المحتوى الرئيسى

كيف تنتشر أوهام الزعامة؟ | المصري اليوم

09/22 04:01

تُسيطر فكرة الزعيم والزعامة على الكثير من الدراويش في الشرق «الحزين»، فنعتقد في زعامة شخص ما ونصدق كل ما يقول دون فحص أو تمحيص. وينفعل البعض حين يهِم البعض بتفنيد أعمال سياسي ما ماضِ أو معاصر ونعتبر هذا فعل جائر ظالم وغير وطني.

وحقيقة الأمر أنه لا يوجد بين البشر من يُصيب دائماً، ففي الأمور البشرية، أمور الحياة من اقتصاد أو سياسة أو سلوك بشري توجد معايير حاكمة يخضع لها الجميع حسب السياق، ولكننا في الشرق «الحزين» نحاول دائماً نزع السياق والتهرب من الديمقراطية وخلق وهم فكرة الزعيم المُلهَم والمُلهِم، القادر على تغيير الواقع بحكمته ووعيه في كافة أمور الحياة.

وحقيقة الأمر أن فكرة الزعيم تنتشر مع انتشار الخرافة والجهل، ولا تنتشر مع وجود العلم والتفكير النقدي، فحين يسود التفكير العلمي يصبح رئيس الدولة أو رئيس الوزراء أو رجل الدين مثله مثل كافة الناس ولا يجد الناس مشقة في تحليل ما يقوم به من أمور ونقدها إن ارادوا.

هاج وماج الكثير حين تحدث عمرو موسي عن أخطاء جمال عبدالناصر الكارثية ومن أبرزها هزيمة 1967. وتكمُن الإشكالية في مناقشة «وطنية ومصداقية ونُبل وزُهد عبدالناصر كرد على كارثة 1967. حين نناقش هزيمة 1967 من كافة المناحي العسكرية والسياسية والاقتصادية سوف نعرف مدى مسؤولية ناصر كسياسي في منصب رئيس الجمهورية وقد تكون الصفات التي يطلقها عليه مناصريه أو دراويشه صحيحة إلى حد ما ولكنها لا تتعلق من قريب أو بعيد بهزيمة عسكرية كاسحة سبقها وتخللها كذب واضح وجلي من القيادة السياسية والعسكرية على جموع شعب صدق الكثير منهم ناصر وقدروا ما اعتقدوا أنها "وطنية".

البعض لا يفصل بين فكرة الوطنية وفكرة الدور الوظيفي لرئيس الجمهورية. فحب الرئيس لوطنه لا يجعل منه رئيساً جيداً أو سيئاً. الأداء الوظيفي يتأثر فقط بالقدرة، والقدرة تعتمد على المستوى المعرفي والمهاري وليس العاطفي.

التقدم الحقيقي للشعوب يحدث حين يتطور الفرد عقلياً ويصبح قادراً على تحديد المسارات التي تجعل لحياته قيمة ما، وسوف نتقدم حين نُكسر أصنام مثل تقديس فرد ما مثل عبدالناصر أو السادات أو غيرهما.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل