه في سد "دوكان" بنسبة 70% مما يؤثر بالسلب علىمنطقة "رابرين" ومحافظة السليمانية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل