ملفات على طاولة السيسي وترامب في نيويورك: أزمة قطر وقضية المساعدات وصفقة القرن

كتب- محمد مكاوي ورنا أسامة:

للمرة الثالثة منذ وصوله إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، يلتقي الرئيس دونالد ترامب نظيره المصري عبدالفتاح السيسي في مدينة نيويورك على هامش أعمال الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وسط أزمة عربية خليجية كبرى قد تعصف بمجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى ملف المساعدات الأمريكية لمصر، وتصاعد التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية على السلام العالمي.

ويأتي اللقاء الثنائي بين الرئيسين في أول زيارة رسمية للسيسي إلى واشنطن، بعد تولي ترامب، رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في 20 يناير الماضي، بناءً على دعوة تلقاها من الرئيس الأمريكي.

والتقى ترامب والسيسي للمرة الأولى في أبريل الفائت في البيت الأبيض، كما عقدا اجتماعًا على هامش القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض في مايو الماضي.

وفيما يلي نستعرض أبرز الملفات المُرجّح طرحها على طاولة نقاش السيسي وترامب:

مع اقتراب القاهرة، من إتمام مصالحة بين الفصائل الفلسطينية بعد خلاف دام نحو 10 سنوات، يلتقي الرئيس السيسي نظيره الأمريكي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ومن الموضوعات المتوقع أن يناقشها الزعيمان، القضية الفلسطينية والصراع العربي الفلسطيني.

وكان الرئيسان السيسي ومحمود عباس عباس (أبومازن) أشارا كل على حدة خلال لقائهما ترامب في البيت الأبيض مارس ومايو الماضي إلى ثقتهما في الرئيس الأمريكي من أجل تحريك وحل "صفقة القرن".

مسؤولون من فلسطين وأمريكا ومصر يتحدثون لمصراوي عن "صفقة القرن"

الموضوع الثاني المتوقع أن يطرح على لقاء ترامب والسيسي، هو أزمة كوريا الشمالية بعد مزاعم صحفية ربطت حجب جزءً من المساعدات الأمريكية إلى مصر بسبب علاقة القاهرة ببيونجيانج.

وأدانت مصر قبل أيام التجربة النووية السادسة التي قالت كوريا الشمالية إنها نفذتها بقنبلة هيدروجينية على متن صاروخ باليستي. كما وافقت في مجلس الأمن على فرض عقوبات على بيونجيانج.

مصر تدين التجربة النووية السادسة لكوريا الشمالية

وأجرت كوريا الشمالية، في ساعة مبكرة من صباح الأحد الماضي، تجربة نووية لقنبلة هيدروجينية وصفت بأنها أقوى بعدة مرات من تلك التي أسقطت على ناجازاكي في عام 1945، لتسجل بذلك التجربة النووية السادسة في برنامجها النووي التي أطلقته عام 2006.

من المُرجّح أن يتطرّق الجانبان إلى ملف الأزمة القطرية المستمرة منذ أكثر من 100 يوم، في ظل تعنّت الدوحة إزاء مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، ومواصلتها سياسة "المكابرة والعناد" في إدارة الأزمة، وسط بوادر تلوّح بانهيار جهود الوساطة لحلها.

أبرز محطات "الأزمة" القطرية في 100 يوم (تسلسل زمني)

كان أمير قطر أجرى اتصالًا هاتفيًا مع ولي العهد السعودي، أبدى فيه رغبته في الجلوس على طاولة الحوار. وقالت وكالة الأنباء القطرية إن الاتصال جاء بناء على تنسيق من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ماذا دار بين أمير قطر وولي العهد السعودي بشأن مطالب الدول الـ 13؟

وشهد اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عُقِد في مقر الجامعة العربية لبحث الأزمة، تلاسنًا بين وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان المريخي، وممثلي الدول المقاطعة، بعد أن وصف الأول إيران بأنها "دولة شريفة" في الوقت الذي شبّه فيه الدول الأربع بـ "الكلاب المسعورة"، ما اعتبرته الدول الأربع "مهاترات تخرج عن إطار جدول الأعمال".

بالفيديو- مشادة كلامية بين ممثل قطر وسفير السعودية في الجامعة العربية

ودعا الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني -الذي قبلت المملكة العربية السعودية وساطته لتسهيل دخول الحجاج القطريين- في بيان، الأحد، إلى اجتماع "عقلاء وحكماء أسرته وأعيان الشعب القطري" لمناقشة أزمة قطع أربع دول عربية مع قطر، منذ أكثر من 100 يوم.

الشيخ عبد الله آل ثاني يدعو أعيان قطر لحل أزمة قطع العلاقات

قرّرت لجنة المساعدات الخارجية بالكونجرس الأمريكي، قبل أسبوعين، خفض المساعدات العسكرية لمصر بداية من العام المقبل بمقدار 300 مليون دولار، وقطع 37 مليون دولار أخرى من المساعدات الاقتصادية.

وقال أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن هناك خلاف بين لجنة العمليات الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب بالكونجرس، إذ توافق الأولى على ميزانية برنامج المساعدات العسكرية والاقتصادية الخارجية دون تخفيضات، بينما طالبت لجنة النواب بالإبقاء عليها كما هي.

وكانت المساعدات الأمريكية إلى مصر بدأت منذ عام 1946 حينما وصل إلى مصر 9.3 مليون دولار، وعام 1948 وصلت إلى 1.4 مليون دولار فقط، في حين ارتفعت عام 1955 إلى 66.3 مليون وفي عام 1957 بلغت مليون دولار فقط، وفقًا لما نقلته الورقة البحثية للمركز التابع للكونجرس الأمريكي.

بالأرقام.. تاريخ المساعدات الأمريكية لمصر

وفي أغسطس الماضي، قرّرت الولايات المتحدة حرمان مصر من مساعدات قيمتها 95.7 مليون دولار وتأجيل صرف 195 مليون دولار أخرى لعدم إحرازها تقدما على صعيد احترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية. وأصدرت مصر بيانًا أعربت فيه عن أسفها لقرار الإدارة الأمريكية.