نصف أم ونصف ملاكِمة.. "نور" مدربة الـ"كيك بوكس": حضرت التمرين بالرضعة

بخُطى واثقة تسير على حَلبة النِزال نحو خِصمها لتُحكم قَبضتها وتُلكمها لكمة تطرحها أرضًا بعدها، لتستدير وتمضي دون أن تعبأ بتلك الفتاة التي أودعها الحظ ضحية لتلك البطلة الشرسة، دون رحمة أو تهاون.

"اللعبة مفيهاش مجال للرحمة.. تقطيع رقاب" قالتها نور الصاوي لاعبة الـ"كيك بوكس"، تلك اللعبة التي يُعرف عنها الشراسة والعنف المفرط، إذ يُسمح فيها بالضرب المبرح باليد والقدم "اللعبة خلتني مخافش من أى حاجة في حياتي".

مارست "الصاوي" صاحبة الـ26 عامًا المُلاكمة في البداية مُحققة بطولة الجمهورية للنساء، قبل أن تلتحق بلعبة الـ"كيك بوكس"، لتُغير جلدها وتصبح أكثر عنفًا "حققت مركز تاني في بطولة العالم للكيك بوكسينج"، وأكملت "من ساعتها قولت إن حياتي كلها بقت كيك بوكس.. بس".

ومسار حياة نور انقلب رأسًا على عقب، بعد أن ظهر فيها زوجها إبراهيم الصاوي بطل الـ"كيك بوكس"، لتتزوجه وتنجب منه بعد مرور عامين طفلتها الأولى، الأمر الذي حول تلك الوحش الشرس إلى شخص ذو قلب ملائكي "بنتي بينت الأم اللي كانت مستخبية جوايا، وخلت قلبي يبقي حنين من تاني".

كانت "حور" الطفلة الأولى لنور "وش السعد" بعد أن حصلت على مراكز متقدمة في البطولات التي شاركت فيها بعد ولادتها، قبل أن تقرر أن تأتي بـ"حمزة" طفلها الثاني "ده بقى حتة من قلبي" وأضافت مازحة "العيال دول علموني أخاف الله يسامحهم".

ووسط مجموعة من الأطفال تجدها منهمكة في تدريبهم وتعليمهم أصول الـ"كيك بوكس"، وجدت نور ضالتها في التدريب بعد انشغالها بتربية أطفالها "عايزة أطلع جيل قوي مبيخافش"، مضيفة أن الرياضة تخلق شخصية قوية للطفل.

"فضلت أمرن لحد ما بقى عندي فريق كبير" وَثَق الأهالي في مدربة أبنائهم "نور" بعد أن لاحظوا علاقة الحب بينها والأطفال والتي جعلت منهم أطفال قادرين على حماية أنفسهم، "دخلت بفريقي بطولات وخدت جوايز كتير" وهو الأمر الذي أشعر نور بالفخر وكلل مجهودها الذي بذلته في تدريب الأطفال.

التنسيق بين التدريب وتربية الأطفال والاهتمام بالزوج أمر غير سهل بالمرة، وهو ما سعت نور لتحقيقه بشتى الطرق، وتتذكر "الصاوي" مواقف طريفة تخطت بها عائق الجمع بين الأمومة والتدريب "حمزة كان تعبان وبيعيط في مرة وأنا عندي تمرين والأطفال مستنيني.. ملقتش حل غير اني أخده معايا، وأجيب معايا الرضعة بتاعته في التمرين وارضعه في كل فترة راحة.. الناس كانت بتضحك كل ماتشوفني بديله رضعته".

وتحلم مُدربة الـ"كيك بوكس" بأن يكون لها مركز تدريب بإمكانيات أعلى لتمكينها من استيعاب كم أكبر من المتدربين "عايزة أكون أفضل مدربة كيك بوكس في مصر".