المحتوى الرئيسى

«التحرير» في منزل الجمسي.. رحلة 18 عامًا من قويسنا إلى نيويورك (فيديو وصور)

09/20 23:57

والده: ابني يعشق تراب الوطن.. ووالدته: طول عمره مخلينا في دائرة اهتمام الكل

شقيقه: أخويا اتكرم كمعلم مثالي في قويسنا من 20 سنة

قصة نجاح لمهاجر مصري يُدعى «حاتم الجمسي»، سردتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في صفحتها الأولى يوم الخميس الماضي، لتثير حالة من الجدل داخل الولايات المتحدة، وانتقلت القصة كالنار في الهشيم إلى مصر، لتصبح بين ليلة وضحاها حديث الإعلام المصري، يتناولها كل إعلامي وصحفي على طريقته الخاصة.

الجمسي هو رجل أربعيني من مواليد عام 1971 (46 سنة)، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إنه بائع لـ«السندويتشات» في مدينة نيويورك، وتحول إلى محلل سياسي يحادث مذيعي البرامج العربية المختلفة عبر «سكايب»، وبات ضيفًا معتادًا لدى القنوات المصرية الإخبارية المختلفة، وبعد تناول القصة على الشاشات خرج للرد عما يُثار ضده، مؤكدًا أن عمله شيء خاص به، ولا داعي للتجريح فيه بسبب مهنته التي يكتسب منها رزقه، وأن النقطة الجديرة بالاهتمام تنصب على تحليلاته السياسية، لافتًا إلى أنه من مواليد محافظة المنوفية.

عائلة المشير «محمد عبدالغني الجمسي» تنفي صلتها بـ «حاتم الجمسي»

«المنوفية» كانت مفتاح البداية لرحلة «التحرير» للبحث والتقصي حول الرجل، ولعل لقب عائلته «الجمسي» قد أشار ناحية عائلة المشير محمد عبدالغني الجمسي المقيمة بقرية البتانون التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، لكن العائلة نفت على لسان «مدحت الجمسي» حفيد وزير الدفاع الأسبق، صلتها بـ «حاتم الجمسي»، وألمحت إلى أن عائلة الرجل ربما تقطن على بُعد 30 كيلومترًا من قريتهم، وتحديدًا في قرية قويسنا البلد التابعة لمركز قويسنا.

انتقل فريق عمل «التحرير» إلى قويسنا البلد، قرية ريفية كحال غالبية قرى المحافظة المترامية وسط قريناتها، سلكنا مساكن القرية حتى اتخذنا طريقًا ترابيًا يأخذ المارة إلى أطراف القرية، ويصاحبك طول الطريق ترعة مياة لري الأراضي، حتى وصلنا إلى منزل «حاتم الجمسي» المثير للجدل، وأمام منزل مكون من 3 طوابق وأعمدة واقفة على رأسها، استقبلنا والده «عبداللطيف الجمسي» رائد سابق بالقوات المسلحة.

لم يكن لديه إلمام كامل بما يُثار حول نجله، وقضيته التي تشغل الرأي العام المصري والأمريكي، لكنه أجزم على وطنية نجله وحبه لتراب مصر، ودفاعه المستميت عن كل شر يحاول المساس بالدولة، فهو خير شاهد له بعد سنوات من التربية، حملت الانضباط والوطنية التي تشربها من عمله بالقوات المسلحة.

لم تمر دقائق، وانضمت والدة حاتم إلى الحديث، وحكت عن طفولته ونبوغه منذ الصغر، هو نجلها الأكبر الذي رأت فيه الصديق والمستشار لكل أمورها، ففارق العُمر بينهم 17 سنة فقط، كما أكدت على تفوقه في الثانوية العامة حينما كان طالبًا، وحصوله على أعلى الدرجات بين زملائه بالقرية، متابعة حديثها: «حاتم ابني طول عمره مخلينا في دايرة اهتمام الكل».

وأكمل الحديث نجلها «محمد»، موظف بمطار القاهرة الدولي، ليكشف تفاصيل جديدة عن شقيقه حاتم، حيث أفاد أنه عُرف في قرية قويسنا البلد بأستاذ اللغة الإنجليزية، في الفترة (1993 - 1999)، وذاع صيته في مركز قويسنا بأكملة في التسعينيات، وحصل على شهادة تقدير من نقابة المعلمين بقويسنا عام 1997، باعتباره معلمًا مثاليًا، وتتلمذ على يده طلاب كُثر هم الآن أطباء ومهندسين وفي شتى المجالات، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق «جيمي كارتر» تواصل مع شقيقة ذات مرة، بعدما ناقشه الأخير في كتاب له، فقرر الرئيس الأمريكي إرسال طرد يحوي العديد من مؤلفاته إلى «الجمسي».

كل ذلك دفعه بأحلامه للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل تقدم لبعثة حينها، وتم اختياره ضمن المُسافرين إلى أمريكا عام 1999، وأكمل دراسته هناك، ونشرت له عدة مقالات للتحليل السياسي في صحف عديدة، وكانت نقلته الكُبرى حين توقع فوز المرشح الجمهوري «دونالد ترامب» بسباق الرئاسة الأمريكية، لتبدأ إطلالاته المتواصلة على مختلف القنوات العربية، وذكر «محمد» أن شقيقه صاحب مطعم بمدينة نيويورك، وتزوج من دكتورة في القانون الجنائي في المحكمة الدولية بنيويورك تُدعى «إلينت جرين».

شقيق «حاتم الجمسي»: أخويا منزلش البلد غير مرة واحدة خلال 18 سنة!

وأضاف «محمد» أن حاتم دائم التواصل مع أسرته بشكل يومي عبر «سكايب»، لكنه لم يره منذ عام 2008، مؤكدًا أن شقيقة لم ينزل القرية منذ أن سافر قبل 18 عامًا إلا مرة واحدة، فيما لم ينقطع الاتصال، وقد سافرت والدته إلى أمريكا عدة مرات، وتسعد برؤية أبناء «حاتم» الصغار (فايزة - 11 سنة)، و(عمر - 7 سنوات).

Comments

عاجل