المحتوى الرئيسى

الفكهانى | المصري اليوم

09/24 05:38

تلقيت من الأستاذ باسل الحينى هذه القصة الطريفة:

غادر محمود منزله متخذاً طريقه إلى حيث أوقف سيارته الصغيرة. كعادته، ألقى التحية وهو سائر على أصحاب المحال الصغيرة التى كان يمر عليها. إلا أن الفكهانى استوقفه ثم قال له:

- إيه يا أستاذ محمود، الحاجّة والدتك بطَّلت تشترى من عندى ليه، ولا حتى بتدينى ريق حلو زى زمان؟!.

- مفيش حاجة يا معلم تلاقى حاجة شاغلاها بس.

- لأ فيه. أنا مش تايه عن الحاجّة. ورحمة أبوك يا شيخ تقول لى فيه إيه؟

شعر محمود ببعض الغضب الداخلى. كان عازفاً تماماً عن الانخراط فى هذا الحديث. تنهد بعمق ثم قال على مضض:

- بص يا معلم، إنت عارف إن والدتى ست كبيرة وليها طريقتها فى التفكير. هى إتغيرت من ناحيتك عشان حد قال لها إنك بتسبّ الدين.

اتسعت عينا الرجل وسارع بالإجابة:

- كلام إيه ده؟! كدب يا أستاذنا وشرفك.

- ماشى ده إيه، مش مصدقنى؟

- ما عنديش سبب يخلينى ما أصدقكش يا معلم.

- لا شكلك مش مصدق. طب والله العظيم، تلاتة بالله العظيم، وحياة النبى اللى زرته إن الكلام ده كدب.

- طبعاً يا معلم، إنت حلفت بالعظيم وهى أكيد ح تصدّق.

ثم أطرق المعلم كأنه يفكر، فهمّ محمود بإلقاء السلام للانصراف، إلا أن الرجل رفع رأسه إليه وقال بانفعال:

- إنما أنا نفسى أعرف ابن دين كلب مين اللى قال الكلام ده للحاجة؟

انفجر محمود ضاحكاً. إلا أنه بعد ثوانٍ توقف عن الضحك عندما وجد الرجل ينظر إليه نظرة عتاب، فهم منها أنه لم يقل ما قاله مزاحاً وتفكهاً. قال الفكهانى: عالم كدابة ما تعرفش ربنا.

لم يجد من الكلمات سوى أن يقول: سلام عليكم يا معلم.

- وعليكم السلام. وما تنساش الحاجة. أنا حلفت بالعظيم.

وفى هذه اللحظة ارتفع أذان المغرب من ميكروفون الزاوية الصغيرة التى تقع بالشارع، فسارع المعلم بالإمساك بذراعه قائلا: تعالى بقى صلّى معانا المغرب.

أجابه: عندى شغل يا معلم. بأصلّيه فى المكتب.

مزج المعلم بين نظرة عتاب أخرى وبين ابتسامة خفيفة وهو يقول: هو فيه زى الصلاة فى الجامع يا أستاذنا؟

انصرف الشاب وهو يضرب كفاً بكف من هذا الرجل الذى يحنث اليمين ويسب الدين ويجد أنه هو من يحتاج الهداية، بينما استدار المعلم وهو يضرب كفاً بكف أيضاً على حال شباب اليوم «اللى ما يعرفش ربنا». وجد الزبون يحمل أكياس الفاكهة بعد أن سدد ثمنها فحيّاه، ثم دخل إلى المحل فخاطب صبيّه قائلاً:

- إوعى ياض تكون إدّيت الزبون من وش القفص!

- إتنيل على عينك ما انت عملتها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل