المحتوى الرئيسى

من يدفع كرد العراق إلى طريق الحرب؟

09/19 09:32

يُجرى يوم 25 سبتمبر/أيلول الجاري استفتاء في إقليم كردستان العراق على الانفصال عن العراق. وقد يؤدي إجراء هذا الاستفتاء إلى نزاع مسلح مع تركيا وحكومة بغداد. فقد أطلق رجب طيب أردوغان تهديدات مباشرة ضد رئيس الإقليم مسعود بارزاني بسبب إصراره على اجراء الاستفتاء في موعده المحدد. وقد وصف الرئيس التركي القرار بالمتهور، وقال إن "بارزاني يعرف أن تركيا تدعم وحدة الأراضي العراقية، ومع ذلك يحاول القيام بأعمال نعتقد أنها خطوات خاطئة". ويذكِّر أردوغان بأن القيادة التركية ساندت كردستان العراق في الظروف الصعبة، بيد أن "هذه الخطوات تضطرنا إلى اتخاذ تدابير جديدة".

ويبقى الأمر غامضا حيال كيفية تصرف تركيا. ولكن أردوغان أعلن أن مجلس الأمن القومي سيجتمع يوم 22 بدلا من 27 سبتمبر/أيلول الجاري لمناقشة مسألة الاستفتاء. وقال: "بعد هذا الاجتماع واجتماع الحكومة التركية، سيدرك بارزاني مدى حساسية تركيا من مسألة الاستفتاء".

أما رئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي فكان موقفه أكثر تشددا، حيث قال في تصريحاته لوكالة أسوشيتد برس، موجها كلامه إلى بارزاني: "عندما تخالف الدستور ولا تعترف بالحدود العراقية بل وبحدود الإقليم، فإن ذلك سيكون دعوة علنية للاعبين الإقليميين جميعا إلى انتهاك الحدود". وأضاف: "إذا ما هدد السكان العراقيين استخدام قوة غير شرعيةٍ ما، فإننا على استعداد للتدخل العسكري".

ومع ذلك، لا ينوي رئيس الوزراء العراقي الامتناع عن التحاور مع الذين يقفون مع الانفصال، وقال: "لن أوصد باب الحوار أبدا، فهو دائما مفتوح". وكما هو معلوم، فمن جانبه قدم رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى العراق يان كوبيش مبادرة للحوار.

يقول كبير الباحثين في معهد بريماكوف للاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، فيكتور نادين-راييفسكي، في حديث إلى الصحيفة: "حاليا توجد في شمال العراق قوات تركية. أي أن هناك وجودا تركيًا في الإقليم. وهذه القوات هي نفسها التي كانت مهمتها تدريب البيشمركة. والآن ليس هناك ما يشير إلى هذه التدريبات. بيد أن وجود هذه القوات بدباباتها أمر معروف. لذلك يجب دائما انتظار توسع الوجود التركي. وهناك ما يشير إلى أن الأتراك يحشدون القوات على الحدود العراقية. فالاستفتاء في العراق يخيفهم، لأنه سيحفز أكراد تركيا. لذلك فإن أنقرة جادة في موقفها". وأضاف الخبير: "إذا بدأت تركيا بالتوغل داخل كردستان، فسوف تواجهها قبل كل شيء قوات البيشمركة، لعدم وجود قوات أخرى. وهذا يعني أن قوات البيشمركة ستدافع وحدها عن الحدود. وهناك بعض المناطق الحدودية يسيطر عليها مقاتلو حزب العمال الكردستاني، وهؤلاء حتما سيشاركون في المعركة ضد القوات التركية. ومع هذا إذا زجت تركيا بقواتها النظامية في المعركة، فمن الصعب التكهن بمدى نجاح البيشمركة، على الرغم من أنها قوة عسكرية جدية في المنطقة. أما مقاتلو حزب العمال الكردستاني، فهم يتصرفون وفق متطلبات حرب العصابات، حيث يمكنهم نصب كمائن للقوات التركية، ولكن هل بمقدورهم مواجهة القوات التركية، الأمر غامض"، - كما قال الخبير.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل