المحتوى الرئيسى

السؤال الأهم للسياسة الأمريكية | المصري اليوم

09/20 04:01

لو صحت تقارير الإعلام الأمريكى عن تمرد واسع على ترامب من جانب مؤيديه من الناخبين، فربما تكون تلك هى نقطة البدء نحو حسم النزاع المسؤول عن الفوضى والارتباك اللذين تعانى منهما السياسة الخارجية الأمريكية فى ظل إدارة ترامب! ففى الأسبوع الماضى، التقى ترامب مع زعيمى الديمقراطيين فى مجلسى الكونجرس، متجاهلا زعامات حزبه، وناقش معهما ما يسمى بقضية «الحالمين»، وهم الشباب الذين دخلوا الولايات المتحدة صغارا مع ذويهم بشكل غير شرعى. وكان ترامب قد ألغى، قبل أسابيع قرارا لأوباما كان يقضى بحماية أولئك الشباب الذين لا يعرفون بلدا لهم سوى أمريكا رغم أنهم جاءوا إليها بشكل غير شرعى. ودون الدخول فى تفاصيل قضية أولئك الشباب، فقد سرت بعد اللقاء أنباء عن أن ترامب اتفق مع الزعيمين على إيجاد حل للمشكلة وحماية أولئك الشباب، وهو ما صرح به ترامب بنفسه، فيما اعتبر تراجعا عن قراره السابق، فبرزت تقارير صحفية تشير إلى «غضب عارم» فى أوساط ناخبيه الأكثر تأييدا له والذين لم يتخلوا عنه حتى الآن.

لكن ما علاقة كل ذلك بسياسة أمريكا الخارجية؟ الحقيقة أنه لم يعد سرا أن تلك السياسة تعانى ارتباكا وتناقضات واضحة. فلا توجد، فى تقديرى، رؤية واحدة لتلك السياسة وإنما رؤى متباينة هى التى تؤدى للتناقض فى التصريحات والقرارات بين الرئيس وفريقه للسياسة الخارجية. وجوهر الأزمة يكمن داخل الحزب الجمهورى الأمريكى. فالسياسة الخارجية الأمريكية تعانى منذ وصول ترامب للرئاسة من التنازع الشديد بين جناحين داخل الحزب. أولهما الجناح المحافظ التقليدى فى السياسة الخارجية والذى يؤمن بدور «القوة العظمى الوحيدة» فى العالم، أى مواقف الجمهوريين المعروفة فى السياسة الخارجية، بتياريها من المحافظين التقليديين والمحافظين الجدد. صحيح أن سياسات ذلك الجناح لها طابع إمبراطورى، إلا أن العالم اعتاد عليها ولم يعد يستغربها. أما الجناح الثانى، فهو الجناح الانعزالى الحمائى الذى يؤمن بأفكار «أمريكا أولا». ورغم أن هذا التيار ظل عبر عقود محدود التأثير داخل الحزب الجمهورى إلا أن صوته صار عاليا للغاية داخل الحزب منذ ترشح ترامب للرئاسة. ونخبة هذا التيار ظلت على الهامش لعقود ولكنها اليوم صارت مدعومة بترامب نفسه. وتيار «أمريكا أولا» فى الخارج هو ذاته تيار «القومية البيضاء» فى الداخل، والذى أثار ترامب حماسه بموقفه المناهض للهجرة والداعى لبناء حائط على الحدود مع المكسيك، فضلا عن تفكيك أغلب سياسات أوباما، أول رئيس أسود، وعلى رأسها قانون الرعاية الصحية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل