رسالتان: نفس الموضوع | المصري اليوم

تحت عنوان المستثمر أين يحط رحاله؟ أعترف بأنك أهديتنا تذكرة طبية قوامها خمسة أنواع من الدواء. وأخذت تشرح لنا طبيعة كل دواء وكيف يقضى على الداء!

وهدفك الأوحد فى كل ما كتبته هو أن يحط المستثمر رحاله فى مصر بدلا من أن يجوب العالم لسنوات بحثا عن أرض أخرى!

ولقد شيدت لنا دعائم النجاح المأمول على خمسة أعمدة، هى:

الاستقرار- العمالة المدربة وتكلفتها- البنية التحتية- الضرائب- بيئة العمل.

فتلك هى العناصر الأساسية والبوصلة التى يتبعها أى مستثمر قبل أن يقرر أين يحط رحاله وأى مكان هو الأنسب له!

خطة رائعة واضحة متكاملة واقعية، ولكن ماذا تفعل عبقرية التخطيط مع موظف يعمل ساعة كل يوم، وتتألق عبقريته فى كيف يربط بين الإجازات الرسمية والاعتيادية والعرضية حتى يحصل فى النهاية على عشرة أيام إجازة!

ماذا نفعل مع مهندسى الأحياء الذين يحفرون الشارع ثلاث مرات، مرة للصرف الصحى وثانية للمياه وثالثة للكهرباء!

إن العناصر الخمسة التى وصفتها كفيلة بأن تجعل مصر ماليزيا أو كوريا الجنوبية خلال بضع سنوات، ولكن هذا لن يتحقق أبدا دون الحزم والعزم والثواب والعقاب والإحساس بالمساواة وعدم التفرقة.

عزيزى نيوتن.. أن نفترض أن كل مسؤول فى الدولة هو نيوتن أنا لست متشائما، ولكن عشت منذ عهد الملك فاروق وكنت صبيا صغيرا. وحتى الآن وقد تخطيت السبعين. وفى جميع هذه العصور كان العيب الأكبر ودائما هو نقص الإتقان وتهافت المثابرة وضعف الضمير.

بصراحة نحتاج ثورة أخلاقية يدفعها الإيمان ويقودها العلم ويدعمها الضمير ويحثها حب الوطن).

محمد السيد رجب- مدير عام سابق بالإسكندرية