المحتوى الرئيسى

ساعات على انفصال كردستان العراق.. ومخاوف من مستقبل المنطقة

09/25 14:11

ساعات قليلة تفصلنا عن مصير لا يعلمه أحد لدولة العراق، التي لا تزال تعاني من آثار الغزو الأمريكي، إلى جانب انتشار عناصر تنظيم داعش داخل أراضيها.

في صباح الغد، يتوجه الأكراد في العراق إلى صناديق الاقتراع من أجل لحظة طال انتظارها بالنسبة إليها، وتتعلق بالاستفتاء على قرار الانفصال لإقليم كردستان العراق عن دولة العراق بشكل رسمي، وذلك بالرغم من أنه يتمتع بحكم ذاتي في الوقت الحالي.

وشملت الساعات القليلة الماضية تصعيدات كبيرة على المستوى الداخلي والخارجي من جانب بعض الدول وعلى رأسها تركيا وإيران، اللتان تعارضان الانفصال عن العراق تخوفا من مطالبات بانفصال شبيه من الأكراد داخل أراضيها، إلى جانب رفض واضح من الحكومة العراقية لإجراء استفتاء الانفصال خشية من تفتيت العراق وإضعافه في مواجهة داعش.

يأتي ذلك في الوقت الذي يصر فيه أالاكراد وعلى رأسهم الرئيس مسعود بارزاني، الذي أكد خلال مؤتمر صحفي، اليوم، أنهم ماضون في طريقهم نحو الانفصال، ولن ترهبهم الدعوات المعارضة والتهديدات التي أطلقتها بعض الدول.

وقال بارزاني، في تصريحاته خلال المؤتمر، إن الشراكة مع بغداد فشلت، ولم يعد من الممكن أن تستمر، وأنهم سيمضون قدما نحو الانفصال وتشكيل دولة كردية خاصة بهم.

وأشار رئيس إقليم كردستان العراق، المنتهية ولايته، إلى أنهم لن يعودوا إلى شراكة وصفها بـ «الفاشلة» مع بغداد مرة أخرى، خاصة بعد أن أصبح العراق دولة طائفية بعيدة كل البعد عن الديمقراطية والمدنية، وهي الدولة التي أرادوا الوصول لها بعد التخلص من نظام صدام حسين، وإقرار الدستور العراقي في عام 2005.

وصرح بارزاني، بأن استفتاء الانفصال الذي يجرى غدا الاثنين، سيكون الخطوة الأولى نحو دولة كردية مستقلة لها حقوق وسيادة واعتراف على الصعيد الدولي، لافتا إلى أن الاستفتاء على الانفصال لا يهدف فقط إلى ترسيم الحدود أو فرض الأمر الواقع، حيث أن المفاوضات مع بغداد لن تتوقف لحل المشكلات بينهما.

ودعا الأكراد إلى التصويت والمشاركة في الاستفتاء بقوة، رافضا مخاوف إيران وتركيا، من أن الاستفتاء سيزعزع استقرار المنطقة، كما تعهد باحترام القوانين الخاصة بالحدود الدولية وبعدم السعي لإعادة رسم حدود جديدة للإقليم.

وتمثل محافظة كركوك وعدد من المناطق في محافظتي نينوى وديالي، مناطق متنازع عليها بين إقليم كردستان العراق والحكومة العراقية المركزية.

وعلى الجانب الآخر، رفض رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، موقف الرئيس مسعود بارزاني، منوها لى أن الحكومة العراقية المركزية في بغداد لن تتعامل مع الاستفتاء ولن تعترف بالنتائج التي سيخلص إليها، متعهدا باتخاذ اللازم من الإجراءات لحماية أمن البلاد.

وخاطب العبادي، الشعب العراقي، قائلا: "التفرد بقرار يمس وحدة العراق وأمنه ويؤثر على كل مواطنيه وعلى أمن المنطقة مخالف للدستور وللتعايش السلمي بين المواطنين، ولن يتم التعامل معه ولا مع نتائجه".

كما هددت كل من تركيا وإيران إلى جانب العراق، في بيان ثلاثي مشترك، باتخاذ إجرائءات معارضة "لم تذكرها" بحق إقليم كردستان العراق حال المضي قدما في إجراء الاستفتاء في صباح الغد.

وبحسب البيان الثلاثي المشترك، شددت الدول الموقعة عليه، على مدى التزامها الكامل بوحدة العراق وسلامة أراضيه ومعارضتها التامة للاستفتاء.

وتعقيبا على الأمر، قالت الدكتورة خالدة خليل، مستشارة رئيس برلمان كردستان العراق، إنه لا توجد أي نية لديهم نحو تأجيل الاستفتاء على النفاصال عن دولة العراق، وكل ما يدور من معلومات بهذا الشان ليس له أي أساس من الصحة.

وأضافت لـ"الدستور"، أنه توجد دعوات لتأجيل الاستفتاء، لكنها لم تقدم حتى الآن بديلا أفضل من الاستفتاء، كما أن القرار للشعب الكردي وحده في مطالبته بحقه المشروع في أن ينال استقلاله بعد قرون عدة من النضال والتهميش والإبادات، وإن لم يكن هناك تحديد لسقف زمني للاستفتاء وموقف جدي من الدول فلا يمكن أن يكون هناك حديث عن التأجيل.

وتابعت: "القرار للشعب الكردي وليس متعلقا بشخص أو حزب، كما أنه توجد هناك اللجنة العليا للاستفتاء وتعتمد على صوت الشعب في مثل هذا القرار المصيري، وحتى هذه اللحظة فإنهم ماضون نحو الاستفتاء من أجل تحقيق حلم كل كردي على هذه الأرض في أن يكون له رقعة جغرافية تضم أحلامه وطموحاته وأمانيه".

وزادت: "العراق مفتت بالفعل منذ أن تولت الأحزاب الدينية الحكم في العراق، وبدلا من جعل البلد ديمقراطيا فدراليا فإنه تحول إلى الطائفيات وهذا ما جعله مقسمًا، فضلا عن عدم التزامهم بالدستور وعدم تطبيق بنوده وهذا كله كان سببا رئيسيا وعاملا في دفع الإقليم إلى أن يحدد مصيره، إذ أن الشراكة الحقيقية لم تكن موجودة".

عقد المجلس التنفيذي لمحافظة بورسعيد، اليوم الإثنين، اجتماعًا برئاسة اللواء عادل الغضبان محافظ الإقليم، بحضور السكرتير العام للمحافظة المهندس كامل أبوزهرة ومساعد مدير الأمن ورؤساء الأحياء، ومديري ...

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل