المحتوى الرئيسى

بالفيديو- "سامي".. فنلندي عشق دهب واستقر على حماية شعابها المرجانية

09/19 15:25

كتب- محمد مهدي ومحمد زكريا:

منذ صغر سنه، أحب سامي صولا الترحال، تجول بين دول القارة العجوز، استكشف مدنها الساحرة، واستمتع بالغطس تحت مياه شواطئها الفريدة. عند بلوغه الشباب، خاض تجربة العمل في مجالات مختلفة، افتتح شركة تُقدم خدمات الحاسب الآلي في بلده فنلندا، اهتم بالعمل في رياضة الغوص الذي يعشقه، أصبح مدربًا فيه، بحث عن شاطئ يلائم مشروع رياضة الماء، فلم يجد أفضل من الغوص في أعماق دهب، قبل أن يجد في بحر المدينة رسالته الأعظم.

في شبابه، تنقل سامي بين دول " تايلاند، اليونان، النرويج، فنلندا، فرنسا، ألمانيا"، أدار مشروعات في الدول التي أقام في مدنها، زار مصر في المرة الأولى كسائح، أُعجب ببلد الشرق الأوسط، فقرر أن يُطيل مدة بقائه فيها.

انتقل إلى دهب قبل 7 سنوات "كانت المكان الوحيد الذي وجدت فيه السلام مع نفسي ومع الطبيعة.. هذا مهم في الحياة"، شدت طبيعة مدينة سيناء الخلابة قلب الفنلندي "كمكان للغوص الذي أعشقه، دهب هي أفضل مكان بالعالم؛ الشعاب المرجانية ممتازة، والرؤية البحرية كذلك". اتخذ الفنلندي قرارًا أن يستقر بها.

مرت الشهور، عشق سامي حياة دهب الهادئة "مدينة صغيرة، جميلة. لدينا مغتربين، مصريين وبدويين، والجميع يحيا في سلام"، كون الفنلندي علاقات عديدة، أحبه أهل المدينة الطيبة، أصبح واحدًا منهم، وأصبحوا أصدقاءً له، قرر خوض العمل في الغطس بالمدينة، فأصبح مسؤول عن أحد أكبر مراكز الغوص فيها "ميراج للغوص".

عشق سامي لطبيعة دهب المائية، دفعه التفكير في الحفاظ على "الكائنات الحية التي يهددها الانقراض"، فقرر رفقة أصدقاء مصريين إنشاء مشروع يحفظ وجود شعابها المرجانية، من المخاطر التي تهدد مثيلتها في أعماق البحار الأخرى.

تبلور مشروع الفنلندي في هيئة متحف تحت الماء، دُشن على ثلاث مراحل، بدأت "بوضع تمثالين في منطقة المشربة، لمعرفة كيف تستطيع الشعاب المرجانية الصناعية مساعدة الشعاب الطبيعية تحت الماء، وكانت النتائج الأولى إيجابية، فالتصقت الشعاب المرجانية بالتماثيل جيدًا"، شعر الجميع بالسعادة.

انطلقت المرحلة الثانية، بوضع تمثالين آخرين، وآخر لفيل ضخم في منطقة الفنار قبل 3 سنوات "وجدنا صعوبة في التعامل مع شيء بهذا الثُقل، بسبب حاجتنا للكثير من القوى العاملة، لأن إطاره يزن مئات الكيلو جرامات"، غير أن النتيجة كانت مكافئة لمجهود سامي ورفاقه "نمت الشعاب المرجانية عليه بسرعة، وأصبحت دهب تعرف عند العديد من الغواصين الأجانب بأنها مكان الأفيال تحت الماء"، لذلك اُعتبر المشروع في مرحلتيه الأولى والثانية ناجحًا.

قبل 6 أشهر، كان الموعد مع المرحلة الثالثة، بصنع تمثال من مئات الأجزاء يزن أكثر من 200 كيلو جرام "احتاج إلى مجهود كبير لإنزاله في الماء دون الإضرار بالبيئة البحرية"، استطاع الفريق إنجاز ذلك في يوم واحد، وإن "نزلت تحت الماء في الوقت الحالي، ستجد الشعاب المرجانية تنمو عليه، وأنه أصبح ملجأ للكثير من الأسماك الصغيرة".

بهذا المشروع الذي عمل عليه سامي ورفاقه "أصبح هناك أكثر من مكان للغوص، مما يخفف من الضغط على منطقة الشعاب المرجانية، ويمنحها فرصة للتنفس. وفي نفس الوقت تساعد التماثيل الشعاب المرجانية على النمو، وتحمي الأسماك الصغيرة من الأسماك المفترسة"، يقولها الفنلندي وهو يشير إلى مياه البحر في فخر.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل