المحتوى الرئيسى

«الواد ميعرفش يحكم»! | المصري اليوم

09/19 21:41

لم أتوقف أمام السجال الدائر بين عمرو موسى وحكيم عبدالناصر حول استيراد طعام الزعيم من سويسرا، فقد رد المهندس حكيم، ورد الناصريون عليه، ولكنى أتوقف أمام ما قاله عمرو موسى عن قصة التوريث، وكان رأى عمر سليمان أن الأمر مزعج، وأن «الواد ميعرفش يحكم مصر».. فقد كان معروفاً أن غضب الجيش من التوريث أكبر من غضب الشعب، ولذلك «انحاز» للشعب فى 25 يناير!

والصيغة هنا لها دلالتُها بالتأكيد.. فهم يرون أن جمال عبارة عن «واد»، ولها فى العامية معنى أكثر دلالة، أى «عيل».. فهو كذلك عند عمرو موسى، والأمر نفسه عند عمر.. وقد اتفق عمر وعمرو على أن جمال لا يصلح، لكن هناك طريقة لإجهاض التوريث، لا يعرفان كيف تكون، حتى كانت الثورة!.. وقد كانت الثورة فرصة للتخلص من التوريث قبل التخلص من مبارك.. وكأن الجيش قد وجد فرصته «الذهبية»!

ودون شرح كثير، فإن «الصراع» الذى جرى بين أجنحة «الحكم المدنية»، ويقودها الشريف وعزمى والشاذلى ومفيد شهاب، وأجنحة «الحكم العسكرية»، ويقودها الجيش بقيادة المشير، والمخابرات بقيادة عمر سليمان، قد حُسم للجيش.. وبالتالى فقد كانت الثورة «هدية السماء»، دفع فيها الوطن دمه، ليعود الأمر من جديد، ولو كان على حساب رجل من الجيش، كان قائد الطيران فى انتصارات أكتوبر 73!

ولا أريد أن يُفهم من كلامى إطلاقاً أن رموز مبارك كانوا يُخفون فى داخلهم الرغبة فى إقامة حكم مدنى، ينقلنا بعد 60 عاماً إلى «دولة مدنية».. لا أريد هذا المعنى إطلاقاً.. إنما كانوا يحاولون تلبية رغبة خارجية وشعبية بالتحول إلى دولة مدنية.. ولكنهم قدموا البديل المدنى، وهو «ابن الرئيس».. وراحوا يحشدون الأحزاب والإعلام فى هذا الاتجاه.. ليس لعيون الدولة المدنية، ولكن لأجل عيون «الهانم» شخصياً!

فالعقبة فى مسألة التوريث أن جمال كان شاباً، وأنه فى نظر العُمَرَيْن «حتة واد».. وأن الرئيس نفسه غير راض، ولكنه مضغوط عليه من أسرته، كما ورد فى مذكرات عمرو موسى.. ولم يقل مضغوطاً عليه من السيدة حرمه، حياءً أو تأدُّباً.. أو استشعاراً للحرج.. وبخبرة عمر سليمان فهو لا يعرف، وأن مصر أكبر منه.. وبالتالى لا أستبعد أن تكون هناك أجنحة فى الدولة كانت تُحرِّض «الإعلام» على رفض التوريث!

ومن المؤكد أن المذكرات كانت فرصة لأولاد عبدالناصر، ولكن أولاد مبارك التزموا الصمت الرهيب.. رغم وجود رجال مبارك فى مؤسسات كثيرة، ورغم الثورة، والذى منه طبعاً.. وهناك إعلام يتحدث باسم مبارك، وبأموال رجاله.. لكنه لم يدافع عن «الواد» عفواً.. لكنه لا يتوانى فى الدفاع عن مبارك، أبداً.. هذا الإعلام يهمه مبارك الآن، أما «جمال» فالوقت مبكر لإعادته للحياة السياسية.. وقد يترشح 2022!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل