المحتوى الرئيسى

فلاح مصطفى رئيس دائرة العلاقات الخارجية فى كردستان: «بغداد» خرقت الدستور.. وهمَّشت السُّنة والأقليات ففشلت الفيدرالية | المصري اليوم

09/25 15:32

كشف رئيس دائرة العلاقات الخارجية فى حكومة إقليم كردستان، فلاح مصطفى، لـ«المصرى اليوم» عن أسباب فشل الحكومة الفيدرالية العراقية ومواطن الخلاف مع حكومة بغداد، وتحدَّث عن مستقبل الإقليم بعد الانفصال، وتطرَّق لتهديدات إيران وتركيا، وموقف بلاده من تل أبيب التى تدعم الانفصال والحرب على «داعش».. وإلى نص الحوار:

■ ما الخلاف الأبرز بين الحكومة المركزية فى بغداد والإقليم؟

- اختار إقليم كردستان أن يكون العراق تعددياً وفيدرالياً وديمقراطياً، ولعب دوراً مهماً فى صياغة الدستور المناسب، ولكن الدستور لم يتم الالتزام به. وكانت بغداد انتقائية نوعاً ما فى تنفيذ مواد الدستور التى تخدم مصالحها فقط، ولم تنشئ أبداً المؤسسات اللازمة لضمان التوزيع العادل للميزانية السنوية، وأدى ذلك إلى قيام الحكومة العراقية بخرق الدستور فى موازنة القوانين التى تنظم عمل الميليشيات، وإنشاء سلطة مركزية بشكل كبير فى بغداد.

وعارضت الحكومة فى بغداد برلمانها عن طريق خفض الميزانية دون صدور أى قوانين من خلال الهيئة التشريعية.

وأداء الحكومة فى بغداد كان غير دستورى فيما يتعلق بالمسؤولية عن عدم إنشاء المؤسسات والقوانين اللازمة لإقامة نظام صحى فيدرالى. وعلى سبيل المثال فإن بغداد هى المسؤولة عن عدم وجود مجلس فيدرالى، وقانون لتقاسم العائدات، ووضع قوات البشمركة، وإيجاد حلول للمادة 140 من الدستور العراقى الخاصة بالمناطق المتنازع عليها، وهى محافظات كركوك، نينوى، وديالى، بين الحكومة التنفيذية والإقليم، بجانب حجب ميزانية كردستان.

■ وفى رأيك.. لماذا فشلت الفيدرالية؟

- فى ديباجة الدستور ينص بوضوح على أن «الالتزام بهذا الدستور هو ضمان لوحدة العراق»، وبالتالى فإن الالتزام بالدستور شرط مسبق للعراق ليتَّحد، ولسوء الحظ على الرغم من التزامنا الطوعى بالبقاء داخل الفيدرالية خرقت بغداد الدستور فى مناسبات عديدة من خلال استبعاد العرب السُّنة فى عملية صنع القرار، ومعاداة الأكراد والأقليات، من خلال مواقف وسياسات التهميش الأخرى، وهذا هو السبب فى فشل الفيدرالية، فلقد اخترنا نظام الحكم حيث يمكن أن نكون شركاء متساوين لا مرؤوسين.

■ وكيف ترون أن الاستفتاء سيخدم مصالح الإقليم؟

- الاستفتاء خطوة إلى الأمام فى الاستجابة لضرورة تأمين مستقبل أفضل لشعب كردستان، ولكن أيضاً لتحقيق الاستقرار والأمن، 25 سبتمبر سيكون فرصة للشعب الكردى للتعبير عن إرادته ورؤيته للمستقبل، وسيكون بمثابة تفويض للقادة فى كردستان للتفاوض مع بغداد لإقامة شراكة بعد الانفصال، لأنها فشلت فى أن تكون شريكاً جيداً فى نفس البلد، ولقد أثبت كردستان موقفه من الديمقراطية والتعددية وتقاسم السلطة والمجتمع المفتوح وتمكين المرأة واحترام الأقليات الدينية والإثنية والمجتمع المدنى القوى ووسائل الإعلام الحرة، واليوم تعمل حكومة إقليم كردستان على مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية الطموح والجدية من أجل ضمان الشفافية والحكم الرشيد. ويؤدى كل من المجتمع الدولى والتحالف الذى تقوده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة دوراً مهماً فى دعم حكومة إقليم كردستان فى هذه المرحلة.

■ كيف ستتعامل حكومة الإقليم مع تركيا وتهديدات إيران بتجنب الاستفتاء؟

- نؤكد لجيراننا أن هذه الخطوة لن تتعارض مع مصالح هذه الدول، وكعامل من عوامل الاستقرار كنا نرغب دائماً فى علاقات حسن الجوار القائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم والمنفعة، نحن نبنى الجسور ونستطيع أن نؤكد لهم أن مستقبل كردستان المستقل سيكون شريكاً وحليفاً.

ونريد أن يفهم جيراننا والعالم بأسره أننا كنا دائماً نؤيد السلام. لقد حان الوقت الآن لـ«أربيل وبغداد» أن تتحليا بالشجاعة بما فيه الكفاية للاعتراف بأننا فشلنا، وإذا واصلنا الإصرار على الفشل فإننا لن نحقق نتيجة مختلفة، لذلك نحن نعتقد أن الأصدقاء والشركاء لا ينبغى عليهم الإصرار على فشل سياسة العراق الموحد، ومن أجل منع المواجهات فى المستقبل نحتاج إلى معالجة هذه المسألة الآن، وعلينا أن نكون واقعيين للتصدى لها بطريقة تحقق الاستقرار والأمن، لأن الحالة الراهنة ليست سوى وصفة لمزيد من العنف وعدم الاستقرار.

■ هل تتوقع اعترافاً دولياً، وكم من البلدان يمكن أن تعترف بإقليم كردستان مع أخذ الرفض الأمريكى بعين الاعتبار؟

- إن إقليم كردستان، مع أخذ تطوره بعين الاعتبار منذ عام 2003، هو بصراحة قصة نجاح الولايات المتحدة فى كل العراق حتى اليوم، ونتوقع الاعتراف الدولى، ولدينا سياسة الباب المفتوح للشراكة، فالشعب الكردى يمارس حقه فى تقرير المصير وحسبما يسمح القانون الدولى بذلك، فلا يجوز للديمقراطيات فى جميع أنحاء العالم أن تعارضه.

■ ما تبعات تمرير الاستفتاء على الوضع الإقليمى فى ظل استمرار عمليات التحالف ضد «داعش» والأزمات الإقليمية المختلفة؟

- أعربت الولايات المتحدة والجهات الفاعلة الأخرى المعنية عن قلقها بشأن دورنا فى المستقبل فى مكافحة «داعش»، والتعاون بين البشمركة والجيش العراقى، والعودة الآمنة للنازحين واللاجئين.

ونود أن نذكِّر العالم أجمع بأن الأكراد يلعبون حتى الآن دوراً رئيساً فى حملة هزيمة «داعش»، ونحن الذين فتحنا أبوابنا للنازحين الفارين من الحرب بصرف النظر عن دياناتهم وطوائفهم، فى حين رفضت بغداد دخولهم إلى أراضيها، ومع ذلك فإن حكومة إقليم كردستان ليس لديها نية فى أن تكون جزءاً من المشاكل، ولكنها ملتزمة بالمشاركة فى الحل، وعلى الرغم من حرماننا من حقوقنا الأساسية من بغداد سنواصل شراكتنا ضد «داعش» مع الجيش العراقى ورئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى.

وأؤكد أن كردستان مصممة على محاربة «داعش» عسكرياً وأيديولوجياً، وهذا الاستفتاء لن يؤثر على النازحين داخلياً واللاجئين فى المنطقة، وسنواصل العناية بهم، وهذا لن يمنعنا من خطط الإصلاح وجدول الأعمال الذى كنا ننفذه وسنواصل تنفيذه.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل