يا وزير التربية.. اعقلها وتوكل | المصري اليوم

- إلى متى ستظل الثانوية العامة كارت إرهاب فى كل بيت.. وكثيراً ما يصاب الأولاد والبنات بحالة من الرعب والفزع.. الأب والأم يركزان على المجموع، لأنهما يعلمان أن نصف درجة تلعب دوراً فى مستقبل الولد أو البنت.. قد تغير مسار رغبته من طب إلى تجارة ومن بلد إلى بلد.. وكون أن يفجر الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، المفاجأة ويعلن عن نيته إلغاء الثانوية العامة معناه أن الرجل يحدث انقلاباً فى التعليم الثانوى.. صحيح أن هذا المقترح وجد ترحيباً من أولياء الأمور لأنه سينتزع حالة الخوف والرعب التى تنتاب الأسرة، إلى جانب أنه سيوفر عليهم ما كانوا يدفعونه فى الدروس الخصوصية.. فى الوقت نفسه يطالبون الوزير بأن يضع الضمانات التى لا تقترب من الثانوية العامة بمجرد مجىء وزير آخر للتربية والتعليم.. وهذا حق لهم.

- الشىء الذى أسعدنى فى المفاجأة التى أطلقها وزير التربية والتعليم أنه ضمن مجانية التعليم للجميع، وأعطى فرصة لحامل الثانوية العامة الالتحاق بالجامعة خلال خمس سنوات من حصوله على الثانوية العامة، يعنى أنه يستطيع أن يؤدى الخدمة العسكرية قبل التحاقه بالجامعة أو يعمل بالثانوية العامة ليحقق دخلاً قبل التحاقه بالجامعة.. من هنا لن يحدث التكالب على كليات القمة.

- الوزير الدكتور طارق شوقى، والذى نجح فى أن يضيف اسمه إلى أكبر موسوعة تاريخية بالثورة التعليمية نجح أيضاً فى جذب الطلاب إلى البحث العلمى، وسوف تصبح جميع تعاملات الطلاب مع الموسوعات العلمية من خلال الكمبيوتر.. معنى هذا الكلام أن الكتاب المدرسى لن تكون له أهمية، وهذا سوف يطلب إعادة تأهيل المدرسين فى كيفية استخدام الكمبيوتر وتجهيز الأبحاث العلمية لطلابهم.

- كلمة حق، إن الانقلاب الذى أحدثه الوزير الدكتور طارق شوقى فى التعليم العام سينهض بالمنظومة التعليمية، على الأقل نضمن طلاباً نوابغ وليسوا أميين والأصلح فيهم ثقافة وعلماً هو الذى سيدخل الجامعة ولن يكون المجموع هو معيار القبول، لكن تقديرات الاختبارات والأبحاث طوال السنوات الثلاث، ستكون هى الأساس فى القبول، بهذا نضمن احترام رغبة الطالب وقدراته فى اختيار الكلية التى سينبغ فيها.

- أنا عن نفسى فى دهشة، فالذى قلب المنظومة التعليمية مصرى من قلب مصر لكنه كان مهمشاً.. الدولة لم تقترب منه إلا بعد أن اختاره الرئيس السيسى لرئاسة المجلس التخصصى لشؤون التعليم برئاسة الجمهورية، مع أن أكثر من تشكيل وزارى تم فى غيبته ولم نسمع أنه كان مرشحاً فى أحدها، وكنا نسمع تصريحات وردية من وزراء التربية والتعليم عن تحسين المنظومة التعليمية وكانوا يمطروننا بوعود فشنك، لكن للأسف شىء من هذا لم يتحقق حتى جاء نصيب الدكتور طارق شوقى، وأصبح الوزير المسؤول عن التربية والتعليم.. عن نفسى أحنى له رأسى تحية وتقديراً على رؤيته وحزنه على انهيار التعليم العام عندنا فى مصر، ولكى يؤكد لنا أن كلامه ليس وعوداً كالذين سبقوه، أعلن أن التغيير سيبدأ من ثانوية هذا العام.. عقلية بهذا الشكل لابد أن نحافظ عليها ونعطيه الصلاحيات ولا نعترض طريقه، نحن على ثقة أن شكل المنظومة التعليمية سوف يتغير كلية إلى الأحسن.