المحتوى الرئيسى

مشروعات حلم بها عبدالناصر وحققها السيسي

09/25 14:58

من النسخة الورقية لجريدة "اليوم الجديد"

«الضبعة» استكمال لحلم «ناصر» بالنووى.. وأكاديمية جديدة أحيت تجربة «منظمة الشباب»

«المليون ونصف المليون فدان» امتداد لـ«مديرية التحرير».. و«الإدارية» نموذج أضخم لـ«مجمع التحرير»

الكثير من المشروعات القومية تميّز بها عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتركت علامة بارزة فى تاريخ مصر الحديث، شملت مجالات مختلفة، نجح من خلالها فى حشد الشعب المصرى خلف الدولة، فضلًا عن إنشاء كيانات سياسية جديدة، كانت بعضها مصدر إلهام للرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى سعى فى استكمال بعض تلك المشروعات. 

أنشأ عبد الناصر مشروع مديرية التحرير الذى يقوم على زراعة مساحات كبيرة من أشجار البرتقال، واليوسفى، والليمون تحت إشراف مباشر من مهندسى، وخبراء وزارة الزراعة، وشق مجارى مائية لتوفير المياه لتلك الأراضى، وتسليمها بعد ذلك للمزارعين لاستكمال زراعتها، ونجحت التجربة فى التوسع بالرقعة الزراعية، وإنشاء قرى جديدة، كما حقق المشروع أرباحًا كبيرة للدولة.

كان هذا مصدر إلهام للرئيس السيسى الذى أطلق مشروعًا مشابهًا، مدينة الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد، ديسمبر 2015، تحت مُسمّى «المليون ونصف المليون فدان»، يستهدف توسيع الرقعة الزراعية، وزيادة المخزون الاستراتيجى لسعة الغذاء المصرية، وإنشاء مجتمعات جديدة متكاملة تشتمل على أراضٍ زراعية، ومدن صناعية تجذب القوى العاملة، وتُخفّض معدلات البطالة، فضلًا عن إنشاء مدن سكنية جديدة مجاورة.

نموذج مُجمّع التحرير الذى كان أحد تطلعات الدولة فى عهد عبد الناصر شرع السيسى فى تنفيذه على مستوى أكبر من خلال العمل على إنشاء مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، يضمُّ كل الهيئات الحكومية بمدينة جديدة شرق القاهرة لتصبح العاصمة الإدارية، والمالية الجديدة لمصر، ومقر الإدارات الحكومية، والوزارات الرئيسية، والمؤسسات، وكذلك السفارات الأجنبية، كما تشمل وحدات سكنية، مستهدفًا تخفيف الضغط على القاهرة.

إنشاء محطة لإنتاج الطاقة النووية كان حلمًا يراود الدولة المصريّة، فى ستينيات القرن الماضى، واتخذ عبد الناصر خطوات إيجابية نحو تحقيق هذا الحلم، ولكن المشروع توقف بوفاته سبتمبر 1970، فى حين لم تتخذ خطوات جادة لتنفيذ المشروع النووى المصرى فى عهد الرئيسين «السادات»، و«مبارك»، ليستكمل «السيسى» الحلم بتوقيع عقد اتفاق مع روسيا لإنشاء محطة نووية بمنطقة الضبعة.

فى عام 1963 قرر عبد الناصر إنشاء منظمة للشباب ترتبط تنظيميا بالاتحاد الاشتراكى، وأوكل مهام التأسيس لزكريا محيى الدين، وبلغ عدد الأعضاء نحو نصف المليون شاب، 40% منهم سيدات، أصبحوا فيما بعد رموزا للدولة المصرية، فتقلد بعضهم مناصب وزارية، ومواقع تنفيذية، وانضم البعض الآخر لأحزاب سياسية، مشاركين فى الحياة السياسية، حتى ترقى بغضهم، وتولوا رؤساء أحزاب.

ومع تولى السيسى مقاليد الحكم، منح الشباب عناية خاصة، واتجهت الدولة نحو تأهيلهم، وإعادة تنظيمهم، بهدف إشراكهم فى خطط التنمية، والبناء، فأسست البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، وأقرّ السيسى بروتوكولًا جديدًا بعقد مؤتمرات وطنية دورية للشباب بدأ من شرم الشيخ، وامتد لمحافظات أخرى، ومؤخرًا، قرر إنشاء أكاديمية للشباب، تعمل على تطوير مهاراتهم، وتأهيلهم.

الكادر السياسى اليسارى عبد الغفار شكر، الذى كان قطبًا أساسيا فى منظمة الشباب الاشتراكى فى عهد عبد الناصر رأى تجربة «منظمة الشباب» قد ارتبطت بظروف سياسية، وزمنية مختلفة، مبينا أن المنظمة حددت برنامجًا فكريا متكاملًا، كان يُدرّس على ثلاث مراحل، ويتضمن 45 موضوعًا، وبعد ذلك يتحوّل الشاب، عضو المنظمة، إلى جزء من التنظيم، الذى كان حاضرًا فى كل جزء من المجتمع، فى الجامعات، القرى، المدن، المصانع، والأحياء الشعبية، وبعد إعداد الشاب المتدرب ثقافيا، وسياسيا، يبدأ بممارسة نشاطه بتنوير المجتمع، محمّلًا بأفكار، وقيم المشروع الوطنى آنذاك.

كما اهتم عبد الناصر بترسيخ وسطية الدين الإسلامى فى مواجهة الأفكار المتطرفة حينها، فتوسع فى إنشاء المعاهد الدينية، وجعل الدين مادة إجبارية، وأنشأ إذاعة القرآن الكريم، ونحو 10 آلاف مسجد، ومدينة البعوث الإسلامية لتدريس الإسلام للوافدين إلى مصر، ومنظمة المؤتمر الإسلامى، ووضع موسوعة جمال عبد الناصر للفقه الإسلامى، وعلى خُطى عبد الناصر، وجّه السيسى بتجديد الخطاب الدينى عن طريق المؤسسات الدينية، ودعا إلى نبذ التطرّف، بعد تغلغل الأفكار المتطرفة إلى المجتمع، واستفحال ظاهرة الإرهاب، فوضع الأزهر الشريف خطة شاملة نحو نبذ التطرّف، وترسيخ الفكر الوسطى.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل