المحتوى الرئيسى

اسم النادي والمطعم ولون البشرة.. أسئلة عنصرية للقبول في المدارس الدولية

09/18 14:36

«انتوا مشتركين في نادي إيه؟ بتروحوا تصيفوا فين؟ بتسافروا بره مصر ولا لأ؟ بتتغدوا في مطعم اسمه إيه؟ ويا ترى بتطلبوا أكل إيه؟ اشمعنى إنت أسمر من أخوك التوأم؟».. الأسئلة الماضية ليست لعريس ذهب يطلب عروسة من أهلها، ولكنها أسئلة يتم توجيهها لطفل لم يتجاوز سنواته الأربع، كي يلتحق بـالحضانة "كي جي 1" في إحدى المدارس الخاصة والدولية.

«التحرير» تحقق في الأسئلة العنصرية والطبقية، التي يتبعها عدد من المدارس الخاصة والدولية، لاختيار الأطفال المقبولين، وهل هناك آثار نفسية تترك تبعاتها داخل الطفل الذي سيتم رفضه، لمجرد أن والديه غير مشتركين في ناد شهير، أو أن أمه مؤهلها التعليمي متوسط، ولا يأكلون في مطعم فخم.

غير حاصلين على مؤهل عالٍ

"عندي طفلان توأم، ذهبت للتقديم لهما بإحدى المدارس الخاصة الشهيرة بالمعادي، وجاءت لحظة المقابلة الشخصية "الإنترفيو"، وفوجئت بمديرة المدرسة تسأل أحد أبنائي: هو إنت ليه أسمر كده، رغم إن أخوك أبيض؟ وهو ما استفزني"، هذا ما قالته "س.أ" إحدى أولياء أمور طالبين تم قبولهما بمدرسة خاصة.

وأضافت: "يوم المقابلة الشخصية كان من أصعب الأيام التي مرت عليَّ، حيث إنه كان محددا له الواحدة ظهرًا، إلا أنني لم أتمكن من الدخول وأبنائي حتى التاسعة ليلًا، وكان هناك العشرات من الأمهات، وتم رفض الكثير منهن لمجرد أنهن غير حاصلات على مؤهل جامعي".

بينما قالت "زينب.ج"، إنه تم رفض قبول نجلها في أكثر من مدرسة خاصة ودولية، لمجرد أن والدتها منتقبة، ولسفر زوجها خارج البلاد، بداعي غياب الاستقرار الأسري، بالإضافة إلى أنه أجابت على الأسئلة باللغة العربية فاعتبرتها دون المستوى.

أكدت "نور.و" أن المُدرسة سألت ابنتها عن النادي المشتركين به، لمعرفة المستوى الاجتماعي للأسرة، وحينما علمت أنهم مشتركون بمركز شباب الجزيرة، تم رفض قبولها، مضيفة: "فالنادى الأهلى مش هيبقى زى مركز شباب الجزيرة، والمصيف في الغردقة وشرم والسخنة والساحل لاولاد الحلال فقط، بينما المصيف في اسكندرية وراس البر من المحرمات".

وأبدت "نور.و"، استياءها الشديد من تلك الأسئلة قائلة: "وانتو ماللكم مشتركين في نادي إيه، ولا بنصيف فين".

قالت "س.ط"، إنها كانت تنتظر وعدد كبير من أولياء الأمور من بينهم جارتها في المنزل، نتيجة المقابلة "الإنترفيو"، لمعرفة هل تم قبول أبنائهم من عدمه، وفجأة خرجت الموظفة وفي يدها كشوف المقبولين، وقالت: "كل اللي معاه مؤهل متوسط يمشي، إحنا مش بنقبل غير مؤهلات عالية بس، وده طبعًا كان إحراج شديد لجارتى أمام الناس".

أستاذ علم اجتماع: فعل عنصري وليست له علاقة بالإنسانية

«أسئلة غبية، في غير مكانها وليس لها قيمة، والسؤال بتاع إنت ليه أسمر من أخوك، ده سؤال عنصري سيترك أثرًا كبيرًا داخل الطفل، وقد يتسبب في كرهه لأخيه الأبيض»، هكذا عبرّت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، عن استيائها من هذه المقابلة متسائلة عن الفائدة من السؤال عن اسم النادي والمصيف والمطعم.

وأضافت أستاذ علم الاجتماع: "هل سألتم أنفسكم كيف ستكون الحالة النفسية للطفل الذي سيتم رفضه، لمجرد أن والديه ليسا عضوين في ناد شهير، أو يأكلان من مطعم كبير، أو أن أحدهم لم يتحصل على شهادة جامعية، هل فكرتم في هؤلاء الأطفال؟.. قطعًا لا".

وتابعت: "للأسف أصبح كل شيء في حياتنا سطحيا، ولا نهتم بالعمق أو الجوهر، والاعتماد على الميكانيكية لا الفهم والمنطق"، مطالبة بضرورة عودة مفتش الوزارة الذي يذهب للمدرسة الخاصة ويراقب عليها ويلاحظ بشكل دوري ما يحدث بها.

أردفت الدكتورة سامية خضر، أن مثل هذه المقابلة مستفزة وخارجة عن المستوى الإنساني والتربوي والعلمي، وتعمق الشعور لدى الأطفال غير المقبولين بكونهم منبوذين وغير مرغوب فيهم، ويترك آثارا نفسية رهيبة، قد تصل للعدائية لدى الأطفال، موضحة أن ما تفعله تلك المدارس من تجاوزات هي نتاج الزحام الشديد والطلب المتزايد عليها.

خبير نفسي: السر في التباهي والمنظرة

أكد الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن السبب الرئيسي في اتباع بعض المدارس مثل هذا الأسلوب في التعامل بسبب هرولة الكثير نحو التعليم الخاص والدولي، فازداد الطلب عليهم، فرأوا أن من حقهم التصرف كما يشاؤون، ووضعوا الشروط ورفضوا من أرادوا من أولياء الأمور، دون النظر لمستوى ذكاء أبنائهم".

تابع: "للأسف فيه ناس كتيرة من الطبقة التي يطلقون على أنفسهم الطبقة الراقية، يعشقون التباهي والمنظرة، ويتباهون بأن مدرسة ولادهم شروطها كذا وكذا، ومابتقبلش أي حد".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل