أحمد مراد يحلل 'ثلاثية محفوظ'

قدم السيناريست أحمد مراد، ثاني حلقات الموسم الثاني من برنامج "ليل داخلي" على راديو "إينرجي".

وقد نوه "مراد" في بداية الحلقة إلى أنها تُقسم إلى 3 أجزاء، الأول يتناول رواية يرشحها للقراءة مع تناول كواليسها، والثاني يتحدث عن الأفلام بينما يناقش في الجزء الثالث "الكتابة" كواليسها وعلاقة الكاتب بالشخصيات، بالإضافة إلى تأثير الكتابة على الكتاب ونفسياتهم.

وتحدث مراد في حلقة اليوم، عن ثلاثية الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ، مشيرا إلى أن أديب نوبل بعد قيام ثورة يوليو 1952 قرر الرجوع خطوة للوراء والوقوف لتأمل الأحداث ورصد التحول الاجتماعي الحادث في فترة ما بعد الثورة.

ويضيف مراد: "نجيب خرج وكتب رواية تدور أحداثها في الـ30 عاما قبل ثورة يوليو، ليخرج بتساؤل مهم مفاده أننا نكرر نفس الأخطاء ونفس الثورات".

وامتدح أحمد مراد الثلاثية بشدة، مؤكدا أنها أفضل ما قرأ من الأدب، وأنها ترصد ببراعة شديدة التحول الاجتماعي في مصر، وتتناول حال النساء من البرقع والحياة المنغلقة حتى الخروج للحياة العامة والتعليم، ممثلة في شخصية "أمينة" التي بدأت الثلاثية خاضعة، وأنهتها بمنتهى النشاط بينما يجلس "سي السيد" قعيدا ينظر إليها من شرفة المنزل.

وأوضح أن الثلاثية تتضمن قدرا هائلا من الكوميديا، وتثير تساؤلات حول القدرات الفائقة لدى نجيب محفوظ في رصد المجتمع، فضلا عن المفارقة في أن ما كتبه نجيب محفوظ في الخمسينات، لايزال ينطبق على مجتمعاتنا حتى اليوم.

وفي الجزء الثاني تحدث عن فيلم "Ruby Sparks" الذي يروي قصة كاتب من الكتاب الأكثر مبيعا يصاب بـ"writer's block" ويحاول التغلب عليه بمساعدة طبيبه النفسي، كما ذكر فيلم "the words" الذي يحكي قصة كاتب غير ناجح عثر على رواية قديمة نشرها على أنها روايته فحققت نجاحا كبيرا نقله إلى مصاف كبار الكتاب، لكن فرحته لم تكتمل بعد ظهور صاحب الرواية الحقيقي.

أما في الجزء المتعلق بالكتابة، فأكد مراد أن العمل الأدبي غالبا ما يتضمن شخصية أو على الأقل طابع أو صفة أو هاجس يعود أصله إلى الكاتب، وأن الكتاب أيضا يقدمون على رسم وتصوير شخصيات يحلمون بأن يكونوا في أماكنهم.

وأردف أن الكاتب يشبه "الحاوي" الذي يلعب بالنار ليمتع جمهوره إلا أن هذه النار ربما تصيبه، لافتا إلى أن بعض الشخصيات قد تتلبس الكاتب لمدة سنة أو سنتين وهو ما حدث مع شخصيا.