المحتوى الرئيسى

(البعد الوطنى وراء الاحتفال برأس السنة المصرية | المصري اليوم

09/21 00:36

أخذتنى سلسلة المقالات التى كتبتها حول الاستثمار. فاتنى الاحتفال بعيد رأس السنة المصرية. الذى يوافق 11 سبتمبر من كل عام ميلادى. و12 سبتمبر من كل سنة ميلادية كبيسة. التقويم المصرى هو الأقدم فى تاريخ البشرية. دخلنا عام 6259 مصرية. وهو من أكثر التقاويم ثباتا واستقرارا. ذكّرنى بهذا الاحتفال رأس السنة الهجرية الذى نحتفل به اليوم. ذكّرنى به أيضا مقال عباس الطرابيلى أمس. الذى دعا لاستعادة أعيادنا القومية مثل عيد وفاء النيل. كما نحتفل بالأعياد الدينية مثل رأس السنة الهجرية. فلنحتفل بالتقويمين اليوم فى هذه الزاوية.

(البعد الوطنى وراء الاحتفال برأس السنة المصرية

منذ أكثر من 5 آلاف سنة، وقبل أن تظهر أى مدنية أخرى على وجه الأرض، استطاع المصريون أن يضعوا مقياساً للزمن من أدق المقاييس، وضعه الرجل العظيم «توت»، الذى يُعتقد أنه ينتمى إلى مدينة الأشمونيين. والذى ألّهه المصريون ودعوه «رب العلم والقلم»، ولهذا قال المؤرخ الإغريقى هيرودوت (484 – 406 ق.م) المُلقب بأبى التاريخ: (وأما ما يتعلق بأمور البشر، فالجميع على اتفاق فيه وهو أن المصريين أول من ابتدع حساب السنة وقسموها إلى اثنى عشر قسماً بحسب ما كان لهم من علم بالنجوم). وقد وضع توت أساس تقويمه عندما لاحظ أن «نجم الشعرى اليمانية» أو «سيريوس» أكثر نجوم القطب الأكبر إنارة، تشرق وتغرب مقارنة بالشمس فى ابتداء زمان الفيضان النيلى الذى عليه تتوقف حياة المصريين وثروتهم. فجعل هذا الزمان بداية السنة المصرية. واعترافاً من المصريين بفضل هذا الرجل العظيم، فقد أطلقوا على الشهر الأول من السنة المصرية اسم «توت»، بل أطلقوا على السنة المصرية نفسها اسم «السنة التوتية». وكانت مدينة الأشمونيين تحتفل برأس السنة المصرية طوال شهر «توت» تكريماً له.

وعندما دخلت المسيحية مصر على يد القديس مرقس عام 64م، حافظ المصريون جميعهم، وثنيون ومسيحيون، على الاحتفال بهذا العيد، باعتباره أساساً عيداً قومياً لا دينياً، وكان الجميع يتبادلون فيه الزيارات، بالإضافة إلى أنهم كانوا يحرصون على الذهاب إلى المعابد أو الكنائس لتقديم الشكر على وصولهم لبدء العام الجديد سالمين. وبعد دخول العرب بلادنا المصرية وبعد أن رأوا عظمة هذا العيد شاركوا المصريين فى الاحتفال به لأنه عيد وطنى جليل القدر.

فى سبتمبر 1884، تكونت فى أسيوط لجنة لإحياء التاريخ القبطى من عدة شخصيات منهم: تادرس شنوده المنقبادى، سرجيوس قلته، أبادير سمعان مشرقى، صليب ميخائيل، وغيرهم.. وبعد عدة اجتماعات، قررت اللجنة الترتيب للاحتفال بعيد رأس السنة المصرية (المعروف بعيد النيروز، أى اليوم الجديد) لأول مرة فى العصر الحديث.

واستجابة للجنة إحياء التاريخ القبطى، عاد على رأس الصحف والمجلات تاريخ التقويم القبطى، الذى يعتمد عليه المزارعون ورجال الرى وغيرهم.

أخذت الكنائس والجمعيات القبطية - فى كل أنحاء مصر - تحتفل بالعيد، وكان أشهر تلك الاحتفالات هو احتفال جمعية التوفيق القبطية المركزية بالقاهرة، والتى تأسست سنة 1891م، والتى كانت احتفالاتها خلال ثورة 1919 تأكيداً للوحدة الوطنية الحقيقية فى مشاركة الأقباط والمسلمين فى الدفاع عن استقلال وحقوق مصر.

وهكذا يؤكد الاحتفال برأس السنة المصرية دوراً أصيلاً فى إبراز هويتنا، بدءاً من العصر الفرعونى، ثم مروراً بالعصور الفارسية واليونانية والرومانية والقبطية والعربية حتى العصر الحالى، وأن مصر لم تفقد هويتها رغم ما مر بها من عصور وثقافات. لذلك جدير بالمصريين الذين صنعوا ثورة 30 يونيو المجيدة أن يؤكدوا هويتهم الحقيقية، بأن يشترك الجميع فى الاحتفال بهذا العيد القومى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل