المحتوى الرئيسى

كام شير وتجوزوني ياسمين صبري؟

09/19 22:52

بدى الأمر وكأنها خدمة، قدمتها عدة شركات لبعض الناس غير القادرين على شراء سلعة معينة، الأرقام كانت في المُتناول، منطقية ربما، كل ما عليك فعله أن تُساعد  الشركة في تسويق منتجها عبر عدد معين من المُشاركات عبر مواقع التواصل، كُل منتج على حدى، كُلما ارتفعت قيمتها، كلما احتاجت إلى عدد أكبر، وهكذا.. حتى تحصل على المُنتج مجانًا.

وكالعادة، في عالمنا الافتراضي السريع، والمجنون. استحال "الفيس بوك" إلى ساحة مزاد علنية، بين آلاف الشركات، وملايين الحالمين، الذي يطمحون من وراء الشاشات للفوز بُكل ما هو مُتاح، وكل ما هو ممكن، طالما أن الأمر يتوقف على كبسة "زر"، فيتسارع الجميع للمشاركة، لربما يلعب "الزهر"، بينما تحركت الشركات للإعلان عن عروض "الشير" بعدما تعودنا على عروض الأسعار، حتى وجدنا أنفسنا في سوق مفتوح، "أوكازيون" من نوع آخر، الكل يتدافع، ويطلب المساعدة، ويساوم على الأرقام، فازَ من فاز، حملوا جوائزهم، ولم يغادروا المكان، من يغادر سوق كهذا! بينما اصطف المئات وهم عالقين في المنتصف، ينادون بعبارات عاطفية، تنتهي بـ "شير يا جدعان".

وسرعان ما تعدى الأمر حدوده، بعد أن كانت الأحلام بين شقة لشاب ينوي الزواج، وغسالة أطباق لفتاة جفت يداها من غسل الصحون، لتذهب إلى أبعد من ذلك، صبي يساوم على بيتزا ساخنة، حالم يتخيل كيف سيدخل موسوعة "جينس" كأول شاب يقود "الفراري" في قريته، ليصل الأمر لرهنات من نوع آخر، أخذت أشكال الجد والطرافة، "كام شير وتبطل تكلم بنات؟" فتاة تراسل خطيبها، "كام شير وتغنيلي كل الأغاني إللي بحبها؟" شاب يشاكس فنانته المفضلة، بينما الغرابة كانت حاضرة، أبرزها شاب راسل صفحة وزارة الداخلية "كام شير وتفرجوا عن الشباب وتفرحوا أهلهم"

ووسط كُل هذه العشوائية، ارتفعت الأسعار.. أقصد أعداد المشاركات، لتصل لأرقام فلكية، ليصبح الأمر بعد أن كان في الإمكان، إلى شيء صعبُ المنال، بعد أن عدلت الشركات عروضها، فتضاعف الأرقام، واحتدمت هذه المنافسة، بين الأكثر تأثيرًا، لتتبخر معها أحلام البسطاء الذين قصدوا تلك الشركات منذ البداية من أجل غرض ضروري يمثل أولوية لديهم، بعد أن أدت المشاركات الضخمة إلى تضييق  الفرص.. لنفسد عليهم بقصد.. وبدون قصد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل