تركيا تصعد من ضغطها على كردستان العراق بعد استفتاء الانفصال
واصلت تركيا الضغط على إقليم كردستان العراق، وذلك بالتزامن مع الاستفتاء الذي يجري اليوم (الاثنين 25 سبتمبر/ أيلول 2017) في الإقليم والمناطق التي يسيطر عليها بشأن الانفصال عن العراق. وأكدت الخارجية التركية اليوم أنها لن تعترف بنتائج استفتاء أكراد العراق، وستعتبرها "باطلة ولاغية"، كما أنها خطوة "تفتقر إلى أي أساس قانوني في القوانين الدولية والدستور العراقي".
وأعلنت الوزارة أنها وسعت نطاق تحذير السفر بخصوص مدن العراق، ليشمل دهوك وأربيل والسليمانية الخاضعة لسيطرة الإقليم الكردي شمالي البلاد. وأشارت الوزارة إلى أن "استفتاء الانفصال الذي تجريه إدارة الإقليم اليوم، يحمل مخاطر من شأنها أن تمهد الطريق لحالة غموض وتحديات أمنية ونزاعات جديدة... ومن المحتمل أن تستغل مجموعات متطرفة ومنظمات إرهابية، حالة عدم الاستقرار التي سيسببها الاستفتاء لاستهداف مصالح بلادنا في العراق وفي الإقليم المذكور".
من جهته، صرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن بلاده تعتزم إقامة علاقات أوثق مع الحكومة المركزية العراقية بعد استفتاء الأكراد. وتابع بأن الرئيس رجب طيب أردوغان سيبحث مع طهران ردّ البلدين عندما يزور إيران الأسبوع المقبل مع رئيس الأركان التركي.
وجاءت تصريحات يلدريم في مقابلة بثتها عدة قنوات تلفزيونية تركية بعد أن تحدث أردوغان هاتفيا أمس الأحد مع نظيره الإيراني حسن روحاني وأبدى قلقه من أن يسبب الاستفتاء فوضى إقليمية. ومن المقرر أن يزور أردوغان إيران في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول القادم.
ح.ز/ س.ك (د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
وقعت الحكومة العراقية مع الاكراد اتفاقيات سلام عدة، إحداها بين الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف الظاهر في الصورة والزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني - يسار الصورة- بعد سلسلة من الثورات. الاتفاقية منحت للأكراد حكما ذاتيا واعترفت باللغة الكردية كلغة رسمية.
تأزمت العلاقة بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد مطالبة الملا مصطفي برزاني بالحصول على آبار نفط كركوك والأكراد ينادون بثورة جديدة.
جلال طالباني أعلن من دمشق عن تأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بما مثل انشقاقا جوهريا تاريخيا وخروجا عن سلطة الملا مصطفى برزاني الذي يعده الاكراد زعيما تاريخيا.
جلال طالباني (يسار) ومسعود برزاني (يمين)، نجل مصطفي برزاني، يعلنان عن تأسيس الجبهة الكردستانية، التي تعرضت فيما بعد الى هزات عنيفة وشهدت حربا بين الزعيمين وحزبيهما.
قوات كردية بقيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بدأت انتفاضة ضد الحكومة العراقية إثر غزو الكويت وهزيمة القوات العراقية فيها. لكن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين أخمدها بالقوة لينزح على إثرها أكثر من مليون كردي الى دول الجوار.
عُقدت انتخابات برلمانية في أربيل عاصمة الاقليم ضمن منطقة الحماية الجوية الدولية شمال خط العرض 36 ، حصل فيها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على 49.2 بالمئة من الاصوات فيما حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 50.8 بالمئة ليتقاسما مقاعد البرلمان ويشكلا حكومة جديدة.
اشتباكات بين قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني تمتد الى حرب أهلية شاملة انتهت باتفاق سلام وقع في واشنطن عام 1998.
بعد اسقاط نظام صدام حسين عام 2003 ، شهد الأكراد ولادة إقليم كردستان العراق بقوات مسلحة وشرطة وبعلم ودستور ونشيد قومي وحكومة وبرلمان مستقلة عن الحكومة المركزية في بغداد. كما انتخب مسعود برزاني رئيسا للإقليم وجلال طالباني رئيسا لجمهورية العراق.
بدأ الإقليم في تصدير النفط الخام إلى الخارج بمعدل 90 إلى 100 ألف برميل يوميا، ليصل إلى 600 ألف برميل يوميا في 2017. وسبب هذا خلافات حادة مع الحكومة المركزية ومع دول الجوار.
Comments