«إيمان عبد العاطي».. رحلة بنت الإسكندرية من «السمنة» إلى الموت

انتابت حالة من الصدمة، مواطني الإسكندرية، عقب نبأ وفاة أسمن فتاة في العالم، إيمان عبد العاطي، عن عمر يناهز الـ 36 عامًا، وذلك في الوقت الذي كان ينتظر الجميع عودتها إلى مصر، بعد ما تم تداوله من أخبار وصور عن تمثالها للشفاء، وفقدانها لكثير من وزنها في وقت وصفه الأطباء بالقياسي.

مأساة "إيمان" الذي كُتب السطر الأخير فيها اليوم بإعلان وفاتها، بدأت منذ ولادتها مصابة بمرض نادر في الغدد يمنع جسدها من حرق السعرات الحرارية، مما أدى لتراكم الدهون حتى تخطى وزنها النصف طن.

وخلال العامين الأخيرين أصيبت الفتاة بالكثير من الأمراض الناتجة عن الوزن الزائد، بداية من أمراض القلب، وتراكم المياه في الجسم وأيضًا فقدانها القدرة على المشي والحركة بشكل تام.

وبعد محاولات كثيرة تمكنت أسرة الفتاة العام الماضي من الحصول على فرصة لعلاجها بالهند، حيث تم إخراج إيمان وقتها من منزلها بواسطة معدات نقل ثقيلة، وتم تجهيز طائرة شحن من خلال شركة "مصر للطيران" لتنقلها من مطار برج العرب الدولي إلى المستشفى في الهند.

ورغم الأخبار المتداولة وقتها عن تحسن حالة إيمان، إلا أن رحلة العلاج بالهند لم تستمر سوى 3 أشهر، وانتهت بتبادل الاتهامات بين أسرتها وأطباء الهند.

واتهمت شيماء عبد العاطي، شقيقة الفتاة الطبيب الهندي المعالج لشقيقتها بالنصب عليهم منذ نقلها خارج مصر، باستغلال حالتها لتسليط أضواء الشهرة عليه، وحملته مسؤولية تدهور حالة شقيقتها.

وقالت"عبد العاطى" إن شقيقتها لم تفقد سوى 60 كيلو جرام فقط من وزنها منذ وصولهم الهند وتعانى من مشكلات صحية عديدة بسبب الإهمال، وهو ما نفاه مسؤولو المستشفى، واتهموا شيقتقها بالتشهير بهم.

وغادرت الفتاة الأسمن في العالم الهند على ناقلة أعدت خصيصًا لها في إيطاليا حتى تضمن سلامتها، قبل أن تنقل على متن طائرة مصرية يرافقها فريق طبي كامل إلى مستشفى "برجيل"، برفقة شقيقتها شيماء، حيث بدأت رحلة علاج جديدة في الإمارات.

وبعد أشهر قليلة من نقلها لمستشفى برجيل، أعلنت شقيقة إيمان، تحسن كبير في حالتها، مؤكدة أن الوزن الزائد لم يكن المشكلة الوحيدة التي تعاني منها شقيقتها عندما نقلت من الهند للإمارات.

وأوضحت"عبد العاطى" أن شقيقتها بدأت في تحريك أطرافها بعد جلسات علاج طبيعي، وتناول طعامها بطريقة طبيعية بعد إزالة الأنبوب الذي كانت تعتمد عليه كوسيلة للتغذية، فضلا عن خضوعها لجلسات تخاطب وتدريب على الكلام لتأثرها بجلطة قديمة.

وحول خطة علاجها، أضافت أن شقيقتها ستخضع لعمليات شفط دهون لتقليل الوزن وعلاج تشوهات العظام التى نتجت عن عدم سيرها منذ سنوات، بالإضافة إلى تغيير أحد الصمامات فى القلب.

ومع الأنباء المتداولة حول تحسن صحة إيمان قامت إدارة المستشفى بترتيب رحلة للفتاة تجولت من خلال على مقعد مخصص على كورنيش إمارة أبو ظبي، وتناولت الأيس كريم بناء على رغبتها.

وفي 11 من الشهر الجاري، نشرت شقيقة إيمان صورة على صفحتها الشخصية بـ "فيسبوك" لشقيقتها أثناء الاحتفال بعيد ميلادها داخل المستشفى بأبو ظبي بدولة الإمارات، وتظهر مشاركة الفريق الطبي المعالج لها في الاحتفال بعيد ميلادها وتقطيع "التورتة".

وانتهت اليوم مأساة الفتاة، بعد ان أعلنت إدارة مستشفى برجيل وفاة إيمان نتيجة لصدمة إنسانية مع اختلال وظائف أعضاء الجسم بما في ذلك الفشل الكلوي - وفقا لبيان المستشفى.

وأوضحت المستشفى أن إيمان، كانت تحت إشراف فريق طبي يضم أكثر من 20 طبيبًا من مختلف التخصصات، تمكنوا من تحسين حالتها الصحية ولكنها استسلمت لحربها ضد مرض السمنة ولفظت أنفاسها الأخيرة.