المحتوى الرئيسى

ملفات الأمة العربية تعود للقاهرة

09/19 20:32

نجحت القاهرة خلال الأسابيع القليلة الماضية، فى تحقيق عدد من الملفات الهامة على المستوى العربى والإقليمي، على رأسها المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، والتوصل الى أرضية مشتركة للحوار بين الفرقاء الليبيين من خلال لجنة المصالحات المصرية المعنية بالشأن الليبي برئاسة اللواء محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، وصولاً الى استضافة ملتقى القبائل السورية والنخب السياسية حول كيفية مواجهة المد الإيرانى التركى فى سوريا، من خلال دعم دور «مصر– السعودية- الإمارات».

وأثبتت التحركات السياسية والدبلوماسية، أن مصر عادت مجدداً لممارسة دورها الطبيعى تجاه قضايا أمتها العربية والإسلامية، بالرغم من الإخفاقات التى طرأت على الساحة الدولية بعد ثورة 25 يناير وانعكست سلباً على الداخل المصرى بشكل ملحوظ قبل أحداث 30 يونيو نتيجة ظهور أشكال كثيرة من المؤامرات الخارجية على الشعب المصرى.

وبعد قطيعة امتدت لسنوات نجحت مصر فى إتمام المصالحة الوطنية بين الأشقاء فى دولة فلسطين «فتح- حماس»، ووصفت وسائل إعلام دولية وعربية إتمام المصالحة بين الفلسطينيين بصفقة «القرن»، مشيدين بالدور المصرى فى هذا الصدد.

ولعبت الدبلوماسية المصرية، دورا مهما فى يوليو الماضى، تكلل بنجاح التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار بين فصائل المعارضة وقوات النظام السورى بالغوطة الشرقية، وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن القاهرة لعبت دورا كبيرا فى المحادثات التى جرت بين الطرفين المعارضة والنظام، توصلت إلى إنشاء منطقة «خفض توتر» في الغوطة الشرقية لدمشق ووقف العمليات القتالية في ريف دمشق، وترسيم حدود المنطقة وآليات مراقبة وقف النار وإدخال قوافل مساعدات إنسانية.

وامتداداً للدور الشعبى والسياسي والدبلوماسى المصرى، فى خدمة قضايا الشعوب العربية، استضافت أمس القاهرة، «الملتقى التشاورى الأول للقبائل والقوى السياسية السورية» فى المنطقة الشرقية «دير الزور- الرقة - الجزيرة»

وقال أحمد الجربا، رئيس تيار الغدر السورى: أن اجتماعنا اليوم كعشائر عربية أصيلة، ونخب سياسية وفِكرية وثقافية، له أهمية استثنائية، مضيفاً عند التركيز حول تقاسم النفوذ في سوريا، نجد الغرب وإيران وتركيا. ولا نجد دولة عربية واحدة صاحِبة نفوذ. لأن الدول الشقيقة راهنت وما زالت تراهِن علينا «نحن القبائل السورية والقوى السياسية» كحِصان عربي يمكن أن يحفظ عروبةَ سوريا ويصون هويتها، بالتلاحم والتعاضد مع كل المكونات الأخرى، وعلى رأسهم الإخوة الكرد إخوة  التاريخ والجغرافيا، وشركاء الأمس والمستقبل.

وأكد «الجربا» ما اجتماعنا في مِصر العروبة، والشقيقة الكبرى، المحروسة والمشكورة، إلا دليل على المشروع العربي العروبي الذي يسانِدنا ويشد عضدنا، هذا المشروع الذي يحمل رايته اليوم، مثلَث الصمودِ العربي الوازِن، المتمثل بمصر والسعودية والإمارات، ولكن عندما نَتحدث عن خيار عروبي وطَني سوري، نَتحَدث عن شراكة حقيقية، لا نأكل فيها حقاحد، ولا نسمح لأحد أن يتطاول على حقوقِنا وكراماتِنا.

وبينما تحتضن القاهرة، فى أسبوع المصالحة الفلسطينية و«ملتقى القبائل والقوى السياسية السورية»، تواصل اللجنة المصرية المعنية بالشأن الليبي، برئاسة الفريق محمود حجازى أركان حرب القوات المسلحة، على الجانب الآخر جهودها لبناء الجيش الليبي وتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية لتكون قادرة على الدفاع عن الأمن القومى الليبي ومواجهة التحديات الناجمة عن الإرهاب.

وقال الحضور من أبناء المؤسسة العسكرية الليبية، إنهم اختاروا مصر لتكون نقطة البدء في إعادة تنظيم الجيش الليبي، وذلك في إطار الجهود المصرية لإنهاء حالة الانقسام وتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية»، مؤكدين على مجموعة من المبادئ والثوابت الوطنية، على رأسها وحدة ليبيا وسيادتها وأمنها وسلامتها والتأكيد على حرمة الدم الليبي وتعزيز المصالحة الوطنية الشاملة دون الانجرار أو الوقوع في فخ الخلافات الجهوية والمناطقية، والالتزام بإقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة مبنية على مبادئ التداول السلمي للسلطة والتوافق وقبول الآخر ورفض كل أشكال التهميش والإقصاء لأي طرف من الأطراف الليبية، والعمل على وحدة المؤسسة العسكرية الليبية واضطلاع الجيش الليبي بمسؤولية الحفاظ على أمن وسيادة الدولة ومكافحة كل أشكال التطرف والإرهاب ورفض كل أشكال التدخل الأجنبي في الشأن الليبي.

وقالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم سياسية بالجامعة الأمريكية وخبيرة علاقات الدولية، إن مصر عادت لممارسة دورها الطبيعى فى المنطقة بعد محاولات أضعاف هذا الدور خلال الفترة الماضية، وهذا يرجع لكونها حققت انتصارات قوية على العناصر الإرهابية جعلتها تستعيد قوتها وكان من الطبيعى أن ينخفض الدور المصرى مسبقاً نتيجة اضطراب الأوضاع الداخلية فى المرحلة الماضية التى كانت من أصعب الفترات التى مرت على مصر.

وتابعت «بكر» أن النظم السياسية فى العالم لا تسمح أن تنفرد بالريادة وحدها هناك أيضاً أطراف فاعلة فى المنطقة سواء العربية مثل المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات، مؤكدة أن الدور الدبلوماسى المصرى يعمل من خلال مدرسة عريقة متأصلة وسياسية خارجية ممتدة عبر عقود من الزمن بجانب الدور القوى الذى تلعبه القيادة السياسية كل هذه الأسباب جعلت تستعيد دورها سريعاً وهو ما ترتب عليه النجاحات التى حققتها فى دول «ليبيا وسوريا وفلسطين»

وأكدت أستاذة العلوم السياسية، أن هناك قضايا إقليمية تتم معالجتها حسب نوعية كل أزمة لأنها هى من تحدد دور اللعب، فهناك على سبيل المثال بعض الأزمات التى تحتاج إلى موارد مالية وهناك بعض الأزمات تحتاج إلى سياسية خارجية جيدة لتتم معاجلتها، وقد نجحت مصر مؤخراً فى ضبط مسار سياستها الخارجية من خلال دبلوماسية عريقة وسياسية فاعلة تجاه قضايا المنطقة مما يعزز من عودتها إلى الصدارة.  

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل