المحتوى الرئيسى

كتالونيا وكردستان.. دولتان جديدتان في أسبوع واحد

09/23 15:09

يجري إقليم كردستان العراق الاثنين المقبل، استفتاء الاستقلال عن العراق، وبعدها بستة أيام من المقرر أن تجري الحكومة الإقليمية في إقليم كتالونيا استفتاء على استقلالها من إسبانيا.

ووسط الرفض الدولى لإجراء الاستفتاء في كلا البلدين، أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى تأكيد كارليس بويجديمونت رئيس الحكومة الإقليمية في كتالونيا، في مارس الماضي، أن المواطنين الكتلان يبحثون عن فرصة لتحديد مصيرهم كما فعل الاسكتلنديون من قبل.

وفي يونيو الماضي أكدت بيان سامي ممثلة حكومة كردستان العراق في واشنطن، أن استفتاء كردستان غير ملزم، وأنه يدور فقط حول اكتساب المزيد من القوة في المفاوضات مع الحكومة العراقية، ولكن لا يعني الاستقلال الكامل.

ومع اقتراب موعد الاستفتاء ازدادت الضغوطات بشكل مثير للقلق، حيث قامت الحكومة الإسبانية بمداهمة مكاتب الحكومة الإقليمية في كتالونيا، وحرزت ملايين من استمارات التصويت، وألقت القبض على 14 مسؤول كتلاني كبير.

وتسببت تلك الخطوة في اندلاع المظاهرات في العديد من المدن، من بينها مدينة برشلونة، العاصمة الساحلية للإقليم، والتي قام سكانها بقرع الأواني بشكل غاضب مع سدول الليل.

حتى نادي برشلونة الإسباني، الذي يعد مؤسسة عالمية، ومعقل فخر الثقافة الكتالونية، خاض في هذا النزاع، حيث أصدر بيانًا أكد فيه على حق كتالونيا لتحديد مصيرها.

وفي الوقت الذي أكد فيه المسؤولون الإقليميون أن عملية التصويت ستجري قدمًا، وأن إذا جاءت نتيجة التصويت لصالح "نعم" سيتم الإعلان مباشرة عن الإستقلال، ترى الحكومة الإسبانية أن الاستفتاء، والخطوات التي اتخذها السياسيون الكتلان الانفصاليون غير قانونية.

حيث وافق برلمان كتالونيا في بداية الشهر الجاري على مشروع قانون بإجراء الاستفتاء، فيما استنكرت مدريد التصويت معتبرة إياه خرق للدستور والديمقراطية، كما أصدرت المحكمة الدستورية الإسبانية قرارًا ببطلان الاستفتاء.

وحذر رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، نظيره الكتلاني قائلًا "إذا كنتم تهتمون باستقرار معظم الكتلان، تخلوا عن هذا التصعيد المثير للتطرف والعصيان".

من جانبه قال بويجديمونت في بيان "إن أسبانيا عطلت الحكومة الكتالونية عن العمل، وأعلنت حالة الطوارئ بحكم الأمر الواقع".

وقال راؤول روميفا وزير خارجية كتالونيا للصحفيين في مدريد "إن المشكلة ليست في استقلال كتالونيا أو عدمه، المشكلة في وضع الديمقراطية في إسبانيا والاتحاد الأوروبي".

وكان كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي قد نحوا أنفسهم بعيدا عن مطالب إقليم كتالونيا، وإنه في حالة استقلال الإقليم، فليس من المؤكد أنه سينضم للاتحاد.

وأشارت الصحيفة أن الإقليم لن يخسر الكثير وحده، فالإقليم الذي يمثل 16% من إجمالي سكان إسبانيا، وفقًا لموقع "بوليتيكو" يمثل خمس الناتج الاقتصادي الإسباني، وربع صادرات الدولة الأوروبية، كما ضمت المدينة أكثر من نصف الشركات الناشئة التي بدأت في 2016.

هذا يشير إلى فكرة التخلي عن القوة الاقتصادية التي يملكها إقليم كتالونيا قد تكون مخيفة بقدر أحكام الحبس التي تواجه مسؤولي كتالونيا.

وجاء هذا المأزق العميق نتيجة لأشهر من المناورات السياسية، حيث يقول الناقدون للانفصاليين الكتلان إنهم سحقوا خصومهم المحليين من أجل مواجهة درامية مع مدريد.

فيما يقول منتقدي إسبانيا، إنهم الحكومة هي التي سمحت بالوصول لتلك النقطة، بعد رفضها التواصل مع الانفصاليين، الذين وصلوا للسلطة بعد انتخابات محلية، وأدعوا الحصول على تفويض شعبي، والذين طالبوا مدريد لسنوات لأخذ تطلعات الإقليم في الاعتبار.

وأضافت "واشنطن بوست" أن التوتر يتزايد في إقليم كردستان العراق قبل الاستفتاء المقرر إجراؤه الإثنين القادم، وعلى الرغم من القبول الذي تحظى به حكومة الإقليم في الغرب، إلا أنها وجدت نفسها وحيدة في الرهان على الإستقلال.

وعلى غرار نظيرتها في إسبانيا، قررت المحكمة الدستورية العراقية، تعطيل إقامة الاستفتاء، بعد أن أعلن البرلمان العراقي أن الاستفتاء غير دستوري.

وأضافت الصحيفة "أن هذا كان متوقع، إلا أن أكراد العراق لم يحصلوا على الكثير من التعاطف بين جيرانهم"، فكلا من إيران وتركيا، حيث توجد أقليات كردية كبيرة نسبيًا، عبرا عن رفضهما لإجراء الاستفتاء على مدار الأسابيع الأخيرة.

كما أشار المسؤولون الأمريكيون على حكومة إقليم كردستان، إن الوقت غير مناسب للاستقلال، وذلك حتى تنتهي الحرب ضد تنظيم داعش، حيث أصدر البيت الأبيض بيانًا الأسبوع الماضي، وصف فيه الإستفتاء بـ"الاستفزازي والمزعز للاستقرار".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل