المحتوى الرئيسى

هجمة مرتدة.. «الإخوان» تتفنن في تنفيذ جرائم الإرهاب بعد وفاة قادتهم

09/24 11:24

"لا سلمية بعد اليوم".. و"بنحذرك يا سيسى.. هنفجر مصر"، و"أرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها"، و"اللى هيرش مرسى بالمياه هنرشه بالدم"، و"سنسحقهم.. سنسحقهم".. جميع تلك العبارات كانت تهديدات علنية وصريحة من جماعة الإخوان المسلمين وأتباعها، وفى كل مرة يتوعدون فيها كانوا ينفذون تهديداتهم بعمل إرهابي خسيس يستنزف دماء رجال الجيش والشرطة والقضاء أو الأقباط، حتى إنهم أعلنوا صراحة أن الإرهاب فى سيناء لن يتوقف إلا بتحقيق حلمهم الخيالي بعودة المعزول محمد مرسي للحكم.

وهى التهديدات التى ما زالت مستمرة وتجددت أمس فى بيان منسوب لتلك الجماعة الإرهابية، تعقيبا على وفاة الدكتور مهدي عاكف، المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، عن عمر يناهز الـ90 عامًا، داخل مستشفى قصر العيني الفرنساوي بعد صراع طويل مع المرض. 

أصدرت جماعة الإخوان الإرهابية بيانًا على لسان المتحدث الرسمي باسمها، أحمد سيف الدين، أمس الجمعة، اعتبرت فيه وفاة زعيمها السابق، محمد مهدي عاكف، بمثابة "عملية قتل ممنهج"، وقال البيان: "تتقدم جماعة الإخوان المسلمين بالعزاء للأمة الإسلامية في فقيدها، وشهيد الدعوة الإسلامية، فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، والذي استشهد مصارعا للمرض وهو يناهز الـ90 عاما، فلقي ربه صامدا ثابتا رافضا طلب العفو من الطغاة".

وتابع البيان: "تحمل جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية الكاملة عن وفاة فضيلة الأستاذ عاكف للسلطة التي أصرت على حبسه والتنكيل به رغم مرضه وتقدم عمره، فتعمدت قتله، فهو الشيخ الجليل الصامد ضد الطغيان، وسيظل القصاص من الطغاة له ولكافة الشهداء عهدًا في أعناقنا حتى نلقى الله".

ودعا البيان من سماهم بـ"أبناء الحركة الإسلامية، وكافة الأحرار لصلاة الغائب على الأستاذ -رحمه الله- في مصر وخارجها"، ووجه مكاتبها في الداخل والخارج "بتنظيم صلاة الغائب على فقيد الأمة الإسلامية"، حسب البيان.

وحوى البيان تهديدا صريحا ومعلنا بالإرهاب والانتقام لوفاة رجل فى عمر التسعين بسبب أمراض الشيخوخة، فقط لأنه كان محبوسا على ذمة قضايا إجرامية منسوبة للجماعة وقادتها وهو من بينهم، إذ اعتبر البيان سلطة الحكم طاغية، ودعا البيان إلى ما سماه "القصاص منها"، معتبرين وفاة "عاكف" ضربًا من الطغيان، الذى يتوعدون بالانتقام منه، مشددين على "أن ذلك عهد فى أعناقهم".

يتخذون الأحداث ذريعة لتبرير إرهابهم

فى ذلك السياق يوضح اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية سابقًا، أن الإرهابيين يتخذون من الأحداث ذريعة لتنفيذ أعمالهم ومخططاتهم الإجرامية، كوفاة أحد من قياداتهم، أو تنفيذ حكم الإعدام فى أحدهم، أوصدور حكم ضدهم، أو مقتل عناصر منهم فى مداهمات أمنية، مثلما حدث مع إرهابيي أرض اللواء وتم شن هجوم إرهابي عنيف على قوات الأمن بسيناء فى اليوم التالي مباشرة.

وقال "البسيونى" إن الظروف الأمنية فى الحالات المشار إليها تستدعي تحفز الأمن ومضاعفة نشاطه وتفعيل خطط الاستنفار واليقظة وتطويرها وفقا للمستجدات، بغض النظر عن صدور بيانات تهديد ووعيد من عدمه، قائلًا: "مش محتاجين بيان علشان الأمن يتحرك ويعمل استنفار" متابعًا: "هم فى كل الأحوال إرهابيين وغير مأمونين وعلينا اليقظة لأننا فى حرب دائمة مع الإرهاب".

ووصف الخبير الأمني بيان التهديد بأنه "خائب" وإن كان يدعو للتحريض إلا أنه يعبر عن الإفلاس والاستعطاف فى المقام الأول وليس التهديد من منطلق القدرة الإجرامية، موضحًا أن مثل تلك البيانات تستهدف الموتورين ومن وصفهم بمغسولي العقول، قائلًا: "إن كانوا أقنعوا شبابا بأن تفجير أنفسهم فى أبرياء عزل مسالمين سيؤدي لدخولهم الجنة، فطبيعى أن يحاولوناتصوير موت شيخ مسن على سرير العلاج بمستشفى على أنه جريمة تستدعي الانتقام".

تفجير انتقامي ردا على آخر مداهمة أمنية

ولجماعة الإخوان والكيانات الإرهابية المنبثقة عنها تاريخ طويل من العنف والإرهاب، نركز فى السطور التالية منه على أعمالهم الإجرامية عقب تهديدات، سواء لاستهداف عناصر منهم، أو حتى لوفاة أحد قادتهم بقضاء الله وقدره، بعيدًا عن تدخل أحد، وكان آخر تلك الوقائع الإجرامية الانتقامية، هجوم بئر العبد بالعريش خلال الشهر الجاري، انتقامًا لمقتل 10 إرهابيين فى مداهمات أمنية.

ففى 10 سبتمبر من الشهر الجاري، أعلنت وزارة الداخلية مقتل 10 عناصر إرهابية تكفيرية هاربين من شمال سيناء، فى شقتين بمنطقة أرض اللواء بالجيزة يتخذونهما وكرين للاختباء وعقد لقاءاتهم التنظيمية، والإعداد لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية بنطاق محافظات المنطقة المركزية.

وأوضحت الأجهزة الأمنية أنه تمت مداهمة الشقتين فى توقيت متزامن، وفوجئت القوات حال مداهمة الأولى بشارع مصنع الأسفنج من شارع الطريق الأبيض بإطلاق أعيرة نارية تجاهها، وإلقاء أحد العناصر عبوة متفجرة عليها إلا أنها انفجرت فيه، وتعاملت القوات مع تلك العناصر وأسفر ذلك عن مقتلهم جميعا وعددهم 8 أشخاص، بينما بادرت العناصر الموجودة في الشقة الثانية بشارع عبد العال إبراهيم من شارع عبده خليفة، بإطلاق أعيرة نارية تجاه القوات استمرت 4 ساعات، وأسفر التعامل معهم عن مقتل اثنين آخرين.

وفى اليوم التالي مباشرة 11 سبتمبر، استهدفت عناصر إرهابية رتلا أمنيا بطريق بئر العبد المؤدى إلى مدينة العريش بسيارة مفخخة كانت تسير عكس الاتجاه، وعقب الحادث هاجمت القوات دراجات نارية وسيارات ربع نقل قادمة من عمق الصحراء المتاخمة للطريق الدولي المزدوج، ما أسفر عن استشهاد 18 من رجال الشرطة والجيش بينهم ضابطان، وإصابة آخرين بينهم عميد وعريف شرطة.

وشهد الهجوم الإرهابي المزدوج تفجير عبوات ناسفة أعقبها هجوم بالأسلحة الآلية، وتمكنت القوات من ملاحقة العناصر الإرهابية منفذى الهجوم، مما أسفر عن مقتل ثلاثة إرهابيين من منفذى الهجوم.

اغتيال النائب العام بعد شهر من تهديد وفاة فريد إسماعيل 

فى 3 مايو لعام 2015، أعلنت جماعة الإخوان الإرهابية، أنها تعتزم ما يسمونه "القصاص" لوفاة القيادي الإخوانى فريد إسماعيل، وذلك باستهداف رجال الشرطة، رغم أن وفاة "فريد" الذى كان محبوسًا على ذمة قضايا إرهاب حينها، كانت طبيعية بسبب ظروف مرضه، إذ كان يعالج من تليف كبدى والتهاب فيروسى، وتوفى نتيجة إصابته بغيبوبة كبدية داخل المستشفى وليس بالسجن.  

وقال بيان تهديد حينها منسوب إلى محمد منتصر ‏المتحدث باسم جماعة الإخوان الإرهابية، عبر صفحة حزب "الحرية والعدالة" على "فيسبوك": "تؤكد جماعة الإخوان وجموع الثوار أن القصاص لروح المجاهد الدكتور فريد إسماعيل سيظل أمانة معلقة في رقاب كل أبناء الجماعة والثوار حتى نحقق القصاص الثوري العادل من كل قاتل مجرم، وسفاح خسيس".

وشهد شهر مايو لذلك العام 2015 ارتكاب 63 عملية إرهابية، وخلال شهرين تم تنفيذ 41 عملية إرهابية أخرى، وبلغ عدد العمليات 41 في أغسطس من ذلك العام، وفي سبتمبر وصل عدد العمليات 17 عملية إرهابية، وشهد الشهر الأخير من ذلك العام تنفيذ 12 عملية إرهابية.

وتضمنت العمليات الإرهابية المذكورة أعدادها استهداف خطوط الغاز، والبنية التحية، خاصة أبراج الكهرباء والضغط العالي، علاوة على استهداف شخصيات ومسؤولين كبار في الدولة، أبرزهم واقعة استشهاد النائب العام من خلال استهداف موكبه بسيارة مفخخة، فى شهر يونيو 2015، علاوة على شن هجمات على رجال الشرطة والجيش، وذلك وفق خريطة العمليات الإرهابية التى رصدها المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية.

تنفيذ تهديدات مقتل قائد الجناح المسلح للجماعة 

شهد شهر أكتوبر من العام الماضي، مقتل محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد وقائد الجناح المسلح للجماعة، وياسر شحاتة علي رجب، أحد أبرز الكوادر المؤثرة بالتنظيم، فى تبادل لإطلاق النيران مع الشرطة، خلال مداهمة شقة يختبئان بها بمنطقة المعراج بحي البساتين بالقاهرة، وهو ما تبعه إعلان مجموعة مسلحة تابعة للجماعة تسمي نفسها "لواء الثورة" تهديدات بالتوعد والانتقام.

وقالت تلك الجماعة حينها إنها ترفض تلقى العزاء إلا بعد "الثأر" -حسب تعبيرهم- متوعدين بتنفيذ أعمال إرهابية قالوا عنها فى بيانهم :"إننا لرادوها الصاع بعشرة.. وإنا لآتوكم بحول الله من فوقكم ومن أسفل منكم"، مشيرًا إلى أنهم يحتفظون بالتوقيت المناسب للرد، وتابع: "نقسم بالله غير حانثين أنها لن تمر وإن غدا لناظره قريب"، واعتبر البيان أن محمد كمال قد ألزم شباب الإخوان الحجة، و"لم يبق عذرا لقاعد"، حسب تعبيرهم، فى إشارة إلى جهود القيادى الإخوانى لتبنى تنفيذ عمليات عنف ضد أجهزة الدولة من خلال ما يسمى باللجان النوعية.

وتلا تهديد مجموعة "لواء الثورة" عقب مصرع كمال، هجوم إرهابي على نقطة تأمين بشمال سيناء، وذلك فى ذات الشهر 14 أكتوبر 2016، وأعلن المتحدث العسكرى، فى بيان له أنه قامت مجموعة مسلحة من العناصر الإرهابية بمهاجمة إحدى نقاط التأمين بشمال سيناء مستخدمة عربات الدفع الرباعى، وعلى الفور تم الاشتباك معهم وتمكنت عناصر القوات المسلحة من قتل 15 إرهابيا وإصابة عدد منهم، بينما أسفرت الاشتباكات عن استشهاد 12 وإصابة 6 من أبطال القوات المسلحة.

فى الوقت الذى كان لـ"لواء الثورة" يقوم بأعمال إرهابية سابقة لتلك الواقعة بشهرين، إذ أعلنت فى أغسطس 2016 مسئوليتها عن الهجوم المسلح ضد كمين العجيزى بالمنوفية الذى أسفر عن مصرع مخبر ومجند.

تنفيذ هجومين إرهابيين بعد حكم مذبحة كرداسة

فى 2 يوليو الماضي، أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها على المتهمين بارتكاب مذبحة مركز شرطة كرداسة، بإصدارها حكما بالإعدام بحق 20 من المتهمين، والسجن المؤبد لـ80، والسجن المشدد 15 عاما لـ35 متهما آخرين.

وبعد صدور الحكم بأيام تم شن عدة هجمات إرهابية، جاء أولاها بعد ثلاثة أيام من الحكم بالهجوم على محطة تحصيل رسوم خاصة بالسيارات، مما أسفر عن استشهاد ضابطين ومجند تابعين للقوات المسلحة، وفى اليوم التالي تم شن هجوم إرهابي على ارتكاز أمنى أعلى محور 26 يوليو بنطاق دائرة مركز كرداسة، مما أسفر عن إصابة مجند وقائد سيارة مدنى.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل