المحتوى الرئيسى

محمد إشتية: لا تقدم مع القيادة الحالية لإسرائيل

09/25 14:54

رئيس الوزراء الفلسطيني ينوي زيارة قطاع غزة قريبا

«إيلاف» من رام الله: أكد الدكتور محمد اشتية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والاعمار (بكدار)، أن الحكومة الفلسطينية ستكلف بالتوجه الى غزة لاستلام مهامها في الايام القريبة، وأضاف في حديث موسع مع «إيلاف»، أن يحيى السنوار، المكلف من حماس بمسألة غزة، له دور كبير في المصالحة، وأنه هو الذي اقنع الجناح العسكري لحماس قبول المصالحة، اما على صعيد المسيرة السلمية مع اسرائيل، لا يرى الدكتور اشتية أملاً بأي تقدم مع القيادة الحالية لاسرائيل وبانتظار قائد اسرائيلي يؤمن بالحل مثل يتسحاق رابين، والاّ فإن الجانبين يذهبان الى منزلق الدولة الواحدة وحكم الاقلية اليهودية بالاكثرية العربية مثل جنوب افريقيا خلال ثلاث سنوات على الاكثر. ولفت اشتية الى ان نتانياهو ايدولوجياً لا يريد الحل.

اما بشأن الرئيس الاميركي دونالد ترمب، فقال عنه اشتية انه مستمع جيد وهو يقتنع بالمنطق الا ان طاقمه شيء آخر تماماً، وأضاف أن الرئيس أبو مازن قال له انه خرج مسروراً جداً من لقائه الاخير مع الرئيس ترمب.

وتطرق في حديثه الى مصر مؤكدًا أنها تريد لعب دور كبير في المصالحة وان طاقمًا مصريًا سوف يتوجه لقطاع غزة لمراقبة تنفيذ اتفاق المصالحة بحذافيره، مؤكدًا انه بنهاية المطاف مصر الضامنة ان يكون هناك سلاح واحد في كل مناطق السلطة الفلسطينية بما في ذلك قطاع غزة، مضيفاً انه لا يمكن ان يكون رجلا امن من جهتين مختلفتين في مربع امني واحد، وان عناصر حماس وامن حماس سينضمون للاجهزة الامنية الفلسطينية كافراد وليس كمجموعة، ومصر الضامنة.

وبيّن ان مصر تريد ضمان امن شبه جزيرة سيناء عن طريق التعامل مع السلطة الفلسطينية في القطاع وخاصة معبر رفح، وايضًا تريد ان تستلم ملف مبادلة الاسرائيليين لدى حماس وجثتي الجنديين مع اسرى فلسطينيين وباختصار مصر تسعى للعب دور اقليمي مهم بمباركة الاسرة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة، وهذا يخدم المصلحة الفلسطينية التي تتقاطع مع مصلحة مصر والاردن والسعودية في حل على اساس المبادرة العربية، اولا انهاء الاحتلال بعدها التطبيع وليس العكس.

ويعتبر محمد اشتية أحد مسؤولي حركة فتح البارزين على الساحة الفلسطينية، له مواقف كثيرة ويكن له الرئيس الفلسطيني الاحترام ويستشيره في امور عديدة، كان عضو الوفد الفلسطيني المفاوض الا انه استقال. ومن المعروف عنه مواقفه في ما يتعلق بترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وله وجهة نظر في المصالحة الاخيرة وقرار حماس التخلي عن حكم غزة، حيث يعزو ذلك الى القيادة المحلية لحماس في غزة اذ ان رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية والمكلف من حماس بمسألة غزة يحيى السنوار يعيشان في القطاع، وهذا الامر اثر على اتخاذهما مثل هذا القرار، لان قيادة الخارج لا تعرف بالضبط ما يعانيه الناس.

في ما يلي نص الحوار مع الدكتور محمد اشتية في مكتبه برام الله، حيث بدا متحمسًا للمصالحة الجديدة، وابدى تفاؤلا كبيرًا في نجاحها هذه المرة بسبب المتغيرات الدولية الحالية خلافاً للمرات السابقة.

كيف ترون كحركة فتح وكسلطة فلسطينية مسألة تخلي حماس عن حكم غزة والتوجه للمصالحة؟

اولا المصالحة هي مصلحة فلسطينية - فلسطينية, وهي مصلحة مصرية واقليمية وبتقديري هي مصلحة دولية. مصر تريد ان يستتب الامن في صحراء سيناء ويكون هناك حضور فلسطيني للشرعية في معبر رفح وتريد الملف الفلسطيني لديها، ومصر تريد لعب دور في تبادل جثث الاسرائيليين لدى حماس وبين الاسرى الفلسطينيين. هذه القضايا الثلاث التي ذكرت هي مصلحة مصرية. اما نحن كحركة فتح فهمنا الاساسي ان ننهي هذا الفصل الاسود في تاريخنا الذي اسمه فصل الانشقاق والانقلاب.

ايضا جهد الدول العربية المختلفة، فأول دولة بذلت الجهود كانت المملكة العربية السعودية في اتفاق مكة على حكومة الوحدة الاولى ثم جاءت مصر باتفاق القاهرة الاول واتفاق القاهرة 2 ثم ذهبنا الى الدوحة والرئيس ابو مازن ذهب الى تركيا وحاولنا جاهدين العمل للوحدة. والان شروط الرباعية الدولية لم تعد قائمة على المصالحة، ولكن الان هناك متغيرات مثلاً الرباعية الدولية لم تعد تشترط الشروط السابقة حول الشراكة مع حماس اي ان هذه الشروط ليست على المصالحة ونذكر شروط الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والاعتراف بالاتفاقيات الدولية.، هذه المتغيرات التي جاءت خلال السنوات العشر الاخيرة وان شروط الرباعية لم تعد واردة، فهذا الامر سوف يسهل علينا المصالحة واذا تمت اقامة حكومة الوحدة في المستقبل سيسهل علينا تسويقها حتى اذا ضمت بعض وزراء من حماس مثلما على غرار ما حصل مع لبنان لان الاسرة الدولية تتعامل مع الشرعية والبرنامج السياسي هو ليس برنامج الفصائل بل برنامج الرئيس الذي هو برنامج منظمة التحرير الذي يقوم على حل تفاوضي وحل الدولتين.

الخلاصة ايضًا حركة حماس في وضع صعب جدًا، فهناك تباينات كبيرة بين جماعة الضفة وجماعة غزة وايضًا الاخوان الذين في قطر اي حماس الداخل وحماس الخارج وهناك خلاف داخل حركة حماس.

لا انما بين حماس الضفة وهناك حماس في قطر والقيادة في غزة. اللاعب الاساسي واصحاب القرار اليوم داخل حركة حماس هم الاخوان في غزة وهم اسماعيل هنية ويحيى السنوار وروحي مشتهى وغيرهم من المكتب السياسي في غزة، وهذا لا ينتقص من الاخرين ولكن لان غزة مركز الحدث بالتالي اصبحت مركز الحدث ومركز القرار.

هذا متغير جديد وبامكانه تغيير كل الصورة؟

هذا غيّر بالفعل فكون رئيس المكتب السياسي لحماس موجوداً بغزة ويعيش الحياة اليومية للناس وهو اسماعيل هنية والمفوض من حماس لقيادة غزة يحيى السنوار يعيش الحياة اليومية للناس، والمعروف ان الاوضاع في غزة صعبة جدًا سواء من ناحية الفقر والبطالة من ناحية الكهرباء والمياه وكل هذه الهموم في وجههم، وبالتالي عندما قام الرئيس ابو مازن باجراءاته التي اسماها اجراءات غير مسبوقة، فاصبح الناس يقولون لحركة حماس اما انتم الحكومة وتتحملون كامل المسؤولية عن غزة ماليًا واقتصاديًا وغير ذلك، او أن تسلموا غزة للرئيس ابو مازن والسلطة والحكومة.

هذا يعني ان ضغط الرئيس باجراءاته غير المسبوقة اثمر، بالاضافة الى متغيرات أخرى؟

انا بتقديري كل العوامل اجتمعت في لحظة ما...

شح الاموال من قطر مثلاً؟

لا اريد ان اقول شح الاموال، ولكن ما جرى في الخليج ساهم بشكل ما، لان الجميع يريد التنصل من التطرف..والمرحلة اليوم ان الكل يريد التنصل من التطرف.

هل هذا يعني ان قطر تنصلت من حماس؟

لا اعتقد ذلك، لان بعض قيادات حماس ما زالت في قطر.. ولكن واضح تمامًا ان قطر اصبحت لديها مصلحة ولأسباب قطرية بحتة انها تلعب دوراً في المصالحة... الخلاصة ان كل واحد له اسبابه يريد المصالحة سواء من ناحية مبدئية او سواء من يريدها مضطراً.

المصالحة اليوم جرت على ثلاث قضايا، والتي اصدرت حركة حماس بياناً فيها، وهي شروط الرئيس ابو مازن وشروط حركة فتح: حل اللجنة الادارية لغزة والتي كانت بمثابة حكومة. حكومة السلطة تبسط سيطرتها وسلطتها على كامل الاراضي الفلسطينية وبشكل اساسي على معبر رفح للناس والمسافرين وبقية المعابر للتجارة والجمارك وغيرها وهذه الاموال يجب ان تعود للخزينة.

يعني حماس كانت تستولي على هذه الاموال؟

ليس كل المبلغ، حماس كانت تجني 50 مليون دولار شهريا من المعابر وغيره وعندما اصبحت هناك صادرات من مصر الى غزة عبر معبر رفح، فحماس كانت تجبي الضرائب والجمارك على البترول وغير ذلك. على اي حال امامنا ثلاث محطات : الاولى انتهت وهي حل اللجنة الادارية، المحطة الثانية ستبدأ هذا الاسبوع وهو ايفاد الحكومة الى قطاع غزة لتستلم كامل صلاحياتها واهمها المعابر، والامر الثالث هو التوافق الفلسطيني - الفلسطيني المتعلق بالانتخابات، فالقصة ليست وفاقا سياسيا بين الاطراف، القصة ان هناك شعبا يجب ان يقول كلمته من اجل اعادة اشعاع الحياة الديمقراطية عند الشعب الفلسطيني واجراء انتخابات ديمقراطية وانتخاب برلمان لاننا منذ 10 سنوات نحن بلا رقابة برلمانية منذ الانقلاب وبصراحة الانقلاب لعب دورًا تخريبيًا على الحياة الديمقراطية لدى الشعب الفلسطيني فمثلا اي شخص من شباب فتح بغزة يقول كلمة يزجونه في السجن ونحن لم نقبل نشاطا لحماس في الضفة لان ذلك غير شرعي، وهذا الامر اثر على حرية الرأي وحرية التعبير. فاذا ذهبنا الى انتخابات نعيد للمؤسسة الديمقراطية هيبتها وكيانيتها، وتحت قبة البرلمان قل ما تشاء.

ولكن المصالحة ليست في البنود الثلاثة انفة الذكر فقط ، المصالحة ايضا ستستند الى ما تم عليه في اتفاق عام 2011 اي قوات الامن ماذا ستكون وكيف والمصالحة المجتمعية وتركيبة الاجهزة الامنية والشرطة..

هل هذه الاجهزة الامنية ستكون تابعة للرئاسة والشرعية أم لحماس مع الاخذ بالحسبان ما حصل خلال السنوات العشر الاخيرة؟

في اتفاق 2011 هناك نص واضح يقول ستتم اعادة تأهيل الاجهزة الامنية بمشاركة مصرية بحيث لا يكون هناك الا سلاح شرعي واحد، وهنا بيت القصيد.

تعني أن مصر هي الضامن لمسألة السلاح والامن؟

انت ذكرت الموديل اللبناني في حديثك، ألا تخشون ان تقوم حماس بما قام به حزب الله، وهو البقاء مليشيا مسلحة وتشارك بجناح سياسي بالحكومة ولكنها تفعل ما يحلو لها عسكريًا؟

لا ابدا، بصراحة لا يمكن ان يكون هناك رجلا امن على مربع واحد، فقط يجب ان يكون هناك سلاح شرعي واحد، وعلينا عند تحقيق المصالحة كاملة ان نذهب الى اتفاق مجتمعين او الى أي مواجهة مجتمعين فلا يستطيع احد ان يصنع السلام منفردًا ولا يستطيع احد ان يواجه منفردًا.

هل توافق حماس على هذا الطرح؟

عندما تستكمل الحكومة كل اجراءاتها ستكون هذه الامور تحت الرقابة المصرية، فمصر ستوفد فريقًا الى قطاع غزة لمراقبة تنفيذ الاتفاق وستقوم مصر بدعوة حركة فتح وحركة حماس لاستكمال النقاش في القضايا الاخرى، وهذا الامر سيكون مطروحاً على الطاولة وعند الاتفاق على كامل القضايا ستقوم مصر بدعوة كافة الفصائل للنقاش برئاسة الرئيس ابو مازن من اجل نقاش التوجهات المستقبلية للشعب الفلسطيني والذاهب الى انتخابات، لانه لا لزوم الان بعد عشر سنوات من الانقسام عقد المجلس التشريعي الذي لم يكن له اي دور خلال السنوات العشر الاخيرة لذلك لا داعي لعقده، وبالتالي يجب استشارة كافة الفصائل ثم الاعلان عن موعد للانتخابات قريباً.

متى؟ في شهرين ثلاثة، سنة أو سنتين؟

اقول في الفترة القريبة ولا اعرف متى بالضبط، فهذا الامر يجب بحثه والاتفاق عليه مع كل الفصائل بعد اتمام المصالحة وبسط سيادة السلطة في غزة.

هل انتم متفائلون من هذا الاتفاق، خاصة وأنه كانت لديكم تجارب فاشلة خلال السنوات الاخيرة؟

المصالحة فشلت على الرغم من ان نحن كحركة فتح بذلنا جهدًا، واقول لك شيئاً لم يتم قوله من قبل، الرئيس حسني مبارك في نهاية عام 2010 تمنى على الرئيس ابو مازن عدم ايفاد ممثلين من فتح للتوقيع على المصالحة في القاهرة بسبب الضغط الاميركي، الا ان الرئيس ارسل الوفد، وقال للرئيس حسني مبارك إن الوفد غادر على متن الطائرة ولا استطيع اعادته وبالفعل وقعنا على اتفاق المصالحة على الرغم من كل الضغوط، ما اريد قوله إن المعادلة الاقليمية لم تكن تريد لهذه المصالحة ان تتم والفرق اليوم ان المعادلة تغيرت، فالارادة الفلسطينية تريد والاقليم يريد والمجتمع الدولي يريد وهذه وصفة النجاح..

واسرائيل هي ضمن الاقليم والمجتمع الدولي؟

بتقديري إن الاسرائيلي يغمض عينه عن المصالحة.

لا توجد لديّ معلومات ولكن بالمجمل الان هناك حالة احتقان كبيرة في غزة بسبب الفقر والبطالة فلا كهرباء ولا مياه ولا توجد حياة للناس هناك هذا الوضع ادى في شهر يناير 2008 لاجتياح وتسبب الاجتياح ان 700 الف فلسطيني نزحوا الى العريش عبر معبر رفح للاراضي المصرية ومصر لا تريد لهذا الاحتقان ان ينفجر لذلك الجواب المصري على ما يجري من احتقان هو المصالحة، واذا لم ينفجر الوضع بغزة في وجه المصريين فسينفجر في وجه اسرائيل، وبناءً عليه فاسرائيل ايضا لها مصلحة في هذا الامر. اذن هناك مصلحة فلسطينية مصلحة لفتح قيادة السلطة ومصلحة حمساوية، لان هناك قيادة جديدة تعيش تحت الضغط في قطاع غزة وللعرب هناك مصالح في الموضوع وللمجتمع الدولي هناك مصلحة. اذاً، مصلحة اسرائيل معروفة، ولكن الاوروبي الذي ينادي بحل الدولتين يعتقد انه لكي يصل لحل الدولتين يجب ان ينهي حالة الكيانات الثلاثة الضفة واسرائيل وحماس بغزة والبقاء مع كيانين: السلطة الفلسطينية في الضفة وغزة واسرائيل وهكذا سيكون الفلسطينيون جسما واحدا، واسرائيل ستكون جسما واحدا حتى نستطيع ان نتحاور. مثلا انا شاركت مع الرئيس ابو مازن باجتماعين مع الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما وأحد الاسئلة الدائمة للرئيس اوباما للرئيس ابو مازن كانت ماذا مع غزة؟ فكان يقول إن كان هناك اتفاق سياسي فهل ستستطيعون تنفيذه ايضًا في غزة ام لا؟ فبالتالي مصلحة الجهد السياسي ان يكون الجسم الفلسطيني واحدًا، وهذه المصلحة الدولية من المصالحة.

ولكن ماذا هو موقف الجناح العسكري لحماس، فهل يوافق على مثل هذا الاتفاق؟

الجناح العسكري يؤيد كل الخطوات التي قام بها يحيى السنوار. إن علاقته بهم ممتازة، وقام بتصويت، والنتيجة كانت بالاجماع، وكانت الموافقة من الجناح العسكري.

لا يهم، فهم وافقوا معه ويثقون به ومعلوماتنا ان الجناح العسكري وافق على خطوات القيادة بالاجماع، فنحن لا نريد ان يكون هناك كيان داخل كيان، لاننا نريد شرعية امنية واحدة وشرعية سياسية واحدة وشرعية اقتصادية واحدة، وان لا يكون رجلا امن على مربع واحد.

وأين محمد دحلان من هذه المصالحة، فقد تحدثوا عن تدريب لعناصره بغزة تمهيداً لاستلامها من قبله؟

بالمجمل العام، نحن اتفاقنا مع حماس، وحماس منقسمة بسبب العلاقة مع محمد دحلان، وما يهمنا بالدرجة الاولى وحدة وطنية فلسطينية شاملة مع الفصائل وليس مع افراد.

في حال المصالحة وعودة السلطة الفلسطينية الى غزة وللمعابر هل سيعود التنسيق الامني مع اسرائيل؟

بصراحة عودة التنسيق الامني لا علاقة له بالمصالحة، فهل يعقل ان تقوم السلطة بجهد التنسيق الامني بدون مردود سياسي؟ ومشكلة التنسيق الامني انه كان تنسيقًا امنيًا من جانب واحد دون أي مردود سياسي، وقلنا بصريح العبارة انه يجب ان يكون هناك مردود سياسي وغير ذلك فإن السلطة تصبح وكيل امن لاسرائيل وهذا لا يقبله أحد.

أين السعودية من هذه المصالحة؟

الرئيس أبو مازن في نيويورك أطلع الاخوة السعوديين على كامل تفاصيل المصالحة ونحن بصراحة نعول كثيرًا على الموقف السعودي وليس المالي فحسب، فالموقف السعودي تاريخي مع فلسطين منذ الخمسينات الى يومنا هذا، ونحن نتقاطع مع الموقف السعودي في عدة قضايا فنتفق مع المملكة على حل الدولتين على اساس المبادرة العربية ونتفق ان المملكة السعودية هي الداعم الرئيسي للشرعية الفلسطينية ونحن معهم جزء من معسكر مكافحة الارهاب في المنطقة، ولم يحدث ان كان هناك أي تباين فلسطيني سعودي والمملكة كانت دائمًا حريصة على دعم نضال الشعب الفلسطيني ماليا وسياسيا وعلى الصعد كافة.

لكن انتم عملياً تعولون على الدور المصري في هذه المصالحة الان اكثر مما مضى؟

الدور المصري برأيي هو مهم ومفصلي في انجاز المصالحة.

اللافت وجود حماس مصري كبير للمصالحة والعلاقات بين الاسرائيليين والفلسطينيين ومن خلال كلمة الرئيس السيسي في الامم المتحدة ايضا يستشف ان هناك تحركات..هل هناك شيء جديد أو مبادرة جديدة؟

نحن نتقاطع مع القيادة المصرية في ثلاث قضايا رئيسية، اولا انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطين ثانيًا الحفاظ على الشرعية الفلسطينية وما يمثله ابو مازن وثالثا نحن معهم في مواجهة التطرف الديني وايضا حركة فتح هي شريك مصر في الاقليم وشركاء الاردن في فلسطين، فتح وشركاء السعودية في فلسطين، فتح وبالتالي برنامجنا السياسي غير متناقض بل متطابق مع الاخوة المصريين وواضح تمامًا ان الرؤى الاقليمية والدولية للمصالحة هي تمهيد لرؤى سياسية جديدة، فإن ارادت مصر ان تستعيد عافيتها ودورها كحاضن للحل فاهلا وسهلا ومرحبتين.

لكن اي حل سياسي يجب ان يلبي الحد الادنى من العدالة للشعب الفلسطيني اي انهاء الاحتلال واقامة الدولة وعاصمتها القدس وحل عادل لمسألة اللاجئين كما جاء في المبادرة العربية وهنا المسألة فإن اسرائيل تقرأها بالمقلوب فالمبادرة تتحدث عن انهاء احتلال ال 67 واقامة الدولة وعاصمتها القدس ثم تطبيع كامل مع الدول العربية الا ان اسرائيل تريد التطبيع قبل اي شيء وهذا لا يوافق عليه الفلسطينيون ولا المصريون ولا السعودية والا الاردن ولا كل العرب.

بالنسبة لخطاب الرئيس في الجمعية العمومية كان شيئًا وتفاؤله بعد لقائه بالرئيس الاميركي ترمب كان شيئًا آخر؟

ابو مازن كان مسرورًا جدا من لقائه بالرئيس ترمب وهو أخبرني بذلك.

لماذا؟ هل سمع منه شيئًا جديدًا؟

لان الرئيس ابو مازن أعاد تأكيد الثوابت الفلسطينية والرئيس ترمب مستمع جيد وعقله يقبل المنطق ولا توجد لديه مواقف مسبقة وهذه ميزة مهمة جدا فهو غير متشنج في موقف ما. اما الرئيس ابو مازن في خطابه فكان خطابا من رئيس لشعب مقهور، ولكن النبرة عالية ومفردات جديدة والشيء الاهم انه كان صريحًا اكثر من اللزوم، في تحميل الامم المتحدة مسؤولية ان قراراتها الدولية لم تنفذ والحديث مباشر عن السفير الاميركي بتل ابيب الذي يقول الاحتلال المزعوم، وهو يمثل دولة كبرى ولا يجوز له ذلك وثالثا انحى باللائمة على بريطانيا التي تتحمل كامل المسؤولية التاريخية على مأساة الشعب الفلسطيني ورسم ابو مازن في خطابه قضايا مفصلية انه لا يمكن استمرار الوضع الراهن وموقفنا مع حل الدولتين وان لم تريدوا حل الدولتين فأمامكم احد الخيارين اما العودة لاحتلال المدن والمناطق الفلسطينية وما يترتب عن ذلك من مسؤوليات او حل منحنى جديد من الصراع وهو كل شخص صوت واحد، أي منزلق الدولة الواحدة، فاسرائيل لا تريد حل الدولتين وهي تدمر امكانيات اقامة دولة فلسطينية من تهويد القدس للسيطرة على غور الاردن الذي يشكل 28 % من مساحة الضفة وجعل منطقة سيC خزانا للمستعمرات والمستوطنات ونحن نخسر سنويًا اكثر من 4 مليارات لان اسرائيل تمنعنا من الاستثمار هناك وايضا حصار غزة هو تدمير لمقومات واعمدة الدولة.

حكومة اسرائيل الحالية لا تريد حل الدولتين ولا تريد حل الدولة الواحدة، لان ذلك يلغي مسألة يهودية اسرائيل؟

حكومة اسرائيل الحالية حتى الامر الواقع لا تريده، لانه متدهور بكل المقاييس، لان الاستيطان يستمر ونتانياهو يريد اللا حل مثل اسحاق شامير الذي قال بعد مؤتمر مدريد انه سيتركهم يتحدثون لعشر سنوات، ونحن الان نتكلم منتذ 26 سنة ولا حل، ونحن نريد حلاً وان لم يرد فإن الامور ستصبح هكذا: في العام 2016 في فلسطين التاريخية هناك ستة ونصف مليون يهودي، والفلسطينيون العرب في فلسطين التاريخية غزة والضفة والداخل ستة ونصف مليون أي 50% وبالتوالد الطبيعي نسبة التوالد عند الفلسطينيين 3،8% وعند اليهود داخل الخط الاخضر 2،1% وعند المستوطنين 3،1% وبكل حساب لهذه النسب نحن الفلسطينيين سنصبح في 2020 52% وهذا ما لا يريده نتانياهو ولا الاسرائيليون، لان اللاحل الذي يريده نتانياهو سيفرض عليه أن اقلية يهودية ستحكم أكثرية فلسطينية وهذا هو الابرتهايد.

من جهة اخرى، نحن نلمس أن هناك تفاؤلاً لحل من أقوال ترمب والرئيس المصري والرئيس عباس والملك الاردني؟

هذا التفاؤل الدولي ممكن أن يبدده نتانياهو بلحظة واحدة ومن جهة اخرى هناك عجز اميركي عن الضغط على اسرائيل للحل، لاننا نحن الوحيدين، المستفيدون من الحل، الحل الذي يضمن حقنا في الدولة والمواطنة لعرب 48.

نتانياهو سيقول لترمب انه اذا ذهب لحل فان حكومته ستتفكك؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل