دعوات لتعزيز التعاون الأفريقي - العربي لمواجهة تحدي الإرهاب والتنمية

بنشماش يتوسط المالكي وعمر سليمان في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر

"الدستورية" ترفض النظام الداخلي الجديد لمجلس النواب المغربي

اتحاد كتاب المغرب يعقد مؤتمره الـ 19 بنهاية نوفمبر المقبل

استنفار بالحاميات العسكرية والأمن لمواجهة الاعتداءات على الجيش المغربي

الانتحار يتزايد بشكل مخيف في المغرب

المغرب يرسل مساعدات الى بنغلاديش لمواجهة أزمة لاجئي الروهينغا

دراسة: مستقبل فرنسا في المغرب العربي لا في مشرقه

شباط عازم على الترشح  مجددًا لأمانة "الاستقلال" المغربي

دعا حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية بالبرلمان)، دعا مستشاري الدول الأفريقية والعربية إلى التعاون وتكثيف الجهود لتفعيل الشراكة والتعاون بين بلدانها من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتوطيد الديمقراطية في الأنظمة السياسية بالمنطقة.

إيلاف من الرباط: حث بنشماش، في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر العاشر لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، الذي انطلقت أشغاله صباح اليوم الأربعاء بالرباط، على "إطلاق ديناميات مشاريع التنمية البشرية والاجتماعية لتحقيق التنمية المستدامة لشعوب وبلدان المنطقة".

أضاف رئيس مجلس المستشارين المغربي أن العمل على تحقيق التنمية المستدامة ينبغي أن يسير في "تساوق مع تعزيز حقوق الإنسان وتوطيد مسارات دمقرطة نظمنا السياسية وتعزيز ديناميات مشاركة المواطنين في صناعة القرارات المرتبطة بحاضر ومستقبل بلداننا".

وأكد بنشماش على أن الانخراط الفعلي للبرلمانات في تحقيق التنمية المستدامة يتأتى من خلال العمل على "تأمين آليات التحمل الأفقي لأدوار التشريع والرقابة والإشراف على تعبئة الموارد وتخصيصها من خلال الميزانيات الوطنية إضافة إلى مهام التنفيذ عبر السهر على إشراك مختلف شرائح المجتمع في علمية صناعة القرار".

وأشار المتحدث نفسه إلى أن رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي "معنية بشكل خاص بتقوية روابط التعاون بين بلدان المنطقة وأداء دور أكثر فعالية وتأثيرًا في مضمار الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على أسباب التوتر والعنق والإسهام في استتباب الأمن والسلام".

زاد بنشماش مشددًا على أن موقع مجالس المستشارين والمجالس المماثلة من صناعة القرار الشامل وعلاقاتها مع السلط التنفيذية وهيئات الحكامة "تلقى على عاتقها مسؤولية تاريخية في رعاية المجهود الجماعي لتحقيق العدالة الاجتماعية أو الحدّ المعقول منها على الأقل، والارتقاء بالممارسة الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها".

بدوره، ألقى لحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى)، كلمة بالمناسبة شدد فيها على أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الشغل للشباب وجعل التربية والتعليم والتكوين أدوات لبناء الإنسان المساهم في البناء الاقتصادي والمؤسساتي، والادماج الاجتماعي، في أفريقيا والعالم العربي ما زالت "التّحدي الأبرز".

وقال المالكي إن أفريقيا والعالم العربي "يواجهان معًا (وإن بدرجات متفاوتة) الإرهاب والتشدد، الذي يتناسل ويتقوى في سياق عدم الاستقرار والنزاعات الداخلية". أضاف إنهما يواجهان "تبعات ضعف التنمية وعدم الاستقرار، والمتمثلة في الهجرات غير القانونية والنزوح الجماعي جراء الحروب أو الجفاف أو بحثًا عن الشغل والأمن الاقتصادي".

وأوضح رئيس مجلس النواب المغربي أن المجموعتين الأفريقية والعربية تتوفران على إمكانيات "هائلة وثروات ضخمة من مواد أولية أساسية وأراض خصبة (في أفريقيا)، وموارد بشرية شابة في حاجة إلى التكوين والإدماج والتشغيل"، معتبرًا أن هذه الإمكانيات ينبغي "تحويلها إلى ثروات، بإرادة سياسية، وعلى أساس التخطيط وتفضيل مصالح شعوب أفريقيا والعالم العربي وتفضيل التعاون بين المجموعتين".

مبرزًا أنه عندما تتوافر الإرادة السياسية، ويكون البناء على أساس "الثقة واستحضار المصالح المشتركة، يمكن تحقيق النجاح. وما من شك في أن الاتحاد الأفريقي يشكل اليوم الإطار القاري المناسب لتعزيز التعاون الأفريقي المتعدد الأطراف".

من جهته، قال عمر سليمان أدم ونيس، رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي، إن الرابطة "تعد النواة الحقيقية لتلاحم أفريقي عربي، يساعد دولنا على رعاية مصالحها الاقتصادية والاجتماعية والتنسيق معًا في القضايا السياسية واستشراف المستقبل".

أضاف سليمان، في كلمته بالجلسة الافتتاحية، أن واقع التكتلات السياسية والاقتصادية السائد في العالم يجعل من الصعب "أن تعيش الدول فرادى، وفي عزلة عن هذا النسيج لن نستطيع حماية ذاك الصانع أو الحرفي الصغير، ليصل بما لديه إلى مواجهة الشركات الضخمة، ولن نستطيع رعاية موروثاتنا الثقافية والاجتماعية في مواجهة الاستلاب الحضاري".

وزاد رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي، مؤكدًا أن "الكل يبحث عمّا لدينا، فلدينا تاريخ وعلاقات وتقارب في المفاهيم وموارد ضخمة لا ينقصها إلا أن تجتمع معًا لتشكل كيانًا لا يمكن تجاوزه".

ودعا المجالس إلى السعي وراء "تعزيز العلاقات في ما بيننا، وذلك عبر التواصل المستمر والزيارات المتبادلة والبرامج المشتركة وحث البلدان المتجاورة على تنشيط التبادل التجاري والاقتصادي وتذليل العقبات التي قد تواجه المانحين من أبنائنا لخلق اقتصاد حقيقي وصلب".

وطالب سليمان الدول الأفريقية والعربية بضرورة الاهتمام بـ"العلم والمعرفة والبحث وتوفير معاهد للبحث العلمي والبحوث في شتى المجالات"، ودعا الرابطة إلى تأسيس لجنة متخصصة مهمتها "ممارسة البحث العلمي حول الأساليب والطرق المعاصرة لتطوير النهضة الاقتصادية وإدخال الوسائل العلمية والصناعية إلى مناهج الجامعات والمدارس الثانوية"، معربًا عن أمله في أن تستجيب الرابطة لهذا المقترح.

في السياق عينه، أكد عبد الواسع يوسف، أمين عام الرابطة أن "منطقتي أفريقيا والعالم العربي ترتبطان ارتباطًا وثيقًا بعلاقات وأواصر تاريخية ودينية واجتماعية، ويجمعهما مصير مشترك"، لافتًا إلى أن الرابطة تمثل "المنظمة الوحيدة على المستوى الحكومي التي تنضوي في إطارها هاتان المنطقتان"، مشددًا على أن هذا الأمر يكسبها "أهمية فريدة تستحق الدعم والتشجيع لتحقيق أهدافها النبيلة وغاياتها السامية".

وقال يوسف إن المجالس التشريعية بالبرلمان الأعضاء في الرابطة تشكل "جسرًا مهمًا للتعاون المتبادل في ما بينها على نحو يمكنها من تطوير إمكاناتها وتجاربها وقدراتها من أجل تحقيق رغبات شعوب أفريقيا والعالم العربي، في ما يتعلق بتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية".

وحث أمين عام رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي أعضاء الوفود المشاركة في المؤتمر على التعاون والعمل المشترك لجعل منطقتي إفريقيا والعالم العربي "مناطق آمنة ومزدهرة ينعم فيها الجميع بالعدالة والمساواة".

يذكر أن أشغال المؤتمر العاشر لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي، ستختتم يوم غد الخميس، حيث يرتقب أن يخرج المجتمعون بتوصيات وقرارات مهمة عدة، وينتظر أن محور اشتغال رئاسة الرابطة وأمانته العامة في المرحلة المقبلة، ستتولى فيها الرئاسة المغرب في شخص رئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماش.