المحتوى الرئيسى

الحكومة تتشاجر على مصنع الطرابيش بكفر الشيخ.. والشباب يريد استغلاله (صور)

09/25 15:59

كفر الشيخ - عمرو الشامي

طال الإهمال مصنع "الطرابيش" الأثري الواقع بمدينة فوه التابعة لمحافظة كفر الشيخ، وبات يشكل مصدر خوف للسكان المحيطين به بعد استغلال الخارجون عن القانون أطلاله مأوى لهم ليلا.

ومصنع "الطرابيش" من أبرز الآثار المتبقية بالمدينة، ويعود تاريخ إنشاؤه إلى أكثر من قرن ونصف من الزمان وتحديدا في عام 1824م، إذ صدر أمر من محمد على باشا إلى ناظر فوه أحمد أغا بإعلامه بتأسيس المصنع في حديقة الأمير محمود بالجانب الغربي من فوه، وأرسل ما يلزم لذلك من نجارين وأخشاب ومكابس وغيرها من الأدوات اللازمة لإنشائه.

قال أحمد هاني غازي، أحد أبناء مدينة فوه، إن هذا المبنى القديم هو بقايا مصنع الطرابيش والمحلج التابع له يقع على مساحة 900 متر وعلى النيل مباشرة، ويقولون إنه تابع للآثار، ولكنه أصبح مأوئ لمتعاطي المخدرات ومقلبا للقمامة.

وأشار غازي إلى انبعاث روائح كريهة دائما من المصنع، لافتا إلى إهماله من قبل المسؤولين دون أي استفادة من تلك المساحة الهائلة.

وطالب غازي، بترميم هذه الآثار وجعلها تدر دخلا على مدينة فوه، أو هدمها وإقامة مشروعات سكنية أو استثمارية للشباب بدلًا من تركها مأوى للخارجين عن القانون.

والتقط حسن دربالة، أحد شباب فوه، طرف الحديث، منوها إلى أن هناك من يحاولون الاستيلاء على أرض مصنع الطرابيش ومحلج القطن المطل على النيل لبناء أبراج سكنية مكانهما.

«لو وزارة الآثار مش عاوزاه، يبقا الحكومة تهده ويستفيد بيه أهل فوه من الشباب» كلمات خرجت من تامر علي، أحد أهالى فوه، الذي طالب أيضا بإقامة مشروع سكنى للشباب بدلا من المصنع المتهالك، واقترح أيضا استغلاله أو إقامة مصنع أو متحف بدلا منه.

ويقع مصنع "الطرابيش" على مساحة أكثر من 900 متر، ويتكون من البوابة الرئيسية والتي تطل على النيل مباشرة، وعلى يمين المدخل الرئيسي مبنى مستطيل بسقف من الخشب بواجهته صفين من النوافذ السفلية مستطيلة والعلوية معقودة، والبوابة الرئيسية المطلة على النيل كانت مدخلا لكبار العاملين، ويقع مدخله الرئيسي بين البوابيتين الرئيسية والداخلية, وهذا المدخل يؤدي إلى ممر تتوسطه حجرتان، اليمنى كانت تستعمل في الأعمال الإدارية، واليسرى كانت بمثابة غرفة كبيرة للاستقبال، مرورا بغرفتين عبارة صالة كبيرة كانت تستخدم كعنابر لكبس وصناعة المواد الخام اللازمة للطرابيش، وكانت هذه العملية تتم بطريقة آلية ويدوية حسب نوع العمل, إلى جانب جانب العنابر توجد حجرات مولدات القوى الخاصة بتشغيل ماكينات الصناعة.

كما أنشأ محمد على محلجًا للقطن في محيط المصنع، وكان إنتاج هذا المصنع يذهب خصيصا للجيش المصري وقتها وما تبقى كان يباع إلى التجار.

«المصنع وملحقاته مسجل بوزارة الآثار، ولكنه بحوزة مجلس المدينة ومش راضية تسلمه لينا».. كلمات بدأ بها ياسر الكردي، مدير هيئة الآثار بفوه، رده على سبب حالة الإهمال التي وصل إليها المصنع.

وأضاف الكردي في تصريحات خاصة لـ"التحرير"، أن مجلس المدينة يرفض تسليم مصنع الطرابيش وملحقاته بسبب ادعائه أن هذا الأثر عليه 4 ملايين جنيه للدولة تحت بند "مشروعات تحت التصفية"، ويطالبون وزارة الآثار بدفع هذا المبلغ للحكومة شريطة تسليمهم المصنع الأثري وملحقاته، فرفضت الوزارة ذلك، متابعا: "مش بندفع للحكومة لأنها ملكية عامة وليست خاصة".

وأشار مسؤول هيئة الآثار إلى أن الهيئة قامت بعمل دراسة استشارية كاملة لترميم المصنع وذلك حال تسليم مجلس المدينة له، منوها: "مش هينفع نقربله وهو معاهم".

في المقابل رد محسن الأودن، رئيس مدينة فوه، بأن بقايا مصنع الطرابيش ومحلج القطن الملحق به الذي أنشأهما محمد علي باشا قبل قرن ونصف ليس أثريا، وذلك بحكم بالمحكمة قبل عامين، مبينا أن الشيء الأثري فيه فقط هو بوابتي مصنع الطرابيش وبالفعل في حوزة الآثار، على حد قوله.

واستكمل رئيس مدينة فوه حديثه لـ"التحرير"، بأن مجلس المدينة أنشأ مشاريع في أرض المصنع بتمويل من وزارة المالية، قبل ادعاء وزارة الآثار ملكيتها له.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل