المحتوى الرئيسى

الجربا يشيد بالجهود المصرية لحل الأزمة السورية

09/19 14:33

أشاد رئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا، بالجهود التي تقوم بها مصر لدعم الشعب السوري والعمل على حل الأزمة السورية في إطار الحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها.

وقال الجربا ـ في كلمة خلال افتتاح الملتقى التشاوري الأول للقبائل والقوى العربية السورية في القاهرة اليوم -" إن اجتِماعنا في مِصر العروبة والشقيقةِ الكُبرى المشكورة ، ما هو إلّا دليلٌ على المشروعِ العربيِّ العروبي الذي يُسانِدُنا ويشُدُّ عضدنا..هذا المشروعُ الذي يحملِ رايتهُ اليوم، مُثلَثُ الصُمودِ العربيِّ الوازِن، المُتَمثِّلُ بمِصرَ والسعودية والإمارات".


وأضاف" إننا عندما نَتحَدثُ عن خيارٍ عُروبيٍّ وطَنيٍّ سوري، نَتحَدثُ عن شراكةٍ حقيقية، لا نأكُلُ فيها حقَّ أحدٍ، ولا نسمحُ لأحدٍ أن يتطاولَ على حقوقِنا وكراماتِنا..إن يدُنا ممدودةٌ وعُقولٌنا مفتوحةٌ للجميع، ولكننا نَقِفُ عِندَ حُقوقِنا فنأخُذُها أو نبذِلُ دونها الدِماءَ والأرواح".

وتابع رئيس تيار الغد السوري، " إنَّ سوريا وخِلافًا لِأيِّة دولةٍ منكوبة تتعرضُ لاحتلالاتٍ وليس لاحتلال، وتتقاسمُها مناطِقُ نُفوذٍ تتوزعُ بينَ الولاياتِ المُتحدةِ وروسيا وتركيا وإيران، ناهيكَ عن الجماعاتِ والعِصاباتِ المُسلحة، التي وَفَدت مِن كُلِّ فجٍ عميقٍ لِتقتَطِعَ جُزءًا مِن أرضِنا وقرارٍنا الوطني".

وأضاف " إننا أمامَ مُفترقٍ مصيري، فإما أن نُمسِكَ مُستقبلنا ومُستقبلَ أولادِنا بأيدينا، أو نتحولُ إلى كُرَةٍ تتقاذفُها الأقدامُ الإقليميةُ والدولية".

وقال مخاطبا الحضور" إن اجتماعُنا اليوم كَعشائرَ عربيةٍ أصيلةٍ، ونُخَبٍ سياسيةٍ وفِكريةٍ وثقافية، لهُ أهمّيةٌ استثنائية..فَلَو ركّزتُم معي، حولَ الدّولِ التي تتقاسَمُ النفوذَ في سوريا، تَجِدونَ الغربَ والشرقَ وإيران وتُركيا، ولا تَجِدونَ دولةً عربيةً واحدة صاحِبةَ نُفوذ؛ لأنَّ الدّولَ الشقيقةَ راهنت - وما زالت تُراهِنُ - علينا كَحِصانٍ عربيٍ يُمكِنُ أن يحفَظَ عُروبَةَ سوريا ويصونُ هويتَها، بالتلاحُمِ والتعاضُدِ مَعَ كُلِّ المُكوناتِ الأُخرى، وعلى رأسِهِم الأخوةُ الكُرد..أخوةُ التاريخِ والجغرافيا، وشُركاءُ الأمسِ والمُستقبل".

وأوضح سبب التركيز على المنطقة الشرقية لسوريا في هذا المنتدى، قائلا " ببساطة لِأنَّ هذه المِنطَقة تُشكِلُ الآن خطَّ الصدع، ومِحورَ المواجهةِ الدولية في مُكافَحةِ الإرهابِ وتقاسُمِ النُفوذِ، لذلكَ فإنَّ مصيرَ سوريا بِرُمَتِها يتحددُ اليومَ في المعركةِ الدائرةِ عِندَنا الآن".

ودعا المشاركين في الاجتماع إلى وضع رؤيةٍ سياسيةٍ شاملة، تنجز الآنَّ وليس غدًا، حتى لا يضيعَ حقُّنا كما ضاعت حقوقٌ عربيةٌ كثيرة، وقال" إنه لم يعد رؤية مسبقا، ولكِن تم وضع مِسودَّةَ نقاط - تسهيلًا لِلنقاش - من أجلِ الخُروجِ بِمُقرراتٍ سياسةٍ عملية".

وعرض الجربا، النِقاطَ الأساسيةَ التي اقترحها لتوضع في الرؤيةِ السياسيةِ، وأكد أن أولى هذه النقاط الأساسية هي ضرورة مواجهةِ الإرهابِ بِكُلِ أشكالهِ ومِن كُلِ الأطراف.

وأضاف" إن ذلك مهم لاستعادةِ القرارِ الوطني مِنَ العصاباتِ الإرهابية التي سَطت عليه، إضافَةً إلى أهمّيَتِهِ على مُستوى التواصلِ مَعَ العالَمِ والأصدقاء، الذينَ قدموا القليل، ونَنتَظِرُ مِنهم الكثيرَ في مواجَهَتِنا المفتوحَةِ مَعَ الإرهاب.

كما أكد أنَّ الحلَّ السياسي، يجب أن يكونَ مُتوازِنًا ومُرتَكِزًا إلى مطالبِ السوريينَّ أولًا، وقراراتِ الشرعيةِ الدوليةِ ثانيًا، وبالتنسيقِ الكاملِ مَعَ الثُلاثيِّ العربي..مشددا على ضرورة تثبيتُ حقوقِ جميعِ المكوناتِ داخِلَ سوريا الجديدة، أي كُلَّ شِبرٍ مِن سوريا الواحدة الموحدة.

وأردف "مَن يَظُنُّ أنَّ تقسيمَ سوريا سَيَمُّرُ مُرورَ الكِرام، فنقولُ لهُم: إنَّ اللعِبَ بِهَذِهِ النار، لسوفَ يُفضي إلى انتشارِها في سائِرِ دولِ الإقليم، وعِندما نَتحدَثُ كعشائرَ عربيةٍ ومُكونٍ عَرَبي عَن حُقوقِ كُلِّ المكونات، فلن نقبَلَ بِكُلِ تأكيدٍ أيَّ انتقاصٍ أو مُجرَدَ مساسٍ بِحقوقِنا أو وجودِنا، مِن أيِّة جِهَةٍ أو طَرَف.

وشدد على ضرورة أن تكونَ خُطَةُ المرحلةِ الانتقاليةِ مُفصَّلةً وواضحة فيما يتعلق بالإدارةِ السياسيةِ وطبيعةِ النظامِ الجديد الذي سَتُفرِزُه، والمنظومةُ الكامِلَةُ للحقوقِ والواجباتِ التي سيكفَلُها دستورُ سوريا الجديد، الذي نُصمِمُ على أن يُنجَزَّ بأياديٍ سورية بعيدًا عَن أوهامِ الغلبةِ أو الاستقواءِ بالخارج.

وشدد على ضرورة إطلاقِ حوارٍ وطنيٍ حقيقي، تَحتَ مِظلَّةِ الإدارةِ الانتقاليةِ الجديدة؛ لأنَّ طَيَّ الصفحَةِ الراهنة، ومواجَهةَ كُل أشكالَ الإرهاب التي مورِست على الشعب السوري، لن تكونَ مِن دونِ مُصارَحَةٍ ومُصالَحَةٍ حقيقية، وهذا أمرٌ لن يُنجَزَ دونَ حِوارٍ حقيقي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل