المحتوى الرئيسى

إعلام الحمامات! | المصري اليوم

09/19 08:00

لولا أن صحيفة «نيويورك تايمز» هى التى كشفت المحلل السياسى المزيف، لظل يُتحِف المصريين بتحليلاته السياسية من الحمام، دون أن «تفوح رائحته»، لأن المصريين اعتادوا على الخبير الأمنى المزيف، والخبير الاستراتيجى المزيف، وأخيراً المحلل السياسى «الطرشجى».. ولو أن صحيفة مصرية كشفت هذا العبث ما انتبه إليها أحد.. وربما طعنوا فى الصحيفة والكاتب، واتهموا الاثنين بالابتزاز لعمل برنامج!.

فلم يكن أحد سيعرف حقيقة حاتم الجمسى، أخطر محلل سياسى، لكثير من القنوات الفضائية المصرية، قبل أن تفضحه صحيفة أمريكية «مؤثرة».. وفى الحقيقة أن الإعلام الأمريكى لم يفضح الأخ الجمسى، وإنما فضح فضائياتنا وإعلامنا الذى «فاحت ريحته»، وأصبح يعمل بطريقة «النمرة الدوارة».. بحيث يكلم المُعد زميله فيأخذ نمرة، ثم يتواصل مع صاحبها دون أن يعرفه، ويدخل فى الموضوع دون أن يناقشه!.

فهل شعر الفريق الإعلامى الموجود فى نيويورك الآن بالخطر؟.. وهل شعر بالإحراج؟.. هل طلب أن يأخذ دورة تدريبية على تقديم إعلام جيد بمواصفات مهنية؟.. هل أوفد الإعداد ليتحول من مجرد تليفونيست إلى صانع حدث؟.. فى كل مرة سوف تذهب إلى أى قناة فضائية لن تجد من يناقشك.. لن يقدم لك الموضوع.. الأمور كلها بالفهلوة.. ومقدم البرنامج ربما لا يدرى عن الموضوع شيئاً، إلا على الشاشة فقط!.

فلا الفضائية تناقش المذيعين أو تراجعهم، ولا تناقش المُعدين أو تسألهم، ولا أحد عنده وقت ليرى نفسه.. ولا توجد لجان مشاهدة أو مراقبة.. المذيع يرى نفسه منفوشاً مثل الطاووس أو الديك الرومى.. الفضائية تقول: الناس بتحبه على كده.. الدولة سعيدة طالما الضيوف ينفخون فى السياسات الموجودة.. صحيح أن الدولة ثارت على الإعلام القائم، لكنها قدمت «إعلاماً شاذاً» على القنوات التى تسيطر عليها!.

سؤال: هل رأيت فى أى برنامج من يحمل «اسكريبت الحلقة»؟.. هل صادفك من يلتقى بك لوضع سيناريو؟.. الفكرة هى وصول «الزبون» إلى الفضائية فقط.. الإنتاج من يهتم بالزبون أكثر.. علشان البرنامج على الهواء.. ضيوف كثيرون يتنقلون من قناة إلى أخرى بنفس اللبس.. المهم أن تحصل على «الزبون» ولو كان مزيفاً، لكنهم يكتبون تحت اسمه الخبير الإعلامى والأمنى والاستراتيجى والمحلل السياسى!.

وللأسف، حاتم الجمسى ليس أول زبون مزيف، لكنه أول زبون تفضحه صحيفة أمريكية.. هذا هو الفرق.. حاتم الجمسى عبر عن الشخصية المصرية أحسن تعبير.. فى قرارة نفسه يرى أنه الأفضل.. على الأقل هو سافر وشاهد، وعنده لغة، ويفهم فى الأمور أكثر.. سبقه كثيرون مزيفون.. هو يعرفهم ويراهم على الشاشة.. ونعرفهم ولا نتكلم.. فقط انصرفنا عن المشاهدة.. وسقط الإعلام المصرى لأنه فهلوى!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل