المحتوى الرئيسى

النص الكامل لكمة السيسى أمام الأمم المتحدة.. ماذا قال عن الإرهاب وبما نصح الإسرائيلين والفلسطينيين؟! - القاهره 24

09/20 00:24

تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، للعديد من القضايا الهامة على الساحة العربية والدولية، فى وقت تمر فيه المنطقة العربية بمرحلة حرجه فى تاريخها الحديث.

وقال السيسى فى معرض حديثه أمام الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن مصر تقع على حافة أخطر بؤر الأزمات فى العالم وقدرها أن تشق طريقها بثقة فى ظل مخاطر غير مسبوقة متبنية استراتيجية تنموية طموحة تقوم على إصلاحات اقتصادية جذرية وشجاعة تهدف لتمكين جيل الشباب الذين يمثلون غالبية السكان ليس فى مصر وحدها وإنما فى أغلب المجتمعات الفتية فى الدول العربية والعالم النامى.

وأكد السيسى، أن المنطقة العربية باتت اليوم بؤرة لأشد الحروب الأهلية ضراوة فى التاريخ الإنسانى الحديث.

وأردف السيسى: “نسعى لتحقيق ما نؤمن به من شراكة أممية لبناء عالم يستجيب لطموحات أبنائنا وأحفادنا فى الحرية والكرامة والأمن والرخاء، فالمسئولية تقتضى منا أن نتصارح بأن العالم المنشود والممكن لا يزال بكل أسف بعيدًا كل البعد عن التحقق”.

وأوضح السيسى: “نعانى من خطر الإرهاب ونزع السلاح النووى، ومعالجة مكامن الخلل الكبرى فى النظام الاقتصادى العالمى، والتى أفضت إلى زيادة بين العالمين المتقدم والنامى، ومن واقع تجربة المنطقتين العربية والإفريقية أستطيع أن أقرر بضمير مطمئن أن تلك التجربة المصرية تلخص أزمة النظام العالمى، وعجزه عن الوفاء بالمقاصد والغايات التى قامت من أجلها الأمم المتحدة”.

وأكد السيسى، أن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التي تمر بها المنطقة هو التمسك بإصرار بمشروع الدولة الوطنية الحديثة، التي تعلى القانون والدستور، مشيرا إلى أن هذا المبدأ هو جوهر سياسة مصر الخارجية والأساس الذى تبني عليه مواقفها.

وعن الأزمة الليبية قال السيسى، إنه لا حل فى ليبيا إلا بالتسوية السياسية لمواجهة المحاولات التى توجه تفتيت الدولة وتحويلها مرتعاً للصراعات القبلية ومسرح عمليات للتنظيمات الإرهابية وتجار السلاح والبشر، وتابع:”أؤكد هنا بمنتهى الوضوح  أن مصر لن تسمح باستمرار محاولات العبث بوحدة وسلامة الدولة الليبية أو المناورة بمقدرات الشعب الليبى الشقيق”.

وأضاف السيسى، أن مصر مستمرة فى العمل المكثف مع الأمم المتحدة لتحقيق التسوية السياسية المبنية على اتفاق الصخيرات والتى تستلهم المقترحات التى توصل لها الليبيون خلال اجتماعاتهم المتتالية فى الأشهر الأخيرة بالقاهرة للخروج من حالة الانسداد السياسى وإحياء مسار فى ليبيا.

وتابع:” وينطبق هذا المنطق على المقاربة المصرية للأزمات فى العراق واليمن.. فالدولة الوطنية الحديثة الموحدة والقادرة والعادلة هى الطريق لتجاوز الأزمات وتحقيق التطلعات للشعوب العربية”.

وعن معضلة سد النهضة الأثيوبى، قال السيسى، انه يجب احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها، وهو الطريق الوحيد لتسوية الخلافات فى عالمنا، فلا يمكن بعد أكثر من سبع عقود لتأسيس الأمم المتحدة أن تكون القوة أو المعادلات الصفرية هى الوسيلة لتحقيق المصالح، لافتاً إلى أنه انطلاقاً من هذه المبادئ كانت مصر من أكثر الدول اهتماماً بإطلاق مبادرة حوض النيل عام 1999، وسعت للتوصل للاتفاق الثلاثى بين مصر والسودان وأثيوبيا لمعالجة قضية سد النهضة من منظور تعاونى ينشئ إطار قانونى واضح لمعالجة ذلك الملف.

وأضاف السيسى، أنه وفقاً لمبادئ القانون الدولى، والقواعد المستقرة لتنظيم العلاقة بين الدول المتشاركة فى أحواض الأنهار العابرة للحدود فى مختلف أنحاء العالم، أن هذا الاتفاق يظل الإطار القانونى القادر على منطق التعاون والتشارك بين الدول الثلاث متى خلصت النوايا، وتم الالتزام بتطبيقه التزاماً كاملاً ونزيهاً، خاصة وأن الوقت يدركنا وبات الانفاذ السريع لم سبق الاتفاق عليه أمر شديد الإلحاح لتجنب ضياع فرصة تقديم نموذج ناجح لإدارة العلاقة بين ثلاث دول شقيقة من دول حوض النيل.

وعن الأزمة السورية وتداعياتها على المنطقة العربية قال السيسى، إنه لا خلاص فى سوريا الشقيقة إلا من خلال حل سياسى يتوافق عليه جميع السوريين، ويكون جوهره الحفاظ على وحدة الدولة السورية وصيانة مؤسساتها وتوسيع قاعدتها الاجتماعية والسياسية لتشمل كل أطياف المجتمع السورى ومواجهة الإرهاب بحسم حتى القضاء عليه.

أضاف السيسى، أن الطريق لتحقيق الحل بسوريا هو المفاوضات التى تقودها الأمم المتحدة، وتدعمها مصر بنفس القوة التى ترفض بها أى محاولة لاستغلال المحنة التى تعيشها سوريا لبناء مواطئ نفوذ سياسية إقليمية أو دولية أو تنفيذ سياسات تخريبية لأطراف إقليمية طالما عانت منطقتنا فى السنوات الأخيرة من ممارساتها، وقد آن الأوان لمواجهة حاسمة ونهائية معها.

وعن القضية الفلسطينية، قال السيسى: ” أن الوقت قد حان لمعالجة شاملة ونهائية لأقدم الجروح الغائرة فى منطقتنا العربية وهى القضية الفلسطينية التى باتت الشاهد الأكبر على قصور النظم العالمية عن تطبيق سلسلة طويلة من قرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن.

وأوضح الرئيس، أن إغلاق هذا الملف من خلال تسوية عادلة تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية وتنشيء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية هو الشرط الضرورى للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار والتنمية، والمحك الأساسى لاستعادة مصداقية الأمم المتحدة والنظام العالمى، ولا شك أن تحقيق السلام من شأنه أن ينزع عن الإرهاب إحدى الذرائع الرئيسية التى طالما استغلها كى يبرر تفشيه فى المنطقة وبما يضمن لكافة شعوب المنطقة العيش فى أمان وسلام.

وأضاف السيسى:”آن الأوان لكسر ما تبقى من جدار الكراهية والحقد للأبد ويهمنا هنا أن نؤكد أن يد العرب ما زالت ممدودة بالسلام وأن تجربة مصر تثبت أن هذا السلام ممكن وأنه يعد هدفا واقعيا يجب علينا جميعا مواصلة السعى بجدية لتحقيقه”.

ووجه السيسى نداءاً إلى الشعب الفلسطينى، قائلاً:”من المهم الاتحاد خلف الهدف وعدم الاختلاف أو إضاعة الفرصة والاستعداد لقبول التعايش مع الآخر، مع الإسرائيليين فى أمان وسلام وتحقيق الاستقرار والأمن للجميع”.

وأضاف:”أوجه ندائى للشعب الإسرائيلى، وأقول لدينا فى مصر تجربة رائعة وعظيمة فى السلام معكم منذ أكثر من 40 سنة ويمكن أن نكرر هذه التجربة وهذه الخطوة الرائعة مرة أخرى”.

وأشار إلى أن أمن وسلامة المواطن الفلسطينى جنبا إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الإسرائيلى يجب أن تتم، مطالباً بالوقوف خلف القيادة السياسية ودعمها، قائلاً:”ولا تترددوا، وأخاطب الرأى العام فى إسرائيل، لا تردد واطمئن، نحن معكم جميعاً من أجل إنجاح هذه الخطوة، وهذه فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى”.

ووجه ندائه إلى كل الدولة المحبة للسلام والاستقرار، وإلى كل الدول العربية الشقيقة أن تساند هذه الخطوة الرائعة وإلى باقى دول العالم أن تقف بجانب هذه الخطوة، التى إذا نجحت ستغير وجه التاريخ، وإلى القيادة الأمريكية نداءاً، لدينا فرصة لكتابة صفحة جديدة فى تاريخ الإنسانية من أجل تحقيق السلام فى هذه المنطقة.

وتطرق السيسى إلى المأساة الإنسانية التى تتعرض لها أقلية الروهينجا المسلمة فى ميانمار وتذكر المجتمع الدولى بمسئولياته الأخلاقية قبل القانونية، والعمل على إيجاد حل دائم ينهى حياة المدنيين ويعالج جذور الأزمة التى باتت تهدد أمن الإقليم ودول الجوار.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل